غُـراب في قـفـص

رُحماك
ليس لدي ما ارجو به صفحا
وقد فات الأوان
فلأعتذر
لم يبق من بردى الذي أحببت
إلا قطرتان
ولأنتظر
لم يبق من رمان غوطتنا و مشمشها
و من مرج درجت عليه
إلاّ خطوتان
أرجوك لا تزعل
بذلت جميع أوقاتي و أوراقي و أقلامي
لكي تبقى جميلا
فَلِمن إذن أشكو
إذا ما غيرّوك
وصار وجهك كالمسوخ
سوى إبتسامتك التي ظلّت رهانا مستطيلا
فلأعتذر لسواك
إن أخطأُتُ
ثم حسبتُ أخطائي
على علاتها صارت صوابا
صدّقَتَني لا بدّ
ثم بذلت جهدك
كي تراني صادقاً
حتى النهاية مستجابا
فإذا رأيت سواي
فوق المنبر المنصوب
لا تحزن علي
فإنني أخفقت
حين طردت عن وجهي الذبابا
ثم اعترفت لكاهن متنكر
أني ظفرت و أن وجهي طاهرٌ
فأصاخ لم ينبس
و لم أسمع على جهلي الجوابا
فلأعتذر أني خدعتك دونما قصدٍ
فما جدواي بعد الأن
إن أمسيت في قفصي غرابا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى