عندما تصبح المحرمات … طوق نجاة !!!

في البلاد التي تحترم الانسان … يتعايش البشر على مبدأ (طائفة .. لا طائفية …) وهذا ما وجدته أبسط تعريف للعلمانية كونه يختصر ببساطة وسلاسة حق الانسان في التعبد والايمان واعتناق الأديان، لكنه يرفض الطائفية والتي هي التعصب الأعمى لفكر أو معتقد أو دين ، ورفض الآخر والغائه بسبب اختلافه الديني أو الطائفي أو المذهبي ..

ما نعاني منه اليوم في الشرق العربي هو استشراس طائفي مخيف ، قائم على الغاء الآخر وإبادته تحت مسميات طائفية دينية، بدأت منذ عقود طويلة بحرب مستترة إعلامية تهدأ وتتأجج حسب مصالح الدول والحكومات العربية والغربية ، لتعيش حالات سلام ، وحالات توتر وحروب دموية ..تنتهي باتفاقات وهدن مقابل تنازلات ومكاسب ترضي الطرفين أو أحدهما على أقل تقدير .. ولكن ..ومنذ ٤ سنوات عادت هذه الحرب تتبلور تحت مسمى الربيع العربي، والذي بدأ كحركة تحرر وحرية شعبوية .. لتمتطيه الحكومات الديكتاتورية والحركات المتطرفة الاسلامية .. و تحوله إلى حراك ثأري طائفي ، تحركه الأحقاد والعنف غير المسبوق والهمجية العالمية ، لتأخذ شكل حرب علنية مستعرة بين شيعة وسنة وعلوية .. !! ليشمل المنطقة العربية
قاطبة ..

الحرب الطائفية التي نعيشها ولغة التطرف وإبادة الآخر … باتت واقعاً لا يمكن التنصل منه ولا إنكاره مهما قاومناه وجملناه بمصطلحاتنا وكلماتنا وكتاباتنا .. إنه واقع يلقي بآثاره السلبية على كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية للشعوب الرازحة تحت سطوته المدمرة .. !! ويستنزف الإرث الثقافي والحضاري العريق للمنطقة .

لقد أصبح التقسيم، تحت مسميات طائفية، لغة شعبية مقبولة ومتداولة بعد أن كان من المحرمات .. وليصبح التقسيم قارب الخلاص الوحيد لشعوب استنزفتها الحرب والحقد والطائفية الديكتاتورية .

إنها حرب قذرة خطيرة لا يمكن إيقافها إلا باتفاقات دولية وإرادة عالمية عربية لوقف استنزاف الحجر والبشر في العراق وسوريا ...إرادة عالمية إنسانية طال انتظارها … ونحن اليوم ما زلنا بانتظار معجزة .

نحن بحاجة إلى اتفاق دولي ينتشل بلداننا من واقع التشرذم والتقسيم الأليم … !!

ولتبقى العلمانية .. ومهما طال الزمان وتعددت أشكال الحروب والصراعات وحاربها تجار الأديان والمتطرفون …هي الحل الوحيد لدول كثرت طوائفها وقل فيها الدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى