عطسة بريئة كانت السبب بموت موظف
” موت موظف” قصة قصيرة وواحدة من روائع الكاتب الروسي أنطون بافلو تشيخوف، تعرض عبقريته التي عبر فيها بطريقة بسيطة عما يصنعه الخوف بالإنسان.
وهي تحكي عن موظف بسيط عطس على رقبة مسؤول كبير بالخطأ فتسببت هذه العطسة بحالة من الفزع بقلب هذا الموظف ليحاول الاعتذار بشدة وانتزاع الغفران منه ضمن أحداث كوميدية درامية راقية.
هذه القصة التي إستعان بها المخرج “لؤي شانا” بنصف المسرحية الأول واضعا بصمته المحترفة ليحولها بمهارة عالية لعمل يحمل في طياته قصصاً اجتماعية مستوحاة من حياة واقعية تعاش بشكل دائم في مجتمعنا ، شارك فيها مجموعة من الممثلين والنجوم إضافة إلى مجموعة من المسرحيين الشباب الذين يمتلكون الشغف والحب للمسرح.
حيث عبر لموقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة في لقاء معه عن سعادته برد فعل الجمهور فبعد البروفات المكثفة و التدريب و التحضيرات التي إستمرت حوالي شهر رافقتها ورشات عمل تدريب للممثلين الجدد إستطاعوا الخروج بعمل متقن و ممتع بشهادة الحضور الذين يملئون يوميا مدرجات مسرح الحمرا ، و عزا هذا النجاح بسبب قيمة العمل الفنية العالية و الجهد الحقيقي المبذول من قبل الممثلين و الفنيين من ناحية و لأنه عمل كوميدي طاق له المواطن السوري منذ زمن من ناحية أخرى .
و يرى أنه لا فرق بين أدب عالمي أو أدب محلي طالما أن القصة الناجحة تلامس قلب و عقل القارئ ففي النهاية هو أدب إنساني بالدرجة الأولى ، لكن مهارة النقل تتوقف على قدرة المخرج الناجح على تطويع المادة الأدبية العالمية في خدمة الواقع المحلي الذي يعيش فيه .
و في حديث مع الفنان القدير علي قاسم الذي قام بدورين في مسرحية ” موت موظف ” إستطاع التنقل بينهما بسلاسة لتُشعر المشاهد لوهلة بأنهم ممثلين مختلفين ، في الجزء الأول كان بدور الموظف البسيط بطل القصة ، أما الجزء الثاني كان دور الشيخ الجليل الذي يكن الجميع له الإحترام حيث قال بأنه صحيح أن العمل المسرحي هو عمل شاق و يحتاج إلى جهد كبير منذ بدء التدريب إلى وقت العرض لكن النتيجة التي يحصل عليها عند رؤية حماس المشاهدين مع الأداء و التصفيق الحار في آخر العرض ينسيه كل التعب بل و يدفعه لتقديم المزيد .
و عند سؤاله أين بات المسرح الآن بعد إلتفات عدد كبير من الجماهير لمتابعة منصات المشاهدة الرقمية أجاب بأنه لاشك بأن المسرح قد تأثر بشكل كبير لكن في المقابل مازال هناك الكثير من جماهير المسرح ومتابعي أنشطته الذين ما زالوا معتزين به و الدليل على ذلك إكتظاظ صالة العرض بمحبي هذا الفن الراقي لذا و من أجلهم فهم مستمرين بحماس .
و عبرت الشابة لميس عباس خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية أن مبدأ التمثيل المسرحي هو لعب الشخصية بمتعة و طالما أن الممثل مستمتع بدوره فهو سينقل هذا الإحساس للحضور و هذا ما شعرت به هي و زملائها الممثلين على خشبة المسرح منذ بداية العرض حتى نهايته و هي سعيدة جدا بردودرالفعل الإيجابية التي حصلوا عليها من الحضور خاصة بعد ساعات التدريب الطويلة قبل العرض .
و قد نوهت الأستاذة غادة إسماعيل مخرج مساعد بأن العمل المسرحي عمل متعب و شاق فالممثلين و الفنيين يتعبون خلال فترة التحضيرات و البروفات التي تصل في كثير من الأحيان لمدة ثلاثة أو أربع أشهر بساعات تدريب متواصلة ليستطيعوا تقديم عمل مسرحي ناجح ينقل مشاعر و أحاسيس الممثل مباشرة للحضور لمدة أيام محدودة و هذا ما لمسته من الشباب الممثلين حين تقديم العرض.
يشار إلى أن عرض مسرحة ” موت موظف ” تقدم يوميا على صالة مسرح الحمراء بدمشق، الساعة السابعة مساء حتى نالتاسع و العشرين من شهر أيار
من تمثيل: علي القاسم – باسل حيدر – لميس عباس – نجاة محمد – محمد سالم- ماجد عيسى – أحمد العبود – أليسار صقور_باسل كربوج – براء سمكري – خالد القصير _ زين العابدين شعبان _ زينب عيد _ صلاح الطوبجي_ عماد يوسف _ مصطفى خطيب_ مرح اسماعيل _ ملاك خطيب_نور كباريتي
إخراج لؤي شانا ، المخرج المساعد غادة اسماعيل.