عـيـد الربـيع
آذار و الحياة توئمان ارتبطا معا منذ الازل ، فهما يرمزان للحياة و الخضرة ، و الخلود و العطاء، و قد تغنى الشعراء والأدباء عبر التاريخ به ووصفوه بأجمل الكلمات .
و له مكانة دينية و تاريخية وقومية مهمة لدى العديد من الشعوب ، ففي هذا الشهر من كل عام تقام احتفالات ومهرجانات “بعيد الربيع” ، الذي يعتبر عند أغلب الشعوب موروثاً ثقافياً قديماً توارثته الأجيال من أجدادهم القدماء ، و تسمى بمسميات مختلفة.
تبدأ حكاية أعياد الربيع في أرض الرافدين منذ أزمنة بعيدة ، يقول بعض العلماء والمؤرخين أنها تقع بين الألف الرابع والخامس( ق . م). و قد أحتفل به الأكاديون و البابليون و الأشوريون. أما الفراعنة كان احتفالهم بعيد الربيع ، إحتفالا دينيا وروحيا ، تناقل عبر العصور و ما زال ليومنا هذا يحتفل به تحت اسم ” عيد شم النسيم” .
أما في بلاد فارس (إيران حاليا) يسمى “بعيد النيروز” ويُحتفل به بعد حلول رأس السنة الشمسية التي توافق فلكيا الانقلاب السنوي الربيعي .
وعند الأكراد أيضا يسمى بعيد “النيروز”هو خليط من حالة وطنية و قومية إلى حالة دينية.
وإذا أوغلنا بالتاريخ نجد أنه منذ أربعة ألاف عام (ق.م) تم الاحتفال بهذا العيد في أقصى الأرض -في بلاد الصين –و مازال حتى يومنا هذا يحتفل برأس السنة الصينية بالربيع .
و المتخصصة بشؤون التراث والمؤرخة كاماليا إسلام زاده تتحدث عن تاريخ عيد النيروز في إذربيجان و تقول:
((هو دوران الأرض حول الشمس،وتبدل الفصول، وبداية موسم عمل جديد في الأرض. وخلاله يوقف الحكام القتال، ويوقعون معاهدة السلام، ويطلقون سراح الأسرى من السجون)).
و نلاحظ في إحتفالات النيروز أن النار لعبت على الدوام دوراً هاماً، فهي ترمز الى الحياة والخلود، وهي تعطي الغذاء، والدفء والحياة.
(نيروز – شم النسيم – عيد الربيع …) عيد اختلفت مسمياته، و كلٌ احتفل به على طريقته الخاصة و بطقوس معينة ، ولكن شعوب الأرض و على إختلاف مشاربها و ثقافتها و قومياتها و دياناتها ، أجمعت فيه على حب الحياة و العطاء. فهو يرمز للطبيعة والمحبة والسلام.
و كان في إختيار هذا اليوم للأحتفال بعيد الأم تأكيداً على ذلك ، فالأم هي نبع المحبة و العطاء الغير محدود .
هذا هو الربيع .. هذا هو نيروز …هذا هو شم النسيم …