تحليلات سياسيةسلايد

عقوبات أميركية على الجيش السوداني بسبب استخدام أسلحة كيميائية

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في الحرب الأهلية المتواصلة في هذا البلد، مشددة على أنها تفرض عقوبات على خلفية استخدام هذه الأسلحة الكيميائية، وموضحة أن هذا الأمر حصل العام الفائت.

وتكشف هذه الخطوة عمق الأزمة التي تعيشها الحكومة السودانية حيث سلطت الضوء على حجم الانتهاكات التي يرتكبها الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان. استخدام هذا النوع من الأسلحة المحرّمة دولياً لا يعبّر فقط عن تجاوز خطير للقوانين الدولية، بل يكشف أيضاً مدى الاستهانة بأرواح المدنيين، إذ تشير تقارير إلى أن هذه الأسلحة استُخدمت في مناطق مأهولة بالسكان، ما يشكل انتهاكاً صريحاً لقوانين الحرب.

وتُظهر الاتهامات الموجهة للجيش السوداني أنه لم يكتفِ بتكتيكات القتال التقليدية، بل تجاوزها إلى ممارسات تُعد جرائم حرب، خاصة مع تسجيل استهداف متكرر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في مناطق النزاع. هذه الانتهاكات المتكررة، التي تتنافى مع أبسط قواعد الاشتباك العسكري والإنساني، تعكس سياسة ممنهجة للترهيب وفرض السيطرة باستخدام أدوات تدميرية لا تفرق بين مقاتل ومدني.

وتعني هذه العقوبات الأميركية مزيداً من العزلة الدولية للحكومة السودانية وللفريق البرهان تحديداً، حيث ستُفاقم من تدهور علاقات السودان مع الدول الكبرى وتقلّص من فرص دعمه على الساحة العالمية. كما أن هذه الخطوة مرشحة لأن تُتبَع بإجراءات إضافية من قبل دول ومنظمات أخرى، وهو ما سيعمّق من أزمة الحكم ويزيد من الضغط الدولي لدفع نحو محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وإيجاد مخرج سياسي ينهي النزاع الدامي في البلاد.

وجاء في بيان للخارجية الأميركية “تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى التوقف عن استخدام كل الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها” بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وهي معاهدة دولية وقعتها تقريبا كل الدول التي تحظر استخدامها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن “الولايات المتحدة ملتزمة تماما محاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية”. ولم تكشف الخارجية على الفور أي تفاصيل على صلة بالمكان أو الزمان الذي استخدمت فيه هذه الأسلحة.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز في يناير/كانون الثاني أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في مناسبتين على الأقل في مناطق نائية خلال حربه مع قوات الدعم السريع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تسمّهم قولهم إن السلاح يبدو أنه غاز الكلور الذي يمكن أن يسبب ألما شديدا في الجهاز التنفسي والموت.

وقالت وزارة الخارجية إنها أبلغت الكونغرس الخميس بقرارها المتّصل باستخدام الأسلحة الكيميائية، لتفعيل عقوبات بعد 15 يوما. وتشمل العقوبات قيودا على الصادرات الأميركية والتمويل لحكومة السودان.

عمليا، سيكون الأثر محدودا إذ يخضع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وخصمه، قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بالفعل لعقوبات أميركية.

ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأسفر النزاع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

وأعلن الجيش الثلاثاء بدء عملية عسكرية “واسعة النطاق” تهدف الى طرد قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان و”تطهير” كامل منطقة العاصمة.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى