فلسطين | ترسيخ معادلة «القصف بالقصف»: المقاومة جاهزة لمعركة طـويلة
مرّ 23 يوماً على تجدّد ضغط المقاومة الفلسطينية ومتظاهري «مسيرات العودة» على مستوطنات «غلاف غزة». اكتفى العدو الإسرائيلي، مذّاك، بردّ محدود «قَنّنته» معادلة المقاومة: «القصف بالقصف»، حتى بات واضحاً سعي الاحتلال إلى تجنّب التصعيد، على رغم تكثيف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجّرة، والتي أحدثت في المجمل أكثر من 500 حريق أتت على آلاف الدونمات الزراعية، فيما تتواصل سياسة تنقيط الصواريخ على مستوطنات «غلاف غزة». لكن محاولة العدو تفادي الدخول في مواجهة تسبّبت في تصاعد سخط مستوطني «الغلاف» الذين يشعرون بأن قيادتهم السياسية تهملهم عمداً، وهو ما أشار إليه مراسل «القناة الـ13»، ألموغ بوكير، حين قال إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يَزُر منذ بداية التصعيد تلك المستوطنات، واكتفى بالحديث مرة واحدة مع رؤساء السلطات المحلية هناك، على رغم إطلاق 22 صاروخاً وإحداث أكثر من 500 حريق.
وعلمت «الأخبار»، من مصادر في «وحدات البالونات»، أن تطوّراً نوعياً طرأ على عملها خلال اليومين الأخيرين، حيث باتت تطلق البالونات المُحمّلة بالمواد المتفجّرة والحارقة بأعداد كبيرة (المئات في الدفعة الواحدة)، إضافة إلى التنسيق بين جميع الوحدات في مختلف المناطق كي تُطلَق البالونات بالتزامن، ما يؤدي إلى أعداد كبيرة من الحرائق، ويُفقِد بالتالي وحدات الإطفاء الإسرائيلية القدرة على التعامل معها بكفاءة. أيضاً، وتحسّباً لأيّ تصعيد محتمل من قِبَل العدو، تكشف مصادر في «الغرفة المشتركة لعمليات المقاومة» أن جميع الأجنحة العسكرية للفصائل أبلغت قيادة الغرفة جاهزيّتها للدخول في معركة طويلة الأمد مع الاحتلال.
وعن قصف المستوطنات ليلة أمس، تقول المصادر إن المقاومة تَوعّدت بالردّ على أيّ اعتداء على مواقعها، ونَفّذت ذلك للمرة الثانية بعدما قصف الاحتلال موقعاً جنوب غرب مدينة غزة، حيث قُصفت فوراً «سيديروت» بستة صواريخ. وبعد إطلاق الصواريخ، شرعت قوات العدو، من جرّاء شكاوى من سكان «سيديروت» بأنهم لا يسمعون صوت صفارات الإنذار، في تركيب أجهزة إنذار إضافية في أحياء المستوطنة.
في المقابل، يستعدّ جيش الاحتلال لاحتمال المزيد من التصعيد مع غزة خلال الأيام المقبلة، طبقاً لصحيفة «معاريف» العبرية، التي قالت إنه على رغم زيارة المندوب القطري، محمد العمادي، للقطاع قبل أيام، فإنه لم يطرأ تغيير على الوضع، كما «لا تشير الأنباء في هذه المرحلة إلى قرب التوصل إلى هدوء». بالتوازي مع ذلك، ردّت حركة «حماس» على تصريحات الوسيط والمنسّق الخاص للأمم المتحدة لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، والتي حمّل فيها المقاومة المسؤولية عن التصعيد الأخير، بالقول، إن «الخطاب… حول الأوضاع الفلسطينية عامة، وقطاع غزة خاصة، كان مفاجئاً… حاول (ملادينوف) رسم المشهد بما يخدم رواية الاحتلال ويُحوّله من جلاد معتدٍ إلى ضحية، متغافلاً عن حقائق لا يمكن لشخص في موقعه أن يجهلها». وكان المبعوث الأممي حذر من «تصعيد وشيك في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن الوضع في المدينة ومحيطها «يتدهور بسرعة، وهناك زيادة سريعة في تفشّي كورونا بين السكان. ومع نظام صحي منهار، والانقطاع الدائم للكهرباء، وارتفاع معدل البطالة… أنا قلق جداً». لكنه دعا من سَمّاهم المسلحين إلى «التوقف فوراً عن إطلاق القذائف والبالونات المتفجّرة»، كما طالب العدو بـ«إعادة إمدادات الطاقة التي تُوفّرها الأمم المتحدة للكهرباء».
صحيفة الأخبار اللبنانية