فرنسا تحذّر من تأجيج التصعيد في أوكرانيا بعد تصريحات بايدن
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد من “تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا” غداة تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “جزّار”.
وقال ماكرون لقناة ‘فرانس 3’ الفرنسية “لن أستخدم هذا النوع من الكلام لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين”.
وكان بايدن قد صرّح السبت من وارسو بأن بوتين “جزّار” وبأن الحرب في أوكرانيا “فشل استراتيجي لروسيا”.
وسُئل ماكرون عن هذه التصريحات، فقال “نريد وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا بدون الدخول في حرب. هذا هو الهدف وإذا أردنا القيام بذلك، فيجب ألّا نُصعّد لا الكلام ولا الأفعال”.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أنه سيتحدث مع بوتين “غدا (الاثنين) أو بعد غد (الثلاثاء)” لتنظيم عملية إجلاء لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والتي تتعرض لقصف منذ أسابيع.
وقُتل أكثر من ألفي مدني في ماريوبول بحسب بلدية المدينة الساحلية الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وقال زيلينسكي إن نحو مئة ألف من سكان المدينة ما زالوا محاصرين فيها وهم محرومون من كل احتياجاتهم.
ونأتي تحذيرات ماكرون بينما يواصل المسؤولون الأميركيون جهودهم لتخفيف حدة تصريحات بايدن. ووُجهت انتقادات حادة إلى الرئيس الأميركي بسبب تعليقاته في خطاب في وارسو سعى خلاله إلى وضع الحرب في إطار صراع تاريخي من أجل الحريات الديمقراطية.
وقال بايدن الذي وصف بوتين في وقت سابق بأنه جزار “لأجل الرب، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل في السلطة” وكان قد وصفه قبل زيارة وارسو بأنه “مجرم حرب” و “دكتاتور قاتل”.
وقال الدبلوماسي الأميركي المخضرم ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية وهو مركز أبحاث في تغريدة على حسابه بتويتر، إن التعليقات تجعل “الوضع الخطير أكثر خطورة”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن ليس لديها إستراتيجية لتغيير النظام في موسكو، مضيفا للصحفيين في القدس أن بايدن كان يعني أنه “بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر”.
وتصريحات بلينكن لا تفسر ولا تعكس بالفعل ما جاء على لسان الرئيس الأميركي بقدر ما هي محاولة لاحتواء تداعيات تلك التصريحات التي فهم منها بوضوح رغبة الإدارة الأميركية في الإطاحة ببوتين وتغيير النظام.
ويقول محللون إنه لولا أن لدى الكرملين مخاوف فعلية من أن أوكرانيا تتجه إلى أن تتحول خنجرا في ظهر روسيا لما غزا الروس أراضيها، مرجحين أن روسيا تسعى لتأمين محيطها من أي ولاء للغرب قد يشكل في المستقبل تهديدا لأمنها.
وتقول روسيا إن لديها معلومات موثقة على أن كييف كانت تخطط لشنّ هجوم على المنطقتين الانفصاليتين في شرقها (دونيتسك ولوغانسك) وأن واشنطن تعمل مع أوكرانيا على إنشاء وتطوير مختبرات بيولوجية، مؤكدة في الوقت ذاته أن ابن بايدن متورط في هذا الأمر.
وكانت صحيفة ‘ديلي ميل’ البريطانية قد أعلنت أنها حصلت على وثائق تؤكد جزئيا صحة الاتهامات الروسية لهانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي بضلوعه في تمويل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
وكشف قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية عن وثائق ومعلومات استخباراتية تؤكد ضلوع الوكالات الحكومية الأميركية في نشاط المختبرات البيولوجية الأوكرانية وتمويلها من قبل مؤسسات قريبة من القيادة الأميركية الحالية.