فرنسا تدعم جهود تحويل الصحراء المغربية إلى قطب اقتصادي

تحتضن مدينة الداخلة غدا الخميس المنتدى الاقتصادي المغربي الفرنسي الذي يهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار في الصحراء المغربية، فيما تجسد هذه الفعالية التي سسيشارك فيها العديد من المستثمرين، دعم باريس الراسخ لسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية والتزامها بتفعيل موقفها على أرض الواقع وهو ما أكده كريستوف لوكورتييه سفير باريس لدى الرباط بإعرابه عن رغبة بلاده في أن تكون شريكا أساسيا في تنمية الصحراء.
ويُعدّ تنظيم هذا المنتدى رسالة واضحة وقوية من المغرب بأن مدينة الداخلة جزء لا يتجزأ من ترابه، وأنها مفتوحة للاستثمار والشراكة الدولية تحت السيادة المغربية الكاملة.
كما يُمثّل ترسيخاً لدبلوماسية التنمية التي تعمتدها المملكة، من خلال التركيز على المشاريع الاقتصادية والفعاليات الكبرى كأدوات لدعم الموقف السياسي وتعزيز الاعتراف الدولي بالواقع في الأقاليم الجنوبية.
وتنتظم الفعالية بالاشتراك بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ونظيره الفرنسي بهدف توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وبناء شراكة قائمة على الاستثمار المشترك وتبادل الخبرات.
وينظر إلى مشاركة وفود دولية ورجال أعمال أجانب في هذه المنتديات كاعتراف بنجاعة الإدارة المغربية للمنطقة وبأنها بيئة آمنة وجاذبة للأعمال، في وقت تشير فيه شهادات خبراء ودبلوماسيين زاروا الصحراء على أنها تشهد نقلة نوعية على جميع الأصعدة التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
ووصف لوكورتييه، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، عشية انعقاد المنتدى، الإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها الأقاليم الجنوبية للمملكة بـ”الهائلة”، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة، لافتا إلى أن موقعها الإستراتيجي يؤهلها لتتحول إلى مركز حقيقي في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وتابع “إنها رؤية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، ونحن نتقاسمها ونريد الإسهام بفعالية في هذا المسار التنموي لفائدة سكان الصحراء التي تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا. نريد أن نكون شركاء في هذا المستقبل”.
وتبرز الداخلة كقطب اقتصادي وبوابة للمملكة على عمقها الإفريقي، ما يجسّد استراتيجية التعاون جنوب – جنوب التي يعتمدها المغرب. وتشكل المنتديات منصة للتعريف بالمؤهلات الاقتصادية الكبرى للمنطقة في قطاعات حيوية، مثل الصيد البحري والسياحة واللوجستيك، في وقت تشهد فيه أشغال ميناء الداخلة الأطلسي تقدما هاما، فيما ينتظر أن تعطي المنشأة المينائية بعد تدشينها دفعة قوية للتنمية.
وتقود فرنسا جهود تشجيع المستثمرين الأجانب، خاصة الأوروبيين، على بعث مشاريع في الصحراء المغربية، بهدف ترجمة اعترافها بسيادة المملكة على المنطقة وتأييدها مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل، كما تعمل على تعزيز هذا الحل داخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مناسبات عدة، بما في ذلك رسالة للملك محمد السادس وخطاب أمام البرلمان المغربي، أن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”، فيما تعهدت باريس باستخدام ثقلها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي لدعم القضية التي تقيس على أساسها المملكة علاقاتها مع كافة الدول.
ميدل إيست أون لاين