عائلةٌ إسرائيلية تتهّم الجيش بقتل 13 من أفرادها بأكتوبر بقذائف دبابةٍ…
زهير أندراوس
كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ عائلة إسرائيلية اتهمّت جيش الاحتلال بقتل غالبية أفرادها، خلال عملية (طوفان الأقصى) التي نفذتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت القناة العبرية أنّ حادثة عائلةٌ إسرائيلية تتعلق بمنزل عائلة باسي كوهين في كيبوتس (بئيري) شمال غرب النقب، والذي قصفته دبابة إسرائيلية في السابع من أكتوبر وداخله 40 عنصرًا من كتائب القسام، إلى جانب 15 إسرائيليًا محتجزين داخله.
ووجهّت عائلةٌ إسرائيلية رسالةً إلى رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هاليفي، وطالبته بالتحقيق في ملابسات إطلاق قذيفة الدبابة، وما إذا كانت هي التي أدت إلى مصرع أبنائها، وما إذا كانت الأوامر الصادرة هي قصف المنزل بمن فيه حتى لو كانوا الرهائن المدنيين.
ولفتت القناة العبرية إلى أنّ الرد الصادر من جيش الاحتلال لم يكن بالنفي، ولكنّه أكّد ل عائلةٌ إسرائيليّة أنّه سيتم فتح تحقيق مفصل وعميق في الحادثة حين يتنسى ذلك.
وذكرت أنّها تعد من بين أكثر الحوادث ألمًا في هجوم 7 أكتوبر، مبينة أنّ الشهادات جاءت عبر الناجيتين الوحيدتين، إحداهما تدعى هداس داغان، وقد شاهدت كلّ شيءٍ بعينيها.
وحصلت القناة 12 العبرية على شهادة داغان قبل شهر، ولم تعلم عائلة باسي كوهين إطلاقًا أنّ الجيش هو الذي دمر المنزل بمن فيه.
وأشارت إلى أنّ بعض أقارب تلك العائلة فقدوا القدرة على النوم منذ أنْ علموا بأنّ القذيفة الإسرائيلية هي التي أودت بحياة 13 من أقاربهم.
وكشفت داغان النقاب عن أنّ أطفالاً رهائن بالمنزل كانوا يصرخون “النجدة”، قبل أنْ تسكتهم قذيفة الدبابة، وتقول: “لن أنسى هذا ما حييت“.
في السياق عينه، قُتل 20 عنصرًا من القوات الإسرائيلية المشاركة في العمليات البريّة داخل قطاع غزة، “بنيران صديقة وحوادث أخرى متفرقة”، وليس خلال اشتباكات مع مسلحي حماس، حسبما نقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) عن جيش الاحتلال، وأوضحت المصادر أنّ ذلك يعني أنّ أكثر من 10 في المائة من الجنود الإسرائيليين، الذين قتلوا في قطاع غزة، قضوا بنيرانٍ صديقةٍ.
وقُتِل عنصران في حادث دهس مركبات مدرعة تابعة للجيش، فيما قتل جنديان آخران بعد إصابتها بشظايا عرضية لمتفجرات أطلقها الجيش الإسرائيلي.
وقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ هناك عددًا من الأسباب التي أدّت إلى وقوع هذه الحوادث المميتة، بما في ذلك “العدد الكبير من القوات العاملة في غزة، ومشاكل الاتصال بين القوات، وتعب الجنود وعدم اهتمامهم باللوائح”، على حدّ قوله.
إلى ذلك، أفادت صحيفة (هآرتس)، استنادًا إلى معطيات عرضتها رئيسة شعبة التأهيل التابعة لوزارة الأمن ليمور لوريا خلال نقاش في لجنة الصحة والرفاه التابعة للكنيست، أنّ 2816 جنديًا بدأوا بتلقي العلاج في شعبة التأهيل منذ اندلاع الحرب على غزة، و18 بالمائة منهم، أي نحو 500 شخص يواجهون أزماتٍ نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة.
وبحسب المعطيات التي عرضتها خلال النقاش التي تناولت استعداد الشعبة، تبيّن أنّ 91 بالمائة من المُعالجين مُصابون بجراح طفيفة، 6 بالمائة متوسطة، 33 بالمائة و48 بالمائة من ضمن المُعالجين مصابون في الأطراف.
وعلى المستوى المدنيّ، تصل التعويضات بالفعل إلى عشرات مليارات الشواكل، ومن المتوقع أنْ تدفع الدولة للشركات المتضررة من دورات النشاط في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الفائت حوالي 10 مليارات شيكل (2.74 مليار دولار).
وكانت هيئة البث الإسرائيليّة كشفت عن تلقي ألفيْ جنديٍّ إسرائيليٍّ مساعدة طبية نفسية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأوضحت أنّ بينهم 200 شاركوا بالعملية البرية في قطاع غزة خلال أسابيعها الثلاثة الأولى.
ولفتت إلى أنّ الدعم العالميّ لإسرائيل يتضاءل في كلّ يومٍ تتواصل فيه الحرب، وقالت إنّ المنظمات اليسارية المتطرفة، إلى جانب أنصار القضية الفلسطينية، الذين قادوا خطاب التأييد على شبكات التواصل الاجتماعي، تسببوا في اندلاع الكراهية تجاه إسرائيل واليهود حول العالم.
وأكّدت أنّ هجوم حماس في أكتوبر الماضي أثر على الأمن الشخصي لسكان إسرائيل. ويمكن ملاحظة ذلك، في الطلبات التي تعد ولا تحصى للحصول على تراخيص الأسلحة، أيضًا في مدن وسط البلاد، كدرسٍ ممّا حدث في الكيبوتسات في غلاف غزة، بحسب هيئة البثّ الإسرائيليّة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية