غياب الزوج عن زوجته
يختلف تعريف الزواج باختلاف الثقافات. ولكن يمكن اعتباره مؤسسة صغيرة يعترف فيها بالعلاقات بين الأشخاص. والتي تتضمن الاتصال الجنسي. حيث إن بعض الثقافات والديانات تعتبر الزواج إلزامياً قبل ممارسة أي نشاط جنسي. وبعض حالات الزواج يضطر فيها الزوج أحياناً إلى الابتعاد عن أسرته لفترات معينة من الوقت قد تصل إلى سنوات. وذلك لأغراض وظروف معينة كالدراسة أو العمل. أو لأسباب أخرى. ويحمل غياب الزوج عن زوجته بين طياته الكثير من التأثيرات السلبية على الناحية النفسية والاجتماعية على الأسرة ككل. والزوجة بشكلٍ خاص. لأنه يتسبب في افتقار الزواج للحب والحميمية أيضا . وهما كما يقول الدكتور مدحت عبدالهادي خبير العلاقات الزوجية، من أهم أسس الزواج لديهن.
الآثار السلبية لغياب الزوج عن زوجته
– افتقاد الزوجة للعلاقة الخاصة بينها وبين زوجها، والتي تتضمن المحادثات اليومية بينهما، ومناقشة تفاصيل تخص الأبناء والعلاقة الزوجية؛ مما يؤدي إلى تعرض العلاقة للخطر، وذلك حين لا يكون قرار ابتعاد الزوج مدروساً بشكلٍ مفصل ودقيق؛ مما يؤدي بدوره إلى اعتياد كلا الطرفين على البعد.
– اضطرار الزوجة إلى تحمل كافة المسؤوليات الخاصة بالأسرة؛ مما يعني بأن عليها أداء دوره كاملاً، إلى جانب دور الزوج فيها، وهذا في حد ذاته يضع الكثير من المشقة على كاهل النساء، وأكثر النساء يفشلن في أداء كل المهام وحدهن، وهذا يؤثر سلباً على رابط الزواج والأسرة.
– حرمان كل من الزوجة والأبناء من حنان رب الأسرة، وفقدان الزوجة لحقوقها الزوجية التي تتعلق بالتواصل الحسي؛ مما يؤدي إلى حرمانها عاطفياً، والحرمان العاطفي من أشد سلبيات غياب الزوج؛ لأنه يؤثر سلباً على تكوين شخصية المرأة.
– قد يتغير أسلوب الزوجة في التعامل مع محيطها لكثرة المسؤوليات الموكلة لها مع مرور الوقت. واحتياج الطرفين إلى جهد كبير لإعادة بناء حياتهما الزوجية والأسرية من جديد.
– ابتعاد الزوج يولد نوعاً من الشك داخل قلبها من مدى حب زوجها لها. ومدى اشتياقه لمعشرها. وهذا من أكثر السلبيات التي تترجم عدم قدرتها على تقبله مرة أخرى في حياتها حين عودته.
– أثبتت بعض دراسات الصحة النفسية والاجتماعية، أن مسألة ابتعاد الزوج عن زوجته يوصل الزوجة إلى ذروة محبتها له بسبب اشتياقها له. ولكن ما أن تصل المرأة إلى هذه الذروة؛ حتى تضمحل سريعاً بسبب غيابه. ومن ثم تعتاد المرأة على عدم وجوده إلى جانبها. مما يؤدي إلى تغير مشاعرها نحوه.
– غياب الأب يؤدي إلى افتقار الأبناء للقدوة. وعادةً ما تحتاج الأم إلى بذل مجهود مضاعف معهم. فالأب للأسرة والأبناء هو بمثابة المراقب والموجه. وعدم وجوده قد يؤدي إلى حدوث خلل نفسي لدى بعض الأبناء.