عملية هدم أنفاق حزب الله المزعومة بدأت مُباشرةً بعد انتهاء لقاء بومبييو- نتنياهو ببروكسل

تبينّ يوم الثلاثاء “الحدث الأمنيّ الكبير”، الذي تحدّث عنه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الأمر الذي دفعه إلى الإيعاز لقائد جيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، بإلغاء زيارةٍ رسميّةٍ مُخطّط لها مُسبقًا إلى ألمانيا، كما تبينّ أنّ العملية العسكريّة التي بدأت الليلة الماضية لهدم أنفاق حزب الله التي تصل إلى الأراضي الإسرائيليّة جاءت بعد عدّة ساعاتٍ من اجتماع نتنياهو في بروكسل مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، مايك بومبييو، بشكلٍ مفاجئٍ، حيث نقلت عنه صحيفة (يديعوت أحرونوت) قوله إنّ إسرائيل وجهّت في الفترة الأخيرة رسائل شديدة اللهجة إلى حزب الله بوقف إقامة مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، وإلّا فإنّ إسرائيل ستجد نفسها مُضطرةً للعمل العسكريّ لتدمير هذه المصانع التي تُشكّل خطرًا إستراتيجيًا على عُمق الدولة العبريّة، بحسب تعبيره.

ونقلت مصادر أمنية وُصفت بأنّها واسعة الاطلّاع في تل أبيب عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ رفيع المُستوى قوله إنّ لقاء نتنياهو-بومبييو كان بمثابة مُحاولةٍ للعمل في المجال الدبلوماسيّ السياسيّ لحلّ المُشكلة الأمنيّة التي تتطوّر في لبنان، قبل أنْ تتجّه إسرائيل إلى العمل العسكريّ، على حدّ تعبيره. وتابع المصدر قائلاً إنّ إسرائيل تنظر بفارغ الصبر ردّ فعل حزب الله على العملية.

وذكر الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الجيش باشر الليلة الماضية بعمليةٍ واسعةٍ لهدم أنفاق حزب الله التي تمّ اكتشافها والتي تصل إلى الأراضي الإسرائيليّة، ونقل عن الناطق العسكريّ قوله إنّ الأنفاق المذكورة لم ينتهِ حزب الله من العمل على إنهائها.

ولفت الناطق العسكريّ في بيانه الرسميّ إلى أنّه لا توجد أيّ استعداداتٍ خارجة عن السياق العاديّ، وأنّه طُلِب من سُكّان الشمال مُواصلة حياتهم اليوميّة بشكلٍ اعتياديٍّ، وعقب العملية، التي أُطلق عليها اسم (درع الشمال) فإنّه من المُتوقّع أنْ يقوم الجيش بإغلاق مناطق معينةً في الشمال والإعلان عنها مناطق عسكريّة مُغلقة.

ومن الجدير بالذكر أنّه منذ فترةٍ طويلةٍ بدأت تتشكّل لدى الإسرائيليين، هستيريا مُثبتة من قضية الأنفاق في الجنوب من قبل حماس، وفي الشمال من قبل حزب الله، وهذه الهستيريا تُلقي بظلالها السلبيّة على العلاقات بين المستوطنين على الحدود الشمالية والجنوبية وبين الحكومة الإسرائيلية، ممثلة بجيش الاحتلال، وتحديدًا بعد تقرير مراقب الدولة الأخير حول إخفاقات تل أبيب في معالجة الأنفاق الهجوميّة التي حفرتها وما زالت حركة حماس، بهدف تغيير ميزان القوى غير المتكافئ بين الطرفين.

في هذا السياق، أكّد الجنرال في الاحتياط، يفتاح شابير، المسؤول عن مشروع الميزان العسكريّ في الشرق الأوسط في معهد دراسات الأمن القومي-الإسرائيليّ، على أنّ احتمال أنْ يكون حزب الله حفر أنفاقًا ليس في جانبه فحسب، بل وأيضًا تحت الحدود هو احتمال معقول، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّه صحيح أنّ الجيش فحص ولم يجد حتى اليوم دليلاً على ذلك، لكن هذا الاحتمال موجود على الدوام، على حد تعبيره.

من ناحيته، كشف المحلّل نداف شرغائي، في صحيفة (يسرائيل هايوم) كشف النقاب عن أنّ الجنرال أيزنكوط استدعى الجيولوجيّ والجنرال في الاحتياط يوسي لنغوتكسي، للتشاور معه في مسألة الأنفاق، موضحًا أنه قبل 12 عاماً شغل لنغوتسكي منصب مستشار رئيس الأركان آنذاك موشيه يعلون في موضوع محاربة تهديد الأنفاق. وبحسب المحلّل فقد حذّر الجيولوجيّ منذ أكثر من 10 سنوات المستوى السياسيّ وأيضًا الأمنيّ من خطر ما يجري تحت الأرض في الجنوب، كاشفًا أنّ أن الجيولوجيّ قال لآيزنكوط إنّ ما هو مطلوب اليوم تحويل الأنظار في الاتجاه المُعاكِس، أي نحو حدود لبنان.

وبحسب لنغوتكسي، أضافت الصحيفة العبرية، فإن تهديد الأنفاق من هذه الحدود لا يقل خطورة عن التهديد من الجنوب. وبكلمات أخرى، شدد على أنه من غير الممكن عدم وجود أنفاق هناك. وأشار لنغوتسكي إلى أن هذا أمراً من السهل تنفيذه نسبياً، وهو يشكل أداة محتملة يستطيع العدو بواسطتها الاحتفاظ بعنصر المفاجأة.

ومنذ حرب لبنان الثانية، أضاف الخبراء في كيان الاحتلال، قام حزب الله بتحسين شبكة أنفاقه القتاليّة في المناطق المفتوحة وفي القرى الشيعيّة في جنوب لبنان، وشدّدّوا على أنّ التقدير اليوم هو أنّ الحرب المُقبلة مع الحزب ستكون مصحوبةً بهجومٍ بالصواريخ وقذائف المدفعية على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، وبرأي المُحلّل، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، فليس هناك أيّ جوابٍ قاطعٍ لدى أحد في الجيش الإسرائيليّ، ولا لدى الهيئات الاستشاريّة للجيش في هذه المسألة، وبالتالي يجب أنْ تكون فرضية عمل الجيش أنّه توجد أنفاق على الرغم من عدم وجود معلوماتٍ أوْ إثباتاتٍ على وجودها.

وكانت الإذاعة العبرية أكّدت في تقريرٍ مُوسّعٍ حول هواجس أنفاق حزب الله وجود معلومات وتقارير تؤكد ما لا يتحدث عنه الحزب، وهو شبكة أنفاق كبيرة جدًا مُنتشرة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني، وإذا قورنت بما يحدث في غزة، فإنّ الأمر سيبدو كلعب أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله، كما قال مصدر أمني في تل أبيب.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى