تتردد كثير من السيدات بعد تجرِبة زواج غير ناجح يملأها الخوف ويتربص بها القلق، عندما تتبادر فكرة الزواج الثاني بالأفق، وتظل ذكرى الزواج الأول وفشلها في إكمال العلاقة تطاردها؛ فتقع في دوّامة لا تنتهي من التساؤلات حول: مدى نجاحها إذا ما أقدمت على هذه التجربة مرةً أخرى، وقد تصل لمرحلة رفض الفكرة لمجرد خوفها من الفشل مرة أخرى. بالسياق التالي «سيدتي» التقت د. نسرين سراج عبدالمولى، استشاري علاقات أسرية وإرشاد نفسي؛ لتخبركِ عن 10 إستراتيجيات ناجحة تضمن السعادة في الزواج الثاني.
الزواج مرة أخرى.. فرصة ثانية للسعادة
تقول د. نسرين لـ«سيدتي»: في حين يرى العديد من الأزواج أن الزواج مرة أخرى فرصة ثانية للسعادة، إلا أن آخرين يتغمدهم القلق والخوف خشية الفشل مرة أخرى، وخوض غمار تجرِبة صعبة تؤدي لمزيد من الحزن والألم، وقد لا يدركون أن الاحترام والتواصل الإيجابي والتعامل ببساطة والتوقف عن المقارنة بين الماضي والحاضر، هي أمور تساهم بشكل كبير في جعل الزواج الثاني يدوم مدى الحياة.
تؤكد د. نسرين أن نجاح الزواج الثاني عملية لا تتوقف على كون الشريك الجديد مناسباً، أو ظروفه المادية والاجتماعية والنفسية ملائمة وأوضاعه جيدة، لكن المعيار الأساسي لاستمرار الزواج الثاني ونجاحه، يتعلق كثيراً بمدى استعداد كلٍّ من الطرفين للزواج؛ خاصة الطرف الذي خرج توّاً من علاقة فاشلة وأراد خوض تجرِبة جديدة وصولاً للسعادة المفقودة؛ فيحاول بشتى الطرق المساهمة في إنجاحها.
إذا قررنا الخوض في تجرِبة الزواج الثاني؛ فلا بد أن ندرك أهمية عدم الاستعجال، والتروّي إلى حين التعافي واستعادة التوازن، والشعور بالمصداقية، وهذا أمرٌ ضروري لإنجاح التجرِبة الثانية.
عشر إستراتيجيات لزواج ثانٍ سعيد
إدراك أن كل شخص لديه أفكارٌ وقناعات سابقة يجب تجاوزها
تقول د. نسرين: عندما يُقدِم الشخص على الزواج مرة أخرى، غالباً ما يحمل معه أنماطاً غير صحية في العلاقات، ومشاكل الثقة بسبب تأثُّره من الزواج الأول، والذي قد يخرب العلاقة الجديدة. في بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب الأفكار والقناعات السابقة، في اندفاع الأزواج من دون التعرُّف إلى بعضهم البعض حقاً.
التغلب على الخوف من الفشل
من المنطقي أن يكون الخوف من الفشل معضلة حقيقية في الزواج الثاني، ولكن عدم التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا ورغباتنا الداخلية، يمكن أن يَزيد من خطورة فشل العلاقة؛ لأننا نفقد الثقة والحميمية من فرط خوفنا من الفشل.
عدم إظهار الضعف إمعاناً في الظهور بمظهر قوي وجذاب
إن كونك ضعيفاً أمام شريكك، قد يجعلك تشعر بالتعرُّض للخطر، لكنه العنصر الأكثر أهمية في العلاقة الحميمة القائمة على الثقة والشعور بالأمان والسلام النفسي مع الطرف الآخر، على أن فعل حب شخص ما، والسماح له بحبك، قد يكون المجازفة الحقيقية بالنسبة لك؛ فنحن ندرك أن “الحياة تميل إلى أن تكون أفضل بالنسبة لأولئك الذين لديهم الشجاعة للثقة بالآخرين”.
خلق توقعات واقعية
يجب أن نتقبل حقيقة مفادها: أن الحياة الزوجية الجديدة تمُر بفترات صعود وهبوط حتمية. فالحب الجديد شعور رائع، ولكنه لا يعوّض عن الألم الناتج عن الطلاق، ولا يعيد الأسرة تلقائياً إلى حالتها السابقة. وبحسب الأبحاث والدراسات؛ فالزواج الثاني قد يعرّض الأزواج لعدد من القضايا غير المتوقَّعة، مثل: فوضى مشاعر الأبوّة والأمومة، وتوحيد ثقافات الأسرتين المتباينة، والتوافق مع كلتا العائلتين سواء الأبناء أو الأم والأب، والذين ينظرون بشك لمدة نجاح العلاقة الثانية مقارنةً بالعلاقة الأولى.
توضّح نسرين أن أحد أهم القضايا الرئيسية التي يجب على الأزواج الذين تزوجوا مرة أخرى معالجتها، هي كيفية التواصل بين أفراد العائلة، وينطبق هذا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالأمور المالية، وكيفية تأديب الأطفال، وأبناء الزوج أو الزوجة، والصراعات الشخصية في الأسرة التي تم إنشاؤها حديثاً، والتنافس بين أفراد الأسرة.
العمل على بناء ثقافة التقدير والاحترام والتسامح
تقول نسرين: عندما تجد فرصة لأن تعبّر عن مشاعر التقدير والاحترام والشكر لشريكك، لا تتوانَ في أن تفعل؛ فاشكره لأقل الأمور، وكن ممتناً لمساعدته، هذه المشاعر تكون فارقة في جودة العلاقة.
تدرب على أن تكون مبادراً في الانفتاح مع شريك حياتك
يمكنك ببساطة أن تكتسب الثقة في التعامل من خلال الانفتاح مع شريكك. إن مناقشة القضايا البسيطة مثل: الجداول الزمنية والوجبات، هي نقطة بداية رائعة قبل التعامل مع الأمور الأكبر مثل: تأديب الأطفال أو إدارة الأموال.
خصص وقتاً وأجواءً مريحة للتفاعل والمشاركة
تحلَّ بالشجاعة لكي تطلب ما تحتاج إليه من شريكك بطريقة بسيطة وحازمة وغير عدوانية، وكن على استعداد للمناقشة، واعلم أنه لإنجاح العلاقة، لا بد من الاستجابة لـ”طلبات” شريكك المشروعة للحصول على التقدير والعاطفة والدعم؛ فيمكن أن يكون هذا الطلب: المشاركة في إعداد فنجان من الشاي، أو حتى مرافقتك في رحلة لزيارة أحد الوالدين المريضين؛ حيث أجواء المشاركة في العلاقة تكون باباً للمزيد من الحميمية والقرب.
مناقشة التوقعات لتجنُّب سوء الفهم
خاطر وتعامل مع المشاعر المجروحة مع شريك حياتك؛ خاصة إذا كانت قضية مهمة؛ بدلاً من المماطلة والانغلاق. فإنه من الجيد التعامل بصراحة (وليس فجاجة) في كثير من الأمور التي قد تبدو محل خلاف، أو محور شك ومثيرة للغضب مع شريكك.
الاستعداد للصراع
افهم أن الصراع لا يعني نهاية زواجك. فالخلاف أمر لا مفرّ منه في جميع العلاقات، كذلك فإننا إن تحلّينا ببعضٍ من الحكمة والهدوء والعقلانية، يمكننا إدارة الصراع بنجاح، ويمكن أن يزدهر الزواج!
تقبّل دورك كوالد وزوج أو والدة وزوجة
إن دَور الأب أو الأم لأبناء الطرف الآخر، هو دَور الصديق البالغ والمرشد والداعم وليس المربي. تعلّم إستراتيجيات جديدة، وشارك أفكارك مع شريك حياتك. لا يوجد شيء اسمه الحب الفوري. عندما يشعر الأب لأبناء الزوجة أو الأم لأبناء الزوج، بعدم التقدير أو عدم الاحترام من قِبل أبناء الشريك؛ فسوف يواجه صعوبة في الترابط معهم، والذي يعود بشكل سلبي على الشريك الآخر.
مجلة سيدتي