تحليلات سياسيةسلايد

عبداللطيف المكي يُحرج النهضة بترشحه للسباق الرئاسي..

– أعلن حزب “العمل والإنجاز” في تونس اليوم الأربعاء ترشيح أمينه العام وزير الصحة الأسبق عبدالطيف المكي للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها الخريف المقبل، فيما أثار ترشح القيادي المنشق عن حركة النهضة الإسلامية جدلا واسعا، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت هذه الخطوة من تدبير القيادات التي انسحبت من الحزب بسبب معارضتها الشديدة للسياسة التي اتبعتها رئاسة الحركة بزعامة راشد الغنوشي ورفضها الاستجابة لكافة المطالب بإجراء مراجعة.

ويتساءل مراقبون للشأن التونسي حول مدى تمكّن المكّي من الخروج من جلباب النهضة واعتماد توجهات جديدة تقطع مع سياسة الحركة، التي كانت سببا في انسحاب العديد من قياداتها من الصف الأول، فيما يتوقع البعض أن يحظى الوزير الأسبق بدعم عدد من أنصار الحركة، خاصة في ظل أزماتها الأخيرة وغلق مقراتها، فيما يحاكم زعيمها في العديد من القضايا سواء المتعلقة بالإرهاب أو ما يعرف بـ”التآمر على أمن الدولة”.

لكن شقّا من أنصار النهضة يعتبر أن خوض المكي لغمار الانتخابات الرئاسية يحمل في طياته تحديا للحركة التي تعتزم مقاطعة الاستحقاق المقبل بتعلة عدم توفر الحد الأدنى من الشروط الديمقراطية.

وقال رئيس المجلس الوطني لحزب “العمل والإنجاز” التومي الحمروني خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس “نعلن رسميا عن ترشيح الأمين العام للحزب عبداللطيف المكي للانتخابات الرئاسية”، مضيفا أن “المخرج للأزمة يكون بانتخابات رئاسية كاملة الشروط، لدرجة أنها تكون تحكيما شعبيا بين مختلف الرؤى، والرئيس قيس سعيد يتحمل مسؤولية كاملة عن توفير هذه الشروط”.

بدوره قال المكي في المؤتمر الصحفي ذاته إن “هذه الانتخابات غير عادية ولابد من النضال من أجل إقرارها وتحديد شروطها”، متابعا “ترشحي قابل للسحب إذا لم تتوفر الشروط ونحن غير مستعدين للترشح لانتخابات لا تعبر عن إرادة الشعب”.

وأضاف “متفقون مع جبهة الخلاص الوطني، التي تشكل الواجهة السياسية لحركة  النهضة، على عدم المشاركة في انتخابات مسرحية تكون نتائجها معلومة مسبقا”.

واستدرك “لكن ارتأينا في الحزب ومع أصدقاء من خارج الحزب الترشح كأداة ضغط لتعيين موعد الانتخابات، وهذا خلافنا مع جبهة الخلاص، وهذا لا يمنع مواصلة النضال في صفوفها من أجل استعادة الديمقراطية”.

وسبق أن أعلنت جبهة الخلاص نهاية أبريل/نيسان الماضي عدم مشاركتها في انتخابات الرئاسة بداعي “غياب شروط التنافس”.

وطالب المكي “بتوفير شروط انتخابات ومنها إلغاء المرسوم 54 ( قانون حول النشر في وسائل التواصل الاجتماعي) الذي فرض تصحر الساحة الاعلامية وظلم كثيرا من الناس، وإيقاف المحاكمات السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين والإفراج عن تاريخ الانتخابات “.

وعبداللطيف المكي كان قياديا طلابيا في الثمانينات وعضوا بالبرلمان التونسي بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011) ووزيرا أسبق للصحة.

وفي يونيو/حزيران 2022 أعلن المكي المستقيل من حركة النهضة في سبتمر/أيلول 2021 صحبة سياسيين عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم “العمل والإنجاز”.

وشهدت حركة النهضة خلال الأعوام الأخيرة انشقاقات أدت إلى انسحاب أبرز قياداتها الذين اتهموا زعيم النهضة، الذي حافظ على رئاسة الحركة طيلة نحو نصف قرن، بالاستبداد بالرأي والتسلّط.

وعرف حزب “العمل والإنجاز” بأنه “محافظ وديمقراطي واجتماعي وطني، يهدف للمحافظة على القيم التي تبني هوية المجتمع، وتنزل الأحزاب من فوق الشعب إلى ما تحته”، وفق تصريحات للمكي آنذاك.

وفي فبراير/شباط الماضي أكد سعيد أن الانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها دون ذكر تاريخ محدد، مشيرا إلى أن المعارضة التي قاطعت الاستحقاقات السابقة “تُعد العُدة لهذا الموعد”.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى