‘غدا نلتقي’ موعد رمضاني يجمع شتات السوريين في لبنان
يسلط المسلسل السوري “غدا نلتقي” المقرر عرضه خلال شهر رمضان الضوء على واقع النازحين السوريين الى لبنان منذ بداية الحرب في العام 2011 عبر نماذج من شعب فرقته السياسة وجمعته الكارثة.
وضمن حبكة درامية قوية، تنطلق أحداث المسلسل مع بداية الأزمة السورية من مبنى مهجور منذ الحرب اللبنانيّة يتقاسم غرفه نازحون هجرتهم الحرب من بلدهم، ليعيشوا ظروفا قاسية، ومأساة جديدة.
“غدا نلتقي”، “سنعود بعد قليل”، وغيرها… عبارات يردّدها النازحون السوريّون منذ بداية الأزمة السوريّة.
أربع سنوات مرّت، ومعاناة النازحين الى لبنان لم تنته قصصها بعد، قصص تستمرّ الدراما السوريّة بتجسيد واقعها الإنساني الأليم بعيداً عن السياسة.
ويستعرض العمل توجهاتهم ورؤيتهم للصراع القائم في بلدهم، مع التركيز على الطبقة الفقيرة والمعدمة وتسليط الضوء على معاناتها. كذلك، لن تتردد شخصياته في تقديم محاكمة نقدية إلى حد ما للأخطاء التي وقع فيها اطراف النزاع، ودفع ثمنها الشعب السوري وحده.
والنماذج البشرية المتنوعة متعددة في هذا المجتمع الصغير فمنهم الزوج الذى تهرب زوجته منه الى الولايات المتحدة ومنهم النازح الموالى لنظام الاسد ومنهم المعارض ومنهم الام المريضة التى تتابع الاحداث بدون ان تقوى على الحراك وهكذا تتفاعل الاحداث مع مجتمع الهاربين المختلف عن بعضه.
وكما يتناول العمل الم السوريين هُجروا من بيوتهم في رصد انساني بعيدا عن السياسة، يروي المسلسل قصة امرأة جميلة وجذابة في سن الـ35، تنحدر من أسرة متواضعة وفقيرة لم يتح لها إكمال تعليمها.
ومن نظرة أولى، تقع وردة في غرام محمود، الكاتب والمجاز في الأدب العربي الذي ينتمي إلى الطبقة المتوسطة لكنّ أخاه الأصغر، جابر، يقع في حبها بدوره، وهو ما لا يعلم به محمود، بينما تجهل وردة أن الاخ الاكبر متزوج وأن زوجته نهلة تدرس في الولايات المتحدة، ويجهل محمود وجابر معا سر معشوقتهما، وهو أنّها تعمل في غسل الأموات، ما يضفي على شخصيتها طابع الصلابة والبرود.
وتحت سقف مبنى متهالك من مخلفات الحرب اللبنانية، يضم نازحين سوريين من بيئات وطبقات مختلفة وفي ذلك المبنى الكئيب، تسقط كل الأقنعة، وينغمس السكّان في هموم مشتركة وفي مواجهة مصير واحد.
وتتضح شخصيات وميول الممثلين تدريجاً، وهكذا يكتشف المشاهد أن جابر رجل مسؤول ومجتهد وواقعي، بعكس أخيه الأكبر، المتسمة شخصيته باللامبالاة وعدم الاكتراث، رغم أنه شاعر مرهف الحس وثائر ضد النظام.
ومن الشخصيات ايضا أبو رياض، ابن السبعين الذي يعمل سائقاً لسيارات نقل الموتى، وفي أوقات فراغه وكيل سفريات لتهريب اللاجئين إلى أوروبا، لقاء 2500 دولار للشخص. غير أنّ الشيخ السبعيني رجل طيّب وهو يرغب بالاقتران بوردة… تلك الرغبة التي كادت أن تتحقق لولا حصول ما لم يكن في الحسبان خلال العرس.
وتلعب أم عبدو، دور جارة وردة التي تتعلم منها خبرات الحياة، فيما يبيت أبو عبدو رغبته في الانتقام من ابنته رباب بعدما أكد عمها أبو هيثم أنه شاهدها في وسط بيروت على دراجة نارية مع حبيبها.
وتجسد خلود دور العشرينية الجريئة، زوجة إيهاب وزوجة سالم سابقا والد طفلها المفترض أنه متوفى قبل أن تكتشف ان تلك كانت كذبة من دافعها غيرة زوجها الجديد.
ويقول الكاتب اياد ابو الشامات ان “العمل بمجمله يطرح قصصا عن اللاجئين السوريون في لبنان في قالب تختلط فيه السخرية بالمرارة في شكل ربما يخفف الحقد ويجعلنا اكثر قدرة على فهم هذا الواقع وتفاصيله”.
وأوضح الممثل تيسير إدريس انه “يؤدي في العمل دور شخص فلسطيني كان في سوريا واضطر إلى التهجير بسبب الأحداث حيث لجأ مع السوريين المهجّرين إلى مدرسة واحدة في لبنان في بداية موجة النزوح، حيث ينقل العمل تفاصيل حياتهم وأُسرهم في ظل الظروف القاسية التي يمرون بها”.
وأكد إدريس أن ما جذبه إلى العمل في “غدا نلتقي” قوة النصّ وجماليته، وطريقة تناوله للأحداث، ناقلاً الحالة السورية وما وصلت إليه بين مؤيد ومعارض.
وتؤدّي أدوار مسلسل”غدا نلتقي” نخبة من نجوم الدراما السوريّة وهم مكسيم خليل، كاريس بشّار، منى واصف، عبد المنعم عمايري، تيسير ادريس، عبد الهادي صبّاغ، محمد حداقي، وغيرهم، والعمل من تأليف الكاتب إياد أبو الشامات، إخراج رامي حنّا، وإنتاج شركة كلاكيت.
ميدل ايست أونلاين