كتب

غرائبيّة السرد وغربة المثقف في ‘دفاتر الورّاق’

يعتبر السرد الغرائبي في الرواية ‘دفاتر الورّاق’ توجّها فنيّا يساعد في كسر القوالب الجاهزة وتوليد الدهشة وتوسيع دلالة الواقع باقتحام مجالات الحلم والأسطورة والشعر والخارق والاستيهامات وشطحات الخيال.

ويسمح الغرائبيّ في السرد بتفسير الظواهر والأحداث حسب قوانين الواقع على خلاف العجيب والعجائبيّ الذي يقتضي قبول قوانين جديدة للطبيعة لفهم الأحداث وتفسير الظواهر .

وقد انخرط جلال برجس في هذا التوجّه الغرائبي في روايته “دفاتر الوراق” الحائزة على جائزة البوكر العربية لسنة 2021 كما انخرط فيه عدد هام من الروائيين العرب . وهو ما نلمسه في الأردن مثلا في عدد من روايات ابراهيم نصرالله وغالب هلسا ومؤنس الرزاز …

يجد القارئ في هذه الرواية عددا هاما من المؤشرات التي تؤكد حضور السرد الغرائبي، أهمها ذلك الصوت الغريب الصادر عن بطن الشخصية الرئيسية (ابراهيم الوراق) وقد بقي يحاصره ويدفعه إلى اختيارات غريبة طوال الرواية.

منها أيضا تلك الكوابيس التي تتخلل الفصول وترد على لسان ابراهيم أو في دفاتره، ومنها تقاطع مصائر بعض الشخصيات والمصادفات الغريبة العديدة التي تحكمها.

.ويعدّ السرد الغرائبي من سمات الحداثة في الرواية والقصة وآليّة فنيّة للتعبير عن بعض تناقضات الواقع ووولوج أغوار النفس البشرية والكشف عن بعض خباياها .

يتردّد في الفصول التي ترد على لسان ابراهيم (الشخصية الرئيسية) صوت غريب يطارده في البيت والشارع داعيا إياه إلى تغيير مجرى حياته. يحاصره الصوت ويستنهض الوحش المختبئ في أعماقه.. يتضخّم الصوت ويعلو كلما انتفخ بطن ابراهيم حاضّا إياه على مواجهة خصومه وارتكاب الجرائم التي تخلّصه من ضعفه واستسلامه.. صوت غريب يدفعه في البداية للجوء إلى طبيب نفسي ثم إلى إمام المسجد ثم إلى مركز الشرطة للاعتراف بالمخططات والهواجس التي  تعتمل داخله، لكنه ينتهي إلى أن لا حلّ للتخلص من هذا الصوت إلا بالانتحار، وهو مشروع لم يتحقّق إذ تمّ العدول عنه في اللحظات الأخيرة إلى مسلك آخر هو الرضوخ للصوت الغريب الصادر عن بطنه والانتقام المباشر من الفاسدين في مجتمع يتهاوى فيه كل حلم بالعدل.

يكتسي هذا الصوت صفة الغرائبي لا العجائبي لأنه يُحمل على معنى الصوت الباطني للشخصية، ذاك الذي يبوح بخفايا اللاوعي.

هو مجرد استعارة لصوت تبيحه قوانين الطبيعة إذا حللناه انطلاقا من منظور علم النفس حيث يمكن أن يتداخل الوهم بالواقع وتحضر الكوابيس والاستيهامات تعبيرا عن حالة فصام لدى الشخصية .

وقد استفاد السرد الغرائبي في “دفاتر الوراق” من علم النفس والتحليل النفسي وتداخلت في الرواية الكوابيس بالهلوسات والهذيان عند ابراهيم فرسمت بذلك ملامح شخصية تعيش انفصاما حادا جعلها تخلط الوهم بالحقيقة غالبا وتقتحم واقع الفساد المستشري حولها متخفية وراء أقنعة شخصيات خيالية من وحي مطالعاتها .

لقد ساهم هذا السرد الغرائبي في الرواية في رسم تناقضات الواقع والكشف عن حالة الفصام التي تعيشها الشخصيات .

أبرز هذه التناقضات التي رصدتها رواية جلال برجس وأهمّها حالة الفصام لدى “المثقف” بين الواقع والمثال، بين الواقع والحلم، يجسدها ابراهيم الوراق الذي عاش منعزلا عن الواقع، لم يعرف في حياته غير الكتب شأنه في ذلك شأن الذين يأتون إلى كشكه وهم “عدد من الكتاب والباحثين وقراء ما يزالون يرون في الكتاب بابا يطل على الحقيقة” (جلال برجس “دفاتر الوراق” دار  مسكيلياني للنشر والتوزيع، تونس 2021، ط 5) ص 31.

غير أن هذا “المثقف” سيكتشف يوم يصرخ الصوت في أعماقه (بطنه) أنه “لن يجد الحقيقة في الصحف، الحقيقة في الشارع الذي أمضيت فيه عمرا ولم تعرفه جيدا” ص30 .

يستنهض الصوت (الباطن) ابراهيم الوراق ليرى العالم ويعيش الحقيقة الفجّة عارية حينها فقط يتبدّى له واقع الفقر والتشرّد في المدينة ويسمع أصوات المهمّشين ويلج عالمهم وينكشف أمامه واقع الفساد والنهب لدى أثرياء المدينة فإذا هي تغتال أبناءها وتحرمهم من القوت والأمن والحماية والبيت .

هل نستخلص من ذلك أن “الكتاب” أو الأدب عموما هو الذي يعمّق هذه الهوّة بين الواقع والمثال ويخفي الحقائق؟ أم يتحمّل “المثقف” وحده مسؤولية اختياراته وعزلته وعدم تفاعله مع مشاكل الواقع وهموم مجتمعه؟ يبدو أن جلال برجس يوجّه أصابع الاتهام أساسا إلى “المثقف” (والقارئ) ويحمّله مسؤولية هذه الغربة.

وهذا الانفصام الحادّ حين يتحوّل عشق الكتاب “شكلا صامتا من أشكال الهروب” ومُسكّنا وهميّا لمداراة عذابات داخلية، لذا سيكتشف إبراهيم متأخرا أن الحياة أعقد مما يتخيل وأن الواقع أكثر غرائبيّة من الكتب .

لعل الوجه الثاني من وجوه المثقف الفصامي وغربته هو طريقته في مواجهة الواقع والتفاعل معه بعد اكتشاف تعقيداته وتناقضاته.

يكتشف إبراهيم عالم المهمّشين في المدينة وبؤسه حين يلجأ مع الفتاة ليلى إلى بيت مهجور حيث يقيم عدد من المشرّدين، حين يرى الفساد مستشريا يهدّ أركان كشك الكتب ليغدو محلا لبيع الهواتف (ثم المخدرات) يمتلكه رجل من أثرياء المدينة، حينها فقط يقرّر تجاوز خوفه ومواجهة الفساد واستعادة الحقّ المسلوب لكن بآليات تؤكد مرة أخرى حالة الفصام يعيشها إبراهيم والغربة يعيشها المثقف عامة.

إذ يتقنع بلبوس شخصيات ورقية استوطنت ذاكرته ينقلها من عالم التخييل (الروايات التي طالعها وقلّد أبطالها طفلا وشابا) إلى عالم الحقيقة والواقع متقمّصا أدوارها ومظهرها في مواجهة الفساد ولو كان ذلك بالسرقة وتوزيع المال المسروق على الفقراء .

يتخفّى ابراهيم وراء شخصيات رواياته المفضّلة  محاولا تغيير الواقع (سعيد مهران في اللص والكلاب وكوازيمودو في أحدب نوتردام والدكتور زيفاكو ثم  أحمد عبدالجواد في ثلاثية نجيب محفوظ ومصطفى سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال…) وبذلك نتأكد أن الشخصية قد اختارت مرة أخرى “الهروب” إلى عالم الكتب(المثال) والتخفّي وراء أقنعة الوهم لمداراة الخوف والعجز عن المواجهة الحقيقيّة وذلك عبر لعب دور “اللصّ” المقنّع و”المثقف المقنّع.”

تتأكد جدلية المثال والواقع عبر مؤشر آخر هو الاسم الذي اختاره ابراهيم (وجلال برجس أساسا) ليتخفّى به في مواقع التواصل الاجتماعي (ديوجين). وهو اسم فيلسوف يوناني عرف بميله الشديد للتقشف جاعلا من الفقر فضيلة وقد عاش باحثا عن “الرجل الفاضل”.

أما ديوجين جلال برجس فقد خرج من كشكه (برميل ديوجين) وواجه قتامة الواقع واستشراء الفساد والفقر حوله بمحاولة استعادة العدالة المفقودة ومساعدة من شرّدتهم المدينة لكنه لم يختر الفضيلة بل اختار السرقة والقتل سبيلا لتحقيق حلم العدالة .

وهو ما يسمح باستخلاص بعض الدلالات حول وظيفة الأدب عامة (والرواية) حتى لو كانت منطلقات التأويل شخصيات تخييلية .

إن وظيفة الرواية والأدب كما تشف عنها الأحداث والشخصية الأساسية تتجاوز تحقيق الإثارة الوقتية والعابرة لدى القارئ إعجابا وتفاعلا وتماهيا مع المتخيل لتتحوّل – في “دفاتر الوراق” وربما في الواقع – إلى أداة حقيقية لاكتساح العالم المرجعي وتغييره .

وهو ما يمكن أن يفسر نزوع الشخصية إلى تحويل البطولة من عالم الوهم والتخييل (الروايات ) إلى واقع  المدينة وأزقتها ومشرديها. فإبراهيم / “اللص المقنع” لن يكتسب الاحترام والإعجاب ويصبح حديث الناس والصحافة إلا حين يمارس سرقاته بذكاء باهر متقمصا شخصيات روايات أعجب بها وتأثر بها.

على أن الرواية بما فيها من سرد غرائبيّ – ولو نسبيّ – توفر مادة ثريّة للتفكير وطرح السؤال.. فالكوابيس في “دفاتر الورّاق” – وهي إحدى آليات السرد الغرائبي-  تشكل في الوقت ذاته الوجه الخفيّ للشخصية الرئيسية، وتشفّ عن حالة الفصام التي تعيشها.

ذلك أن جلّ الكوابيس المنسوبة إلى ابراهيم، والتي كان راويا لها وصفت الأفعال التي أنجزها انتقاما من كل من أجرموا في حقّه وحقّ المجتمع وجسّدت رغباته الدفينة والتي يرفضها الوعي (قتل عماد الأحمر وإياد نبيل ورناد محمود وقتل أبيه).

وقد نجد تفسيرا لهذه الكوابيس في العتبة التي افتتح بها الفصل الثالث من الرواية وهي قول لفرويد “المشاعر المكتومة لا تموت أبدا، إنها مدفونة وهي على قيد الحياة وستظهر لاحقا بطرق بشعة ” .

لعلّ عملية قتل الأب في أحد الكوابيس في رمزيته النفسية والاجتماعية أهمّ رد فعل تنجزه الشخصية قبل مواجهة العالم حولها . إذ يشفّ عن تجاوز حالة الخوف ويعلن تحوّلا من حالة الخنوع للسلطة والطاعة العمياء إلى ضرب من التمرّد والتحرّر.

يقول ابراهيم متحدثا عن أبيه “كنت أطيعه في كل صغيرة وكبيرة لكنه لم يكن راضيا عن طاعتي العمياء”  ليصرح بعد ذلك في إحدى رسائله إلى الدكتور يوسف “يبدو أنه علينا قتل آبائنا” ويجيبه الدكتور “يبدو أننا مرهقون بالأبوية “.

يعدّ الكابوس عادة مجرد حلم مزعج بعيد عن الواقع والحقيقة لكنه في “دفاتر الورّاق” يتحوّل إلى خطاب مخاتل يوهم القارئ بأنه مجرد خيال كاذب، فإذا هو الوجه الآخر من الحقيقة تلك التي نهرب منها أو نحاول تناسيها حتى لا تنكشف خفايا اللاوعي رغم غياب البعد الغرائبي في هذه الكوابيس وإمكانية تطويعها أكثر  لتتجاوز منطق الواقع .

لقد نجحت “دفاتر الورّاق” في كسر القوالب الجاهزة وتوليد الدهشة عبر توسيع مجالات الخيال ومحو الحدود بين الحلم والصحو، بين الواقع والخيال، معريّة تجاويف الذات وحالة الفصام التي تعيشها، منخرطة بذلك في ما يسمّيه ادوار الخراط بالحساسية الجديدة والكتابة الحداثية محققة الكثير من الصدق الفني هو المعادل لصدق الواقع . نجحت الرواية في تعرية واقع القرية والمدينة ونقلت حقيقة الشارع إلى عالم التخييل عبر السرد الغرائبي ودون الوقوع في فخ الواقعية الفجّة. لكن هل نجحت دائما في إقناع القارئ أو المتلقي ؟

يعرّف يوسا قوّة الإقناع في الرواية بقدرتها على “تضييق المسافة الفاصلة بين الوهم والواقع وجعل القارئ يمحو الحدود بينهما يعيش تلك الكذبة كما لو أنها الحقيقة الأكثر ثباتا ورسوخا.”( ماريو باراغاس يوسا : رسائل إلى روائي شاب ص31 )

وفي “دفاتر الورّاق” يبدو الإقناع قويّا عموما رغم البعد الغرائبي في الرواية. لذا يتقبل المتلقي صدور هذا الصوت الغريب من بطن ابراهيم و”يصدّق” تلك الكوابيس التي يسجلها الراوي، ويقتنع ببعض المصادفات التي وسمت الأحداث كاللقاء بين ابراهيم والمرأة “نون” ثم غيابها وعودتها للظهور في مسار الأحداث تحت اسم ناردا ..الخ .. لكن المصادفات حين تتكاثر وتتواتر دون مبرّر مقنع  تشفّ عن حبكة مفتعلة وتصبح حينها “الخدعة” أو الكذبة الروائية مكشوفة ظاهرة للعيان .

أبرز هذه المصادفات المشكّلة للحبكة والتي لا تخلو من افتعال وتكلّف أن تكون المرأة الوحيدة (نون أو ناردا )التي أحبّها ابراهيم ورآها يوم قرّر الانتحار هي زوجة أبيه جاد الله. وأن تكون  هي الوحيدة التي تطلع على دفتر أبيه وما سجّله عن حياته، وأن تبقى السيدة إيميلي لغزا صامتا ولا تبوح بسرها إلا للفتاة ليلى(صديقة ابراهيم) رغم أنها ليست الفتاة الوحيدة التي ساعدتها ..

تتجلى الخدع الروائية والتكلف وعدم الإقناع في قدرة الشخصيات على قراءة الدفاتر المهمّة التي تكشف خفايا الحبيب وتروي أسراره، في فترات متباعدة زمنيا رغم أهميّة صاحب الدفتر ومتانة العلاقة بين الطرفين .(ابراهيم يقرأ دفتر السيدة نون المرأة الوحيدة التي أحبّها على مراحل متباعدة في زمن الأحداث …السيدة نون تقرأ دفتر جادالله وهو زوجها وحبيبها كلما تجد الوقت لذلك ؟؟ ..) لعل رغبة جلال برجس في شدّ المتلقي إلى متابعة الرواية بكسر خط الأحداث وتراتبيّتها وتحطيم سلسلة الزمن واطراده باسترجاع أحداث الماضي هي أهم دواعي هذا الفصل بين فترات عرض محتوى هذه الدفاتر .

لقد أسهم عرض نصوص الدفاتر(وهي مرويّات ترد على لسان شخصيات مختلفة) في تعدّد الأصوات في الرواية وسمح للشخصيات بالبوح والكشف عن أغوار الذات وولّد التشويق . لكن طريقة إدراجها في الرواية لم تكن مقنعة، إذ لم تكن منسجمة مع طبيعة الشخصيات والعلاقات التي رسمها الكاتب لها.

لذا لا نفهم كيف يمكن لابراهيم الذي تعقّب المرأة “نون” مدة طويلة باحثا عنها في كل أنحاء المدينة ثم في مواقع التواصل الاجتماعي أن يتابع ما كتبته في دفترها على فترات زمنية متباعدة..

وبما أن الأدب حسب يوسا هو خدعة كبيرة وبما أن الأدب العظيم يتمكن من إخفاء تلك الخدعة فإن ما نلمسه في بعض محطات الرواية وأحداثها يكشف فعلا “الخدع” التي لجأ إليها جلال برجس لإغواء القارئ ودعم عنصر التشويق ،فإذا بالأحداث لا تحتكم إلى آلية داخلية تقتضيها طبيعة الأحداث والشخصيات، بل تعمل بعبارة يوسا “بقسر تعسفي تفرضه إرادة خارجية”….

إن جمالية الخطاب وسلامة الحبكة وأهمية القضايا والنزعة الغرائبية في “دفاتر الورّاق” لم تحل دون ضعف الإقناع في بعض الأحيان كما أن لغة الرواية السلسة التي تقف على تخوم الشعر حينا وتنهل من لغة مواقع التواصل الاجتماعي أخرى وتشد القارئ عموما لم تخل من شوائب أخطاء لغوية صادمة ولا يمكن تفسيرها بزلات الطبع.

.وهي ظاهرة تتكرر في عدد من الروايات الفائزة بجائزة البوكر العربية منها على سبيل الذكر لا الحصر ما ورد ص76 (وإذا لي وجها يخلو من بلاهة) ص34 (كأنهما مكانين) ص219 (تزوجا عليّ وسليم ) ص258 (بعينين لا تريا سوى هلاما )ص 319 (أعرف ما كتبتيه) ص 329 (أعرف أنك خائفة مما سمعتيه )الخ

لقد شفّت رواية “دفاتر الورّاق “عن بعض هموم الإنسان المعاصر وواقع المدينة وعرّت تخبّط المثقف وغربته في واقعه ورسمت أوجاع الذات في عالم يحوّل الإنسان إلى كائن فصامي بل يمتدّ فيه الفصام إلى الجميع… متحت الرواية من روايات عالمية واستدعت نصوصها وتفاعلت مع شخصياتها وصهرت الحدود بين الصحو والحلم بين الواقع والخيال وولدت الدهشة رغم تعثر الإقناع أحيانا .

لقد فجّرت “دفاتر الورّاق” الصمت ورسمت صورة المثقف (والقارئ)الذي يحلم بقتل الخنوع والتمرد على سلطة الأب (رمزا) .لكن حالة الفصام التي وسمته والتي انتهت إليها الرواية تترك القارئ في حالة حيرة وتساؤل إلى أي مدى يمكن لهذه الذات المتلبّسة بأوجاعها المسكونة بماضيها المحاصرة بضغط القوانين والمحرّمات أن تتمرّد على ذاتها وأن تفك حصارها دون أن تقع في فخاخ الهزائم  أو الفصام؟

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى