اقتصاد

عودة الحياة الى أسواق حلب القديمة بعد عقد من الحرب

ترميم 83 في المئة من المحلات التجارية في أسواق حلب القديمة وكلها مُصممة على تحمل الزلازل.

 استعادت سوق الحدادين التاريخية في حلب القديمة حركتها بعد ترميمها لتستقبل زوارها وزبائنها بعد إغلاق دام 12 عاما.

وأعيد مساء الأربعاء افتتاح أربعة أسواق في المدينة القديمة التي استقطبت قبل اندلاع النزاع آلاف التجار والسياح. بحضور مسؤولين وفاعليات محلية. كما وممثلين عن منظمات غير حكومية أيضا.

وانضمت الأسواق الأربعة التي أعيد ترميمها بشراكة بين مؤسسة مدعومة من السلطات ومنظمات غير حكومية، الى ثلاثة أسواق أخرى تم افتتاحها سابقاً من إجمالي 37 سوقاً تحيط بقلعة حلب الأثرية.

وفي سوق السقطية 2، أعاد عمر الرواس (45 عاماً) افتتاح ورشته ذي الجدران المبنية من الحجر والتي ورثها ومهنة رتي السجاد عن والده.

ويقول لفرانس برس بينما تحيط به سجادات معلقة على الجدران “عندما دخلت الى المحل وبدأت دق المسامير لتعليق السجاد والبسط.. ووضعت الطاولة والإبرة، شعرت وكأنني عدت 35 عاماً الى الوراء، وكأن المكان استعاد روحه”.

حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا

ولطالما اشتهرت حلب التي شكّلت العاصمة الاقتصادية لسوريا، بأسواقها التجارية القديمة التي تمتد على طول نحو مئة متر في المدينة القديمة. المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث المهدد بالخطر جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها.

وعاد التاجر السوري محمود خوجة إلى متجره في السوق بعد أن اضطر إلى مغادرة المكان في عام 2012 . مع تصاعد الصراع بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. مما أدى إلى تدمير المنطقة وأسواق حلب وحرقها أيضا.

وقال خوجة. “جئت رأسا دخلت هنا فتت أول يوم تحررت حلب فت لهون على أمل إني أرجع ألاقي محلي موجود أو شي، للأسف طلع كان كله دمار كامل، 90 بالمئة من السوق كلها مدمرة ما في حجر على حجر”.

ورغم أن الحكومة السورية استعادت السيطرة على حلب القديمة في عام 2018، واجه خوجة عقبات كبيرة في إعادة فتح متجره بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وخسارته كل مدخراته.

وأردف خوجة قائلا “اشتغلت أول فترة عدة شغلات لأني طلعت من المحل دون شيء، بتيابي  ما معي شيء أبدا، الحمد لله، وبعدين أخدت محل بالجميلية إيجار والحمد لله لهلا فاتحه، هلا بدي أسكره وأرجع لهون”.

وقال وهو يتحدث عن الأحوال المؤلمة لعمله السابق إنه اضطر إلى تغيير مهنته. فبعد أن كان تاجر مكسرات ناجحا، أصبح الآن عاملا في متجر للحقائب لأن الطلب على منتجاته انخفض بشكل حاد.

وأضاف “المكسرات ما عاد تنطلب متل أول، يعني أول كان أقل بيت يدخل الزبون مثلا لعندك يشتري منك يقولك حطلي كيلو، كيلوين، تلاتة، بتفوت على بيته تجد عندهم كل أنواع المكسرات، هلا الواحد عم يشتري 100 غرام و150 غرام، ما عاد في ها الكميات، يعني كنت تبيع باليوم مثلا 100 كيلو هلا ما تبيع ولا كيلوين تلاتة… ما عاد في طلب”.

اضطرار المستهلكين للتخلي غن تجارتهم الأصلية بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وتحدث تجار آخرون في المنطقة أيضا عن هذا التحول في سلوك المستهلكين واضطرارهم إلى التكيف أو التخلي عن تجارتهم الأصلية بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وقال التاجر محمد حسام عابو “بسبب الحرب يلي صارت كانت حرب فجأة ونحنا تركنا مصرياتنا (أموالنا) هون بالكاسا (الخزينة)، والكاسا إذا بتطلع عليها ما عاد شي موجود فيها واتخربت وانسرقت وانحرق المحل كله، فهذا أكيد هامش أثر علينا كتير بالنسبة للسيولة إن كانت موجودة، فلذلك طولنا كتير في إعادة الإعمار”.

وأشار أحمد كبة، أحد المسؤولين في الأمانة السورية للتنمية الأمانة السورية للتنمية، إلى أن هذا الاتجاه يرجع إلى حد كبير إلى هجرة رأس المال من المدينة وتغير متطلبات السوق.

ترميم 83 في المئة من المحلات التجارية في أسواق حلب القديمة

وقال “بعدد محلات إجمالي 144 محل، نسبة التفعيل كانت 83.1 في المئة وهي نسبة كتير جيدة وممتازة. الخطة المستقبلية حاليا نحنا بقيد ترميم سوقين هن سوق المحمص الشمالي بالإضافة إلى سوق الخيش هلا حاليا قيد الترميم. المرحلة المستقبلية القريبة جدا نحنا عندنا سوقين هن سوق الزرب وسوق العبي”.

واستمدت السوق اسمها من أعداد الحدادين الكبيرة الذين كانت أعمالهم مزدهرة هناك ذات يوم. وكانت تعرف السوق من قبل أيضا باسم السراجين الذين كانوا يعملون في المنطقة.

وحاليا تم ترميم 83 في المئة من المحلات التجارية في أسواق حلب القديمة وكلها مصممة على تحمل الزلازل.

 “أي ترميم بيصير بالأسواق وأي مبنى أثري سيكون مقاوم للزلازل”

وقال أحمد غريب. وهو مستشار في شركة رحا المسؤولة عن ترميم أسواق حلب “أي ترميم بيصير بالأسواق وأي مبنى أثري سيكون مقاوم للزلازل. لأن حلب متل ما بنعرف وسوريا هي على الشق الزلزالي وكل 200 سنة بيصير زلزال مرعب. والزلزال الأخير شباط 2023 كان إله تأثير سلبي للأسف على الأسواق وقلعة حلب. كما وعدد من المواقع الأثرية داخل المدينة القديمة”.

ومع إعادة فتح السوق أبوابها، توافد السكان عليها ليتذكروا أيام ما قبل الحرب التي عطَلت حياتهم.

وقالت أم محمد. وهي من أهالي حلب “عم أمشي بالأسواق. يعني إنه الحمد لله يا رب هيك الأيام الجاية تكون أحسن وأحسن يا رب. هيك رجعت حلب القديمة بتمشي بشوارعها، بأسواقها، صاحبين المحلات تقول “أهلا وسهلا خاله اتفضلي، يعني رجعنا قبل 12، 13 سنة”

ميدل إيست أونلاين

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى