عشوائيات 29

– 1-

الحجارة، وهي تنهار في مغادرة صاخبة لموطنها في مدماك الحياة…في بنايات مليئة بالناس وذكرياتهم…
الحجارة وهي تصدر صوتاً صاخباً، مرعباً، غريباً…
هو الصوت المدوي لانهيار

-2-

على محطة الوقود – زمن الحرب – دمشق 2013

أنا في طابور الذل. معي زجاجتا ماء فارغتين. سيارتي مقطوعة من البنزين. نحن في الطابور نتحدث عن الأزمة، وساعات الانتظار. جاء من يخترق الطابور. همهمنا كمجموع ، ثم احتجينا كأفراد ، فقال بخشونة:
أنا رجل أمن، وعندي مهمة.
قلت له ، بجدية مصطنعة:
لو تعرف من أنا؟
قال: تفضل عرّفنا بحضرتك؟
قلت: أنا قائد لواء صواريخ أرض – أرض، وسيارتي مقطوعة، وعندي مهمة قصف عشوائي.
ضحك زملاء الطابور. ومع ذلك أخذ دورنا رجل الأمن ،
أما الجبهات …فقد سادها الهدوء الحذر !

-3-

أنا ضوء مؤلف من العتمة الأولى للوقت.
أنا عتمة في السنة الأخيرة من الشمعة.
أنا شروق من وجهة نظر زورق تائه في البحر.
أنا ماء أسكن خارج حنفيات الحروب.
أنا دواء بديل للطب النووي.
أنا عشب روحك وزهرتها اليانعة.
أنا النحلة التي لا تضل طريقها أبداً.
أنا قنديل طريقك في التيه، عندما لا أضيء أكون.. قد انكسرت.
…………….
والآن…
الآن… ياجاري في الحياة…قل لي
من أنت؟

-4 –

لن ينتبه المقاتلون السوريون إلى عمق جريمتهم حتى تبدأ الطلقة تخرج، ليس من فوهة البندقية ،
بل من أخمصها عند خدّ المحارب!

-5-

إذا اختفت البنادق فجأة، ولم يعد هناك لا “سلطة” ولا “معارضة”…
هكذا يزولون – فجأة- بممحاة… أراهن أن الحياة ، عندئذٍ ، ـستنتظم في سورية بإدارة 500 رجل وإمرأة… أميين شرفاء، وسوف يكون الناس سعداء، كما كانوا قبل عصر “الدولة الحديثة”!

-6-

يبدو كأنه نائم…
لم أتعرف عليه. لم أعرفه إلا من طريقة سكوته:
“الصمت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى