‘عيون الحرامية’ لا تغفل عن الاحتلال

أب فلسطيني من رام الله يدخل السجن عشر سنوات ويخرج ليجد أن زوجته ماتت وابنته عرضت للتبني ليبدأ رحلة بحث يتنقل خلالها بين رام الله ونابلس في الضفة الغربية المحتلة.

هكذا تهيئ المخرجة الفلسطينية نجوى نجار الأجواء لفيلمها (عيون الحرامية) الذي عرض الاثنين ضمن المسابقة الدولية في الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وعيون الحرامية هو الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرجة الفلسطينية واختارته وزارة الثقافة الفلسطينية ليمثل فلسطين في المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

ومثلما هو الحال في فيلمها الأول (المر والرمان) تتناول نجوى نجار الصراعات الداخلية لشخصيات فيلمها نتيجة خياراتهم ولاسيما طارق الذي يجسد دوره الممثل المصري خالد أبوالنجا.

ويحاول طارق أن يوازن بين مواقف سياسية كبدته حياته كزوج وأب وبين رغبته في استعادة تلك الحياة بالعثور على ابنته المفقودة.

وتقترب المخرجة الفلسطينية من شخصياتها بشكل حميمي وتسلط الضوء على معاناتهم بالصورة من خلال اعتمادها على اللقطات المتوسطة والقريبة والمشاهد الطويلة نسبيا بالاضافة لاستخدام الألوان الدافئة والموسيقى الهادئة بحيث تدفع الجمهور للانغماس في تفاصيل الشخصيات البسيطة التي تكتسب قيمتها في ظل الحياة على أرض محتلة.

وعن اختيارها لممثل مصري ليجسد شخصية مواطن فلسطيني من رام الله، قالت نجوى نجار في المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم “خالد (أبوالنجا) لم يجسد الدور فحسب لكنه أضاف أبعادا أخرى للشخصية… كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ السينما الفلسطينية التي نأتي فيها بنجم مصري إلى شاشاتنا. خالد يملك الروح الثورية التي لم أجدها في أي شخص آخر.”

وأضافت أن الفيلم استغرق تصويره 25 يوما فقط بسبب صعوبة الحصول على تصريح إقامة لأبوالنجا في الضفة الغربية لمدة تزيد عن شهر.

وإلى جانب أبوالنجا يشارك في بطولة الفيلم المطربة الجزائرية سعاد ماسي ومجموعة من الممثلين الفلسطينيين من بينهم ملك أرميلة وإيمان عون وإلياس نيقولا وخالد حوراني.

وتعقيبا على تجسيد شخصية فلسطينية، قال أبوالنجا “أول شعور انتابني عندما وصلت فلسطين هي أنني أزور حيا مصريا في مدينة لم أعرفها.”

وذكر أنه أقام لدى أسرة فلسطينية في نابلس حيث تعلم الحديث باللهجة الفلسطينية بالاضافة للعادات والتقاليد المحلية.

وأضاف “كانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنني مواطن عربي.. كانوا وكأنهم عائلتي التي لم أقابلها من قبل.”

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى