عجائب وغرائب: جبن الحمير الأغلى في العالم وحليبهم سر رشاقة كليوباترا!
تتصدر الحمير الأرقام والمراكز الأولى ليس بالعناد والغباء في هذه المرة وإنما عبر أجبناها! فقد غير جبن الحمير المفاهيم والقيم في عالم الأجبان، فأغلى أنواع الجبن في العالم والذي بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه ألف يورو وهو مصنوع من حليب الحمير!
يتميز هذا الجبن “الثمين” بأنه صنع من حليب حمير من مزرعة خاصة موجودة قرب بلغراد في صربيا وهو ذو جودة عالية، تجعله مميزا بارتفاع سعره وصولا لـ40 يورو لقاء اللتر الواحد.
يبدو أن فوائد حليب الحمير ومشتقاته لا تعد ولا تحصى، ففي حين اعتمده الطب البديل كدواء و غذاء منذ الاف السنين، حيث أوصى به أبو الطب ” أبوقراط” في عام 460 قبل الميلاد لعلاج الكثير من الأمراض بدءاً من لدغات الأفعى وصولاً إلى نزيف الأنف. كما لجأ له الإغريق لإطعام الرضع عوضاً عن حليب الأم عند افتقاره، وتبين أن ذلك لم يكن عن عبث اذ وجد الباحثون أنه الأقرب للحليب البشري في تركيبه. كما ان احتوائه على كمية متوازنة من الكالسيوم وأنزيم “اليزوتسيم” يساعد على حماية الرضع من الالتهابات المعوية .وهذا ما يبرر شيوعه ابان العصر الفيكتوري في بريطانيا.
تبين أن خصر كليوباترا النحيل، سره في لبن الحمير! حيث أنها كانت حريصة على تناوله يوميا وحتى الاستحمام به، بعد دراسات لعلماء من جامعة نابولي في ايطاليا، أثبتت وبعد مقارنة فوائد حليب الحمير والأبقار أن حليب الحمير يساعد فعلا في الحفاظ على الرشاقة، بسبب انخفاض مستوى الدسم فيه كما انه يحوي تركيزا أعلى من العناصر المغذية، إضافة لاحتوائه على أحماض دهنية غير مشبعة مثل أوميغا 3 و6 ، والتي من شأنها الحد من مستوى الكولسترول في الدم وتشكل عوامل حماية طبيعية للقلب. وفي سياق متصل شاعت مزارع الحمير في ايطاليا .وخاصة بعد أن اتضح أنه الأنسب لمن يعاني من حساسية تجاه الألبان . وينصح به في تشيلي لمرضى السكري كما أن حليب الحمير يتمتع بالتقدير الكبير في الهند، حيث يباع معلبا 50 ملل منه بما يقارب 4 دولارات، وتنتشر مزارع الحمير في ايطاليا لهذا الغرض أيضا.
كما يتجه المنتجون لتقديم المنتجات الغريبة مؤخرا وكان منها الشوكولا المصنوعة من حليب الإبل والتي تحولت إلى ابتكار إماراتي في عالم الشوكولا ويذكر أن طعم هذه الشوكولا مميز عن الطعم المألوف اذ يتباين مذاق حليب الإبل من الحلو إلى الحاد والمالح حسب عمر الناقة ومرحلة الإنتاج ونوع العلف وطبيعة ماء الشرب. وبينت الدراسات أن حليب النوق يحتوي على كمية فيتامين “سي” بأضعاف مضاعفة عما يحويه حليب البقر اضافة لغناه بالمعادن ومواد مضادة للبكتيريا. واستخدمه العرب في معالجة الكثير من الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، كما استخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي.
يبدو أن الحليب البقري خسر المنافسة على جميع الجبهات، ولكن، وإن كان طعم حليب النوق والماعز والحمير مستساغا، ومفيدا ومجملا أيضا، الا أن الحصول على حليب الحمير ليس بالأمر السهل، فأنثى هذا الحيوان تحلب ليترا واحدا في اليوم “في حين تحلب الأبقار على أقل تقدير 10 ليترات في اليوم” كما إن إنتاج حليب الحمير ينتج خلال نصف عام فقط بعد وضع الأنثى مولودها، لذا فازت الأبقار على منافسيها من حيث غزارة الانتاج ما برر شيوعه ويجعل سعره ضمن حدود المعقول.