كاد العالم أن يتوقف يوم الجمعة الماضية بسبب عطل في نظام تشغيل مايكروسوفت. وبدءا من مطار برلين. إلى مطارات إسبانيا. إلى مطارات أمريكا. إلى الخدمات الصحية البريطانية. إلى حركة النقل الأسترالية. إلى إلى إلى إلخ. تعطل كل شيء. وكاد العالم يتوقف بسبب عطل تقني عند إحدى الشركات المشغلة. مما جعل أحدهم يعتبر أن مايكروسوفت (تمسك العالم من خناقه). وهذا ما يجعل من أمثال هذه الشركة (قوة عظمى) ربما تطالب بأن يكون لها مقعد في مجلس النظام العالمي المرتقب المتعدد الأقطاب. باعتبار أنها أصبحت قوة مؤثرة عظمى بين أقطاب العالم ذات التأثير العظيم.
العطل وقع بسبب قيام شركة (كراود سترايك) بإجراء تحديث على برنامجها. ونتيجة خطأ في هذا التحديث تعطل برنامج مايكروسوفت المشغل للفعاليات العالمية. وحدث ما حدث في العالم. المفارقة أن كراود سترايك موظفة لتحمي برنامج مايكروسوفت من الاختراق و الأعطال و التدخلات المؤذية. وبدلا من قيامها بهذه الحماية أحدثت هي العطل. وبذلك إنطبق عليها المثل (حاميها معطلها) وإذا ترجمنا علاقة كراود سترايك مع برنامج تشغيل مايكروسوفت. يمكننا اعتبارها (وزارة الأمن والدفاع) في دولة مايكروسوفت المشغلة للبنوك والمطارات والخدمات ومعظم الفعاليات في العالم. وهكذا فإن دولة مايكروسوفت بوزارة أمنها كراود سترايك تسببت بتوقف العالم. وتعطل أشغاله, ولفت أنظار الكون إلى أنها قوة عظمى في نظام تشغيل وإدارة العالم.
تأسست شركة كراود سترايك عام 2011من قبل شريكين اثنين. الأول جورج كورتز وهو متخصص بالأمن السيبراني. وممارس لسباق السيارات السريعة. والثاني ديمتري ألبيرتوفيتش وهو رئيس مركز أبحاث جيوسياسي في واشنطن اسمه يدل على فعالييته (مركز تسريع سياسة سيلفرادو) وحسب تعريف المركز لنفسه فهو (منظمة سياسية غير ربحية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مكرس لحل التحديات السياسية في ثلاثة مجالات. استراتيجية الأمن التجاري والصناعي والأمن الاقتصادي والأمن البيئي. و في الأمن السيبراني.و هي منظمة تم تصميم نموذجها لتسريع السياسات. وتحويل الأفكار الجديدة إلى خطط قابلة للتنفيذ. في مسارتعزيز رؤية استراتيجية واقتصادية جديدة من الألف للياء. تؤمن دورا حاسما لأميركا و الغرب في القرن الحادي والعشرين) هكذا فإن الموضوع في عمقه جيوسياسي. والتكنولوجيا هنا سلاح سيطرة. وتسريع. لذلك تصبح أكوارد سترايك ليست حاميا للتكنولوجيا بل هي أيضا عامل تسريع للسيطرة إلجيوأستراتيجية.
بعد كل ذلك لا نبالغ إذا قلنا أن عطل يوم الجمعة جاء إثباتا بأن بعض أنواع القوة العظمى باتت في شركات مثل مايكروسوفت. وبات لها دورها الجيواستراتيجي في العالم. ولها سعيها لتكون شريكة في إدارة و تشغيل و قيادة عالم متعدد الحروب في ميادين المعارك.و لها فعله و فعاليتها في حروب التطوير التكنولوجي الموظفة بخبث لتسريع و إحكام السيطرة والهيمنة على العالم.
عطل مايكروسوفت لفت العالم من جديد إلى القوة العظمى التي باتت تسيطر عليها شركات التكنولوجيا. و التي توظفها للسيطرة الجيواستراتيجية على النظام العالمي
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر
