غارة إسرائيلية على ريف دمشق بذريعة ملاحقة مطلوبين

لقي تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون صباح الجمعة إثر غارة إسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، في هجوم يُعد من بين الأشد خلال الفترة الأخيرة، وسط إدانات سورية وعربية للتصعيد الإسرائيلي في جنوب البلاد ووسط تهديدات من قبل الحكومة الإسرائيلية بالتصعيد.
وقالت قناة الإخبارية السورية (رسمية): “ارتقاء 9 شهداء وإصابة آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على بلدة بيت جن والطريق الواصل إلى مزرعة بيت جن” مؤكدة “استمرار تحليق المسيّرات (الإسرائيلية) على الطريق الواصل بين بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن”.
وفي وقت سابق، أفادت بأن هناك “شهداء وجرحى جراء قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن” مضيفة أن “القصف جاء عقب محاصرة الأهالي لدورية عسكرية تابعة للاحتلال أثناء توغلها في البلدة واندلاع اشتباك معها قبل انسحابها”. وأشارت القناة إلى أن الطيران الإسرائيلي يحلق بكثافة في أجواء البلدة.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته اعتقلت عناصر يشتبه في انتمائهم إلى ما أسماه “تنظيم الجماعة الإسلامية” خلال عملية جرت خلال الليل في قرية بيت جن جنوب سوريا.
وذكر الجيش أن القوات الإسرائيلية شنت العملية بعد أن تلقت معلومات استخباراتية جرى جمعها في الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أن الجماعة كانت تعمل وتخطط لشن هجمات ضد مدنيين إسرائيليين.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، تعرضت القوات لإطلاق نار وردت بإطلاق النار، مما أسفر عن إصابة ستة عسكريين بجروح ما بين خطيرة وطفيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره المتحدث أفيخاي أدرعي على إكس “العملية أنجِزت بالكامل وتم اعتقال جميع المطلوبين والقضاء على عدد من الإرهابيين” مضيفة أن القوات لا تزال منتشرة في المنطقة وستواصل عملياتها ضد التهديدات.
ونفذت إسرائيل ضربات متكررة في أنحاء سوريا خلال عام 2025، وقصفت أهدافا على مشارف دمشق وفي جنوب البلاد فيما تقول إنها جهود لوقف التهديدات ضد إسرائيل وحماية الطائفة الدرزية بالقرب من الحدود.
وتقول إسرائيل إنها تتحرك ضد الجماعات المسلحة التي تعتبرها معادية، بينما تقول السلطات السورية إن الضربات أسفرت عن مقتل عسكريين.
وقبل الهجمات افاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب ليست في “اتجاه السلام” مع دمشق، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بأنه نشاط لجماعة الحوثي اليمنية في سوريا بالإضافة إلى ملف الدروز.
ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967 تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، ووسعت رقعة احتلالها مستغلةً أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 لتسيطر على جبل الشيخ وبعض المناطق في ريف القنيطرة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن الأسبوع الماضي هجوما لاذعا على الرئيس السوري معتبرا أنه “بدأ بفعل كل ما لن تقبله” تل أبيب وذلك بعد عودة الشرع من زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض حيث اتهمه بمحاولة “جلب قوات روسية إلى الحدود الإسرائيلية السورية”.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية-سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/كانون الاول 2024.
وخلال عامين عصفت إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط عبر شنها حروبا دموية على أكثر من دولة، فضلا عن ارتكابها اعتداءات عسكرية يومية مستمرة.
ميدل إيست أون لاين



