يعرف عطر المسك بأنه المكون الذي يجعل العطور مشرقة، فرائحته تستحضر إحساساً بالنظافة وتُذكر بنعومة مستحضرات العناية الخاصة بالأطفال.
لكن كيف تطور استعماله بين الماضي والحاضر بعد أن تم الاستغناء عن مصدره الحيواني؟
عطر المسك تشم رائحته النساء أكثر من الرجال
عندما نتكلم عن المسك في مجال العطور فنحن نقصد المسك الأبيض المكون من جزيئات يتم تصنيعها في المختبر. وهي تأتي لتحل مكان المسك الحيواني المستخرج من الغدد البطنية لأيل المسك. غير أن أساليب استخراج المسك الحيواني كانت قاسية جداً مما تسبب بقتل العديد من هذه الحيوانات وهددهم بالانقراض.
وبعد منع استعماله بصيغته المستخرجة من الأيل. بدأ السعي لتركيب المسك في المختبر أما النتيجة فكانت الحصول على المسك الأبيض الذي يختلف برائحته عن المسك الحيواني.
بين المسك الحيواني والمسك الأبيض
يتميز المسك الحيواني برائحة قوية وغير ممتعة عند شمها بصيغتها الخام، إلا أنه كان يستخدم بكميات صغيرة جداً للحفاظ على ثبات العطور وإضفاء طابعاً دافئاً وحسياً عليها. أما المسك الأبيض فيتميز برائحة رقيقة تحتوي أحياناً على نفحات تذكر بالورود أو الفاكهة. يمكن التمييز بين أنواع عدة من المسك الأبيض: النيترو-مسك (استعماله ممنوع حالياً لأنه من المفترض أنه مسرطن)، المسك المتعدد الحلقات، والمسك ذو الحلقات الكبيرة الغني بنفحات مبودرة.
يدخل المسك الأبيض في تركيبات العطور العصرية، وهو غالباً ما يجسد رائحة النظافة نظراً لاستعماله أيضاً في قائمة مكونات مساحيق الغسيل، وجل الاستحمام، والشموع المعطرة، وحتى ماء الكولونيا الخاصة بالأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص لا يشمون رائحته كما أكدت دراسة صدرت عام 2019 عن جامعة “دريسدن” الألمانية أن النساء قادرات على شم رائحة المسك أكثر من الرجال.
عطر المسك مكون عصري سهل الاختلاط
يعتبر المسك الهرم الشمي للعطور دون أن يكون طاغياً ويأتي دوره في معظم الأحيان مسانداً للنفحات القاعدية في العطر. أما الأشخاص الحساسين على رائحته فقادرين على شمه منذ نفحات العطر الأولية. تشهد تركيبة العديد من العطور خلط عدة أنواع من المسك في العطر الواحد بهدف إبراز التفاصيل الدقيقة لهذا المكون مما يسمح بإظهار طابعه الدافىء والممتع.
ويعد المسك مكوناً سهل الاختلاط والتناسق مع نفحات العديد من الفاكهة: الفاكهة الحمراء، والخوخ، والتين، والفانيللا، وزهر البرتقال. وهو يتناسق أيضاً مع نفحات الورود، والباتشولي، والنفحات الخشبية. فالإمكانات لامتناهية في هذا المجال مما يجعله مكوناً محبباً في العطور النسائية والرجالية على السواء.
العربية.نت