غسان الرحباني يحقّق حلم «رحباني تي في»
يرى غسان الرحباني الوضع العام مليئاً بالغرابة، وغير محفّز على تقديم أعمال مسرحيّة، بالرغم من أنّ في جعبته ثلاث مسرحيات جاهزة حالياً. «نفسيّتي سوداوية في مكان ما، ربما بسبب تأثّري بالأخبار الدموية المتتالية، لا أشبه أولئك الذين يعتاشون من الموسيقى والغناء خارج لبنان، مهما كانت الأوضاع التي يمرّ بها البلد».
بالرغم من التشاؤم في كلامه، لا يكفّ الرحباني عن النشاط والعمل على أكثر من صعيد. يقول لـ«السفير» إنّه يتحضّر لافتتاح «معهد الياس الرحباني للموسيقى»، مطلع العام المقبل. تبلورت فكرة المعهد استجابةً لطلب من يلتقون غسان أو يلتقون والده، سائلين عن إمكانيّة تعلّم الموسيقى منهما. «أعتبرُها مسؤولية كبيرة أن يمنحنا الأهل في لبنان وخارجه ثقة تعليم أولادهم الموسيقى. ومن هنا كان القرار، فعشّاق الموسيقى كثر، ومَن يثقون بنا كثر أيضاً، ولن نخيّب ظنونهم».
يضع الرحباني اللمسات الأخيرة على اتفاقية مع إحدى المدارس الموسيقية الأوروبية المشهود لها، لتكون الشهادة من «معهد الياس الرحباني» معترفاً بها، وذات مصداقية. سيشمل منهاج المعهد تدريس أصول العزف على ست عشرة آلة موسيقية بين شرقيّة وغربيّة، إضافةً إلى كلّ ما يمتّ إلى تعليم الغناء نظرياً وتطبيقياً، بجانب هندسة الصوت، على أن يتولّى الياس الرحباني منصب الرئيس الفخري للمعهد، والمشرف عليه.
بجانب همومه الأكاديميّة، لن يودّع غسان الرحباني الشاشة كمقدّم برامج، إذ يستعدّ لتصوير حلقة تجريبيّة لبرنامج جديد، يقوم على فكرة للمخرج جورج خليل ولمؤسس فرقة «فور كاتس»، على أن تتولّى الممثلة ومقدّمة البرامج نتالي نعّوم إعداده. عن هذه التجربة، يقول غسان لـ«السفير»: «البرنامج ليس موسيقياً ولا غنائياً، بل هو انتقادي ساخر، وعند الانتهاء من تصوير الحلقة التجريبية سنقوم بعرضها على عدد من المحطات التلفزيونية اللبنانية، وسيتمّ الاتفاق طبعاً مع المحطة التي تقدّر العمل مادياً ومعنوياً».
أمّا مفاجأة الرحباني فهي إطلاق قناة «رحباني تي في» في بثها التجريبي. «إنّه حلم قديم، وقد أصبح حقيقة»، بحسب تعبيره. «أطلقنا البثّ التجريبي لهذه المحطة التلفزيونية، من دون لوغو، والافتتاح الرسمي للتلفزيون متعلّق بالإجابة على سؤال واحد فقط لا غير، وهو هل ننطلق بالمحطة في الفترة الأولى عبر الأغاني والموسيقى والفيديو كليبات، أم تكون الانطلاقة مرفقة مع برامج موسيقية وغنائية وحوارية؟ وما زالت المباحثات مستمرة، وحين نجد إجابة نطلق البثّ رسمياً». ولكن لماذا إطلاق هذه القناة الآن، وهل تهدف إلى منافسة القنوات الخاصّة بعرض الموسيقى الموجودة على الساحة؟ «على العكس، نحن لا ولن نتقاضى المال للترويج لأعمال غنائية وموسيقية هابطة، وهدفنا هو النهوض بالذوق العام وتقديم غذاء سليم للرؤوس والنفوس، والتركيز على الأعمال الجدّية الراقية». ويضيف أنه حين كان في الثامنــة عشرة من عمره كان يرجو الموظّفــين في بعــض القنوات التلفزيونية لبث أحد فيــديو كليباته، وهذا ما لن يحدث مع أي فنان جاد يرغب ببثّ أعماله عبر «رحباني تي في».
برمجة القناة لم تجهز بعد بالكامل، لكنّها لن تحمل تعقيدات كثيرة. «ليس أجمل من صوت فيروز صباحاً، ثم موسيقى كلاسيكية وجاز وكليبات لأغان مميزة ومسرحيات غنــائية، لكن في الأيام المقبلة سنرسو على القرار الأخير حول البرامج، فقد نرى الياس الرحباني في برنامج، وكذلك زياد الرحباني في برنامج آخر، وقد يعود «غني مع غسان»، ولقد نلت موافقة العائلة حول المشاركة في برامج هذه القناة، وكل الأمور والتفاصيل إيجابيّة وواعدة حتى اليوم». لا يرغب الرحباني بكشف هوية مموّل القناة، ولكنّه يبشرّنا بمحطة خارجة عن السائد التجاري، ويبشرّنا أيضاً بخطوته المقبلة وهي إذاعة تحمل اسم «رحباني أف أم». «التقيت برئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، واستفسرت عن كلّ ما يتعلّق بافتتاح الإذاعة، وبما أن الموجات المخصّصة للبث مشغولة من قبل الإذاعات الموجودة فالخطوة المقبلة هي استئجار إحداها للسير قدماً في جعل الراديو حقيقة واقعة».
صحيفة السفير اللبنانية