تحليلات سياسيةسلايد

غالبية فلسطينية مطلقة تؤيّد المقاومة : «حماس» لا تفقد شعبيتها… والسلطة منبوذة

أحمد العبد

ليس من الصعب معرفة المزاج الشعبي في فلسطين؛ ذلك أن الفلسطينيين بغالبيتهم العظمى، كشعب واقع تحت الاحتلال، لا يَرَون في المقاومة، وفق ما بات معلوماً، إلا نهجاً وحيداً للخلاص من الاحتلال، سواء قبل السابع من أكتوبر أو خلاله أو بعده.

 

لا بل إنه مذّاك، يوم أُذلّت إسرائيل في عملية «طوفان الأقصى»، ومن ثمّ في المعارك الدائرة في قطاع غزة، ما عطّل قدرتها على تحقيق أيّ إنجاز، مقابل نجاح المقاومة في إبرام صفقة تبادل شملت الأسيرات والأطفال، تعزّزت ثقتهم في قدرة المقاومة على إحداث تغيير في مسار القضية الفلسطينية، وإعادتها إلى سلّم أولويات العالم، بعد سنوات من تجاهلها. كما أنه، منذ اليوم الأول للمعركة، وضعت المقاومة شرط تبييض السجون من الأسرى للسير في أيّ صفقة تبادل محتملة، وهو ما حظي بتأييد ودعم شعبيَّيْن كبيرَين. ويمكن لحظ التأييد الواسع للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة، في جنازات تشييع الشهداء خصوصاً، حيث يهتف المشيّعون لها ولقادتها، فيما بات هتاف «حطّ السيف قبال السيف، حنّا رجال محمد ضيف»، الأكثر تداولاً خلالها.

وفي الاتجاه نفسه، أَظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية»، هبوطاً كبيراً في نسب تأييد رئيس السلطة، محمود عباس، وحركة «فتح»، كما في نسب الثقة بالسلطة نفسها، إذ طالب نحو 60% بحلّها، و90% باستقالة عباس.

واللافت أن الضفة، التي تعيش منذ عامين، وتحديداً منذ معركة «سيف القدس»، حرب استنزاف عسكرية تعرّضت خلالها المدن لاجتياحات يومية واقتحامات واغتيالات، ارتفعت وتيرتها وحدّتها منذ بدء العدوان على غزة، تبدو متمسّكة بالمقاومة المسلّحة، إذ بيّن الاستطلاع أن نسبة تأييد العمل المسلّح فيها، ارتفعت من 60% قبل ثلاثة أشهر، إلى 70% باتوا يعتبرون المقاومة الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال.

كما تعتقد الغالبية في الضفة، وفق الاستطلاع، أن تشكيل مجموعات مسلّحة في البلدات المعرّضة لاعتداءات المستوطنين، هو الطريق الأكثر نجاعة في محاربة إرهاب هؤلاء.

كذلك، اتّسعت الهوة بين شعبية حركتَي «فتح» و«حماس»، حيث بيّن الاستطلاع أنه في حال ترشّح محمود عباس وإسماعيل هنية لرئاسة السلطة اليوم، فإن نسبة المشاركة ستبلغ 53% فقط، وخلالها سيحصل عباس على 16% من الأصوات، بينما سينال هنية 78% (مقارنة بـ58% لهنية، و37% لعباس، قبل ثلاثة أشهر).

وخلافاً للتحليلات التي تحاول إظهار وجود نقمة شعبية على المقاومة، وخصوصاً على «حماس» في غزة، أَظهر الاستطلاع أن نسبة التصويت في غزة لعباس ستبلغ 24%، فيما سيحصل هنية على 71%. أمّا في الضفة، فيحصل عباس على 10%، وهنية على 82%. وفي المجمل، خلص الاستطلاع إلى أن حركة «حماس» هي الأحقّ بتمثيل الشعب الفلسطيني وقيادته، إذ قال 54% إنها الأكثر جدارة بهذه المَهمّة اليوم، فيما اعتبر 13% أن «فتح» بقيادة عباس، هي الأجدر، علماً أن معظم المستطلعين أيّدوا قرار «حماس» شنّ عملية «طوفان الأقصى»، وقالوا إن العملية جاءت «ردّاً على اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى وعلى سكان الضفة الغربية ولإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين».

كما أعربت الغالبية عن اعتقادها بأن إسرائيل لن تنجح في القضاء على «حماس»، أو في إحداث نكبة ثانية للفلسطينيين، أو في طرد سكان قطاع غزة إلى خارجه، لأن الحركة، بحسب ما رأوا، ستخرج منتصرة من هذه الحرب، وستعود للسيطرة على قطاع غزة.

أيضاً، أظهر الاستطلاع وجود معارضة كبيرة لنشر قوة أمنية عربية في قطاع غزة، حتى وإنْ كان لغرض تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية، أو توفير الخدمات للقطاع، وعدم رضى لدى الغالبية الساحقة إزاء أداء دول أو أطراف عربية أو إقليمية، مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن، فيما ترتفع نسبة عدم الرضى، بعض الشيء، لدى الحديث عن أداء تركيا وإيران، في مقابل إظهار هذه الغالبية رضى عن أداء كلّ من اليمن وقطر و«حزب الله».

كما بيّن الاستطلاع رفض الثلثين (64%) مشاركة السلطة الفلسطينية في لقاءات مع الولايات المتحدة، بمشاركة دول عربية مثل الأردن ومصر، لبحث مستقبل قطاع غزة بعد توقّف الحرب. وحول هذه النقطة الأخيرة، رأى 64% أن «حماس» هي من ستدير القطاع في المستقبل، فيما قال 11% إن السلطة ستقوم بذلك بقيادة حكومة وحدة وطنية، ولكن من دون عباس، في حين اختار 7% فقط عباس لقيادة السلطة.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى