فرنسا ترسخ دعمها لمغربية الصحراء بحضور ثقافي وقنصلي
تستعد فرنسا لترسيخ دعمها لسيادة المغرب على صحرائه بافتتاح فرع لمنظمة دولية ثقافية في المنطقة بالتزامن مع ترتيبات تجريها لتدشين قنصلية في مدينة العيون، بينما نشرت وزارة الخارجية الفرنسية خريطة المملكة كاملة بصحرائها، في خطوة رحّب بها ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي ووصفها بأنها “تفعيل وتنزيل لموقف باريس”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المغربي إن سفير باريس لدى الرباط سيزور الصحراء المغربية الأسبوع القادم لافتتاح فرع لمنظمة “التحالف الفرنسي” الدولية التي “تهدف إلى ترويج الثقافة واللغة الفرنسية في كافة أنحاء العالم”، وفق تعريف موقع “ويكيبيديا”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد خلال كلمة ألقاها تحت قبة البرلمان المغربي الثلاثاء أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية.
وأنهت باريس في يوليو/تموز الماضي ترددها بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء تتويجا لمسار إعادة الدف إلى العلاقات بين البلدين بعد أن اقتنعت بأن مصالحها تقتضي فتح صفحة جديدة في التعاون مع شريك دولي موثوق يلعب دورا بارزا في المنطقة.
وفي سياق متصل ألمح بوريطة إلى قرب الإعلان بشكل رسمي عن افتتاح قنصلية فرنسية بالصحراء المغربية، قائلا لأحد الصحفيين إن “ذلك سيكون خلال الندوة القادمة”، وفق موقع “مدار 21” المغربي.
وعبر عن “ارتياحه لاعتماد باريس للخريطة الكاملة للمملكة بصحرائها”، معتبرا أن الخطوة تأتي في إطار “تفعيل وتنزيل موقف باريس الذي أعرب عنه بالفعل الرئيس إيمانويل ماكرون في رسالة سابقة وجدده اليوم بقبة البرلمان”.
وقال إن هذه الديناميكية “تشكل جزءا من حوار مستمر حول هذه القضية بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، وتأتي في إطار أوسع يعكس الديناميكية الإيجابية لقضية الصحراء المغربية منذ عدة سنوات”.
وبينما يستعد مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يعتبر الجزائر طرفا في الصراع حول الصحراء المغربية ويدعوها إلى الانضمام إلى الموائد المستديرة، لفت بوريطة إلى أن “باريس تلعب دورا رئيسيا في هذه الهيئة الأممية”، مشيرا إلى أن “لديها أيضًا معرفة كبيرة بتاريخ المنطقة وبداية النزاع المفتعل”.
وأعطت الزيارة التي يؤديها ماكرون إلى الرباط دفعة قوية للعلاقات بين البلدين اللذين يقتربان من تدشين شراكة إستراتيجية بعد توقيع نحو 22 اتفاقية تعاون تشمل العديد من القطاعات.
وأكد ماكرون اليوم الأربعاء في الرباط أن باريس عقدت “شراكة أقوى مع المغرب لمكافحة الهجرة السرية وكل أشكال التهريب، تتضمن التزاما بتحقيق نتائج”.
وقال في خطاب أمام الجالية الفرنسية في المغرب، في ختام زيارة الدولة التي بدأها الاثنين إلى المملكة، “نريد نحن والمغرب معا أن نكافح ضد جميع أشكال التهريب، أن نحارب الهجرة السرية والشبكات التي تستغلها والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات إننا نعقد شراكة قوية، بالتزام جد قوي، وثقة واحترام قواعد كل طرف، والتزام بتحقيق نتائج”.
ووعد الرئيس بأن بلاده ستنشط دبلوماسيا في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا لإنهاء النزاع حول الصحراء المغربية.
وأضاف “سوف نعمل أيضا في المنطقة مع الاتحاد الإفريقي، لاقتناعنا بأن هذا الحل هو الذي سيتيح تحقيق مزيد من الأمن والسلام في الصحراء، وأيضا في الساحل وبكل تأكيد في كامل المنطقة”.
وجدد أيضا التأكيد على التزام بلاده العمل “لمواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية”، مشيدا “بالجهود التي بذلها المغرب في هذا الصدد”.
ميدل إيست أون لاين