فقاعات .. فقاعات ..

كل شيء حولنا أصبح قابلا للانفجار ..

قد يكون انفجار برميل أو قذيفة .. أو انفجار شفاه ووجوه ..

نعم انفجار وجوه البشر من حولنا ..والتي قد تنفجر قهرا .. غضبا .. خوفا .. أو قد تنفجر من كمية الفيلر والبوتكس التي ملأت وجوه بعض السيدات والصبايا ، والتي تتأملها مدهوشا خائفا من أن تنفجر في وجهك وهي تحاول الكلام أو الابتسام .. متخيلا حجم البوتكس والفيلر المحقون .. لا ليغطي فقط آثار السنين .. إنما تعب الحرب ومحاولة الهروب من الواقع الأليم .. نعم .. قناع أصبح حاجة عند البعض ليغطي ملامح القهر واليأس والتعب التي خطتها الحرب اللعينة على وجوه الكثيرين …

انه قناع الوجه الحيوي النضر المشدود …. لمحاربه أثار العمر، العمر الذي بدأت تجاعيده تخط على وجوه السيدات عمرا اضافيا قد يكن لم يعشنه بعد .. إنما بالتأكيد حرمن منه …. كل هذا بسبب الحرب ..

انها فقاعات العصر الحالي والزمن الراهن …. فقاعات وفقاعات

كما كل شيء حولنا … وكما نحن أصبحنا نعيش في فقاعات هوائية فارغة .. قابلة للانفجار بأي لحظة ودقيقة ..

نحيط بها أنفسنا .. لنعيش حلما ورديا لم يتحقق ، أو لنحافظ على توازنا نفسيا على شفير الانهيار ..

فالفقاعات أصبحت موضة العصر .. وضريبة عدم الاستقرار والحرب … انها شكل من أشكال التعبير .. ورغبة ملحة في التغيير .. ورفض الواقع … فعلى ما يبدو عدم لقدرة الشخص على تغيير الواقع المعاش المفروض عليه وعدم قدرته على التحكم فيه ، تدفعه الى تغيير شيء يملكه ويستطيع التحكم فيه .. !!!

أنا لست ضد التجميل والتحسين .. ولا ضد الحرية الشخصية … على العكس .. فلكل حالة تبرير وتفسير .. ولكنني لا أستطيع تقبل المبالغة في التعبير والتغيير … والتي أصبحت تثير الدهشة و الاشمئزاز .. من المبالغة في حجم البوتكس وكمية النفخ ، التي ضيعت معالم الوجه الحقيقي ، وجمدت التعبير ، وحولته الى وجه جامد جليدي .. غير قادر على التعبير .

التغيير مطلب حياتي وضرورة للاستمرار والبقاء … ولكن على ما يبدو القمع والخوف والتسلط والاستبداد ، حول التغيير من شكل متطور فكري حضاري ، الى تغيير شكلي ظاهري .. ضمن فقاعات فارغة قابلة في أي لحظة للانفجار …. !!!

فالجمال هبة من الله .. والتحسين والتجميل مهارة من الانسان .. وهبها له الله ……!!!!!

والله جميل يحب الجمال ..

لكن المبالغة … دوما سيئة .. وتحول التغيير الى تدمير …

فاحذروا يا سادة يا كرام … وانتبهوا من الانفجار !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى