«فارس وخمس عوانس»: كوميديا خارج السياق
في كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ تصوير مسلسل «فارس وخمس عوانس» من إنتاج «ماجيك لاين» و «إيه بي سي». يشرف المخرج فادي سليم على إنجاز الحلقات، ويجول بالكاميرا بين أحياء عدّة في العاصمة السوريّة، من مشروع دمر، والمزّة، والشام القديمة. يجري الإعداد لإنجاز العمل قبل رمضان المقبل، ويشارك في بطولته الممثلون عبد المنعم عمايري، رنا أبيض، جيني إسبر، مديحة كنيفاتي، لينا دياب، مرح جبر، فادي صبيح، محمد خير الجراح، عبير شمس الدين، يزن السيّد، علا بدر، تولين البكري، أدهم مرشد، معتصم النهار وغيرهم.
يسلّط المسلسل الضوء على الصعوبات التي يعانيها الشباب في اختيار شركاء مناسبين لحياتهم، خصوصاً عند تدخل الأهل والأقارب في قراراتهم. يقول المخرج فادي سليم لـ «السفير»: «ينتمي العمل إلى الكوميديا الخفيفة، والمواقف التي يتبنّاها واقعيّة، وإن كانت خارج سياق واقع الأزمة الحالي طبعاً. تتابع الحبكة قصص فتيات يتأخّرن في الزواج، بسبب متطلّبات أهلهن المُبالَغ بها». برأي سليم، فإنّ هذا النوع من المسلسلات ضروري اليوم، كفسحة بعيدة عن السياسة يتابعها السوريّون من الصباح إلى المساء على شاشات التلفزيون».
تنبع الضحكة من تصوير مشهد فيه إحساس فائض عن المطلوب، أو تدارك المخرج للحظة خرج فيها الحوار عن مساره، أو من خلال تعابير وحركات وعناصر مرتجلة، أو لغة حوار خفيفة سهلة بفعل طابعها الشعبي. في أحد مقاهي منطقة التراسات في مشروع دمّر، يجري تصوير أحد مشاهد العمل. عربة بيضاء يجرّها حصانان، ودانا جبر بفستان الزفاف، ومعظم الممثلات بفساتين السهرة… فالمشهد المراد تصويره كان حفلة زفاف في الحلم.
تقيم شخصيات العمل الرئيسيّة في بناء واحد في حي راقٍ، وتتسرّب إلى الحبكة خطوط عن علاقات عاطفية عاشتها في الماضي، عبر مواقف طريفة تجمع الخال فارس (عبد المنعم عمايري) ببنات أخته الثلاث. يدير فارس مكتباً عقارياً، تجاوز عمره الأربعين، ولم يتزوّج، كما أنّه يفشل زيجات كلّ قريباته. على مدى ثلاثين حلقة يمكن اعتباره المحرك الأساسي للعمل من خلال طرافة العلاقة التي تنشأ بينه وبين الشابات الثلاث: فتون الطبيبة البيطرية الشغوفة بالحيوانات (جيني اسبر)، وفرح مضيفة الطيران وبطلة الكيك بوكسينغ (لينا دياب)، وفريحة المهووسة بالنجوميّة والشهرة (مديحة كنيفاتي).
في مشهد يجمعه بلينا دياب، يرتجل عمايري موقفاً يظهر فيه فارس مزاجياً، وغريب الأطوار، بحرفيّة لا تخلو من العفوية الصريحة. تؤدي مرح جبر دور تهاني شقيقة فارس، وأم حازم، وفتون، وفرح، وفريحة. تقول لـ «السفير»: «تهاني مشغولة بإدارة جمعية لحماية المرأة العربية المعنّفة، وفي اللحظة التي ينبّهها أحدهم بأن بناتها أصبحن «عوانس»، تتفرّغ ضمن مفارقات طريفة لرحلة البحث لهنّ عن عرسان شرط أن يليقوا بمركزها والعائلة». ومن الشخصيات الرئيسيّة في العائلة حازم الشاب المدلّل، الأخ الوحيد على ثلاث بنات، ويجسّد الدور يزن السيد في أوّل دور كوميدي له بعد مشاركات في لوحات «بقعة ضوء». يقع حازم في حبّ كلّ فتاة يقابلها، لكنّه يواجه بالرفض عند طلب الزواج. يقول السيّد: «يريد العمل أن يرسم ابتسامة وهذا ما يحتاجه المشاهد السوري عموماً، ونتمنى أن نتمكّن من تقديم كوميديا بعيداً عن التهريج».
صحيفة السفير اللبنانية