تحليلات سياسيةسلايد

غانتس يُهدِّد بتدمير لبنان بعد دعوة كوخافي اللبنانيين لمغادرة بيوتهم مع أوّل طلقةٍ بالحرب..

البلبلة، الإرباك والارتباك، القلق، الهلع والخوف، والتهديدات التي تُطلق من مسدساتٍ فارغةٍ، باتت الكلمات التي تُميِّز كيان الاحتلال الإسرائيليّ في حملته الدعائيّة لطمأنة الجمهور في دولة الاحتلال من خطورة الحرب مع حزب الله، فإذا كان حزب الله ليس معنيًا بالحرب، كما تزعم تل أبيب، فإنّ إسرائيل تعمل كلّ ما في استطاعتها لعدم الخوض في هذه المغامرة، علمًا أنّها تُحافِظ وبتزمتٍ على الوضع القائم منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب (أغسطس) 2006، ولم تجرؤ على إطلاق رصاصةٍ واحدةٍ لأراضي بلاد الأرز.

بكلماتٍ أخرى، ميزان الردع وقواعد الاشتباك بين الطرفيْن ما زالت قائمةً بعد مرور 16 عامًا، وإسرائيل المعروفة بمكرها وخداعها لم تُفكِّر بالمسّ في التفاهمات غيرُ المكتوبة مع حزب الله، الآن، وبعد أنْ أوصى الجيش واستخباراته الحكومة الإسرائيليّة بالتعجيل بالتوقيع على اتفاقٍ مع لبنان لدرء خطر الحرب مع حزب الله، انبرى وزير الأمن لإطلاق التهديدات من على شاشة القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، وذلك ليلة أمس السبت.

غانتس قال: “إنّه في حال هاجم حزب الله إسرائيل، فإنّ تل أبيب ستدمر لبنان”، مُضيفًا:”الكرة في ملعب الجانب اللبنانيّ بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لكن في حال هاجم حزب الله إسرائيل فسندمر لبنان”، على حدّ تعبيره. وهنا يجِب الالتفات إلى أنّ أقوال وزير الحرب الإسرائيليّة تؤكِّد أنّ الكيان لن يكون المُبادِر للحرب، بل أنّه سيدخلها ردًا على حزب الله، وهذا مؤشر آخر على تآكل قوّة الردع الإسرائيليّة في مواجهة حزب الله.

ونقلت القناة الـ12 عن محافل أميّةٍ رفيعةٍ قولها أنّ الكيان “قلق من أنّ حزب الله سيحاول خلق استفزاز قد يؤدي إلى تصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل”.

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، هدد المواطنين اللبنانيين، داعيًا إياهم للمسارعة في الفرار قبل إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب المقبلة حال نشبت.

وخلال مشاركته في “المؤتمر الإسرائيليّ الأول لفحص جاهزية الجبهة الداخلية”، الذي عُقِد بتل أبيب في حزيران (يونيو) الماضي، قال كوخافي مخاطبًا اللبنانيين: “أقترح عليكم المغادرة قبل أنْ تطلق الرصاصة الأولى، فأنتم لم يسبق لكم أن رأيتم هجوماً مثل الذي سنشنه ضدكم”. وأضاف أنّ قوة النيران التي سيستخدمها جيشه في الحرب المقبلة ضد لبنان “ستكون غير مسبوقة ولم يكن لها مثيل”.

ووجّه كوخافي خطابه لـ(حزب الله) قائلاً: “كل شيء على علاقة بالصواريخ هو هدف لهجومنا، إذ أعدّ الجيش الإسرائيلي بنك أهداف استعدادًا للحرب المقبلة، آلاف الأهداف، لا أقول 2000 أو 3000 هدف، بل أكثر من ذلك بكثير”.

وفي ما يتعلق بحجم الضربات التي ستتلقاها الجبهة الداخلية الإسرائيلية، قال كوخافي: “يتوجب الحديث بأمانة وصدق عن التحديات التي ستواجه الجبهة الداخلية، سيسقط الكثير من الصواريخ وستتسبب بأضرارٍ للممتلكات والأرواح، ويجب أنْ تتم مواءمة التوقعات مع هذا الواقع”.

وتابع قائلا: “لن يسقط هنا 300 صاروخ (في اليوم)، بل عدد أكبر من ذلك بكثير، وحرب كهذه ستستمر وقتًا طويلاً”، مستدركًا أنّ “معظم الصواريخ التي يملكها حزب الله غير دقيقة”، في حين رد جيشه “سيكون بسلاح ومنظومات تمتاز بدقة إصابة عالية”.

في المقابل، أوضح كوخافي أن جيشه “يعمل على تطوير وتوسيع عمل منظومات الدفاع الجوي المستخدمة في التصدي للصواريخ”، لافتًا إلى أنّ “إسرائيل وقّعت صفقات لزيادة مخزونها من القاذفات المستخدمة في اعتراض الصواريخ”.

وأبرز أنّ جيش الاحتلال يركز على تطوير عمل وفاعلية منظومة “القبة الحديدية” وتحسين أدائها، لافتاً بشكل خاص إلى الاستثمار في تطوير آليات اعتراض الصواريخ التي تضطلع بها هذه المنظومة.

وقد ناقش “المؤتمر الإسرائيلي الأول لفحص جاهزية الجبهة الداخلية”، مدى جاهزية هذه الجبهة لمواجهة تبعات اندلاع حرب ثالثة مع “حزب الله”، إذ تقدر المحافل العسكرية الإسرائيلية أنْ يطلق الحزب آلاف الصواريخ يوميًا، من بينها صواريخ ذات دقة إصابة عالية بإمكانها المس بمرافق حيوية.

على صلةٍ بما سلف، رأى الجنرال يتسحاق بريك، رئيس شعبة مظالم الجنود سابقًا بجيش الاحتلال أنّ العمق الإسرائيليّ سيدمّر لأوّل مرّةٍ منذ إقامة الكيان في العام 1948، وتحدّث المسؤول الإسرائيليّ بصراحةٍ متناهيةٍ عن هزيمةٍ نكراء للجيش الإسرائيليّ، غير المُستعّد وغير المُنضبط، وقال بالبنط العريض إنّ العمق الإسرائيليّ سيتحوّل لساحة معركةٍ داميّةٍ يسقط فيها القتلى والجرحى،

كما حذّر من أنّ القادم أعظم، مُوضحًا أنّه “اليوم، تمتلك إسرائيل جيشًا للأمن المستمر، وليس لديها جيش للحرب متعددة الساحات التالية ضد التهديد التقليدي لإيران وحلفائها، الذين سيطلقون كلّ يومٍ أكثر من 3000 صاروخ ومئات الطائرات بدون طيّار باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ممّا سيتسبب في تدمير 150 موقعًا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من “الإرهابيين” الذين سيقاتلون على حدود إسرائيل: في الضفة الغربية وداخل إسرائيل نفسها، هذا وضع لم نشهده من قبل”، على حدّ تعبيره.

وخلُص الجنرال بريك إلى القول:”الفوارق التي يتعرض لها الجيش وعدم استعداده للحرب متعددة الساحات تصرخ للسماء، لكن المستوى الأمنيّ ما زال متجاهلاً، تنبح الكلاب والقافلة تمر، وبسبب جمود تفكير المستوى الأمنيّ وعدم تحركه، فإنّ الكارثة ليست سوى مسألة من الوقت، والمهمة شبه المستحيلة لرئيس الأركان الجديد هي إدارة عجلة القيادة في (تايتانيك) ومنعها من الاصطدام بجبلٍ جليديٍّ”، على حدّ وصفه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى