علاقات عمّان وتل أبيب بالحضيض: العاهل الأردنيّ يرفض تلقي اتصالات نتنياهو الهاتفيّة ويتراجع عن لقاء وزير الأمن غانتس ويُحذّر الضمّ سيؤدي إلى نزاعٍ واسع النطاق

 

كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر في الديوان الملكيّ بالأردن أنّ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض تلقي مكالمات هاتفية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط غضب شديد في المملكة الهاشمية بسبب الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وتابعت محللة الشؤون العربيّة في الصحيفة، سمدار بيري، أنّ نتنياهو عاود الاتصال عدّة مراتٍ إلّا أنّ الملك رفض تلقيّ المكالمة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ الملك عبد الله الثاني أبلغ الإسرائيليين أيضًا بعدم استعداده للقاء وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط بيني غانتس.

وكشفت مصادر سياسيّة إسرائيليّة رفيعة المُستوى للصحيفة، كشفت النقاب عن أنّ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، يرفض رفضًا قاطِعًا الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بسبب قرار الأخير بتنفيذ خطّة الضمّ في الفاتح من الشهر القادم.

وشدّدّت المحللة بيري أنّه على ما يبدو يقود هذا التطوّر إلى تدهور جديد في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، التي واجهت تحديات متكررة في السنوات الأخيرة والتي هددت عمان بقطعها إذا مضت إسرائيل قدمًا في خطة الضم، مُشيرةً إلى أنّ المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب لم تؤكّد ما ورد في النبأ الحصري.

ووفقًا للتقرير، الذي نقل عن مسؤول أردني قوله إنّ عمان ترفض أيضًا تحديد موعد لعقد اجتماع مع وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس لمناقشة خطط الضم وخطة إدارة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب للسلام، والتي باتت معروفة بـ”صفقة القرن”.

وأضافت (يديعوت أحرونوت) أنّ وزير الأمن غانتس سعى إلى تنسيق هذه الخطوة مع مجموعة أكبر من الحلفاء إضافة إلى الولايات المتحدة، لكن رفضت الأردن الضم بشدة، وحذر الملك من أنه قد يؤدي إلى نزاع واسع النطاق، على حدّ تعبيره. والأردن واحدة من دولتين عربيتين تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، إلى جانب مصر.

وأكّد جاكي حوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، بمقالٍ نشره في صحيفة “معاريف” أنّ انعدام الثقة بين عمان وتل أبيب عميق، ومؤشراته تتبين في أزمة مثل الضم، موضحًا أنّ الأردن طلب من إسرائيل الكشف عن خطتها بشأن ضم مناطق في الضفة، ولكن حتى في هذا ليسوا واثقين، طبقًا لأقواله.

وأشار مُحلّل الشؤون العربيّة في إذاعة جيش الاحتلال إلى أنّ كل جواب من تل أبيب، يدفعهم للتساؤل إذا كانت هذه هي الصيغة النهائية أم هي مجرد حقيقة لحظية، وما يتبقى لهم هو التحذير سرًا وعلانية، وإعداد خطوات رد لحالة حصول الأمر، على حدّ تعبيره.

ولفت حوجي إلى أنّ عمّان تفكر هذه الأيام، في إمكانية مراجعة اتفاق السلام، وحسب كل التقديرات، فإنّ الديوان الملكيّ لن يقطع العلاقات، ولكن من شأنه أنْ يعلن عن تجميدها، الإغلاق المتبادل للسفارتين، إقفال الحدود وتخفيض المستوى في الاتصالات الأمنية على أنواعها، حيث يشير اتفاق السلام، إلى حماية حدود إسرائيل من المتسللين، وفي حال تدهور الوضع، من شأن الأردنيين أنْ يرفعوا أيديهم عن هذا الالتزام، كما قال.

وقد تعهد نتنياهو بالمضي قدمًا في خطط البدء في ضم مساحات من الضفة الغربية ابتداء من الأول من يوليو، بموجب اقتراح السلام الأمريكي، الذي يتصور أنْ تسيطر إسرائيل على نحو 30% من الضفة الغربية.

وهددت الخطة بإلغاء سنوات من العمل الدبلوماسي لتشكيل علاقات غير علنية مع دول الخليج، وحذر سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، يوم الجمعة الماضي، في مقال رأي نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) من أنّ أبو ظبي ستجمد التطبيع إذا تم تنفيذ الضم، على حدّ تعبيره. ولم تعلق دول الخليج الأخرى في الغالب على خطط الضم. وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أمس الاثنين إنّ العلاقات مع الخليج ستتراجع بسبب خطوات الضم. وقال المسؤول لإذاعة الجيش: من الواضح لنا أن وتيرة تطور العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج ستتباطأ أو ستتوقف نتيجة الضم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى