فنانون من تونس ومصر وسوريا: التّطبيع لن يمرّ في برلين!
في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الغربية الرامية إلى توريط النخب العربية في أنشطة تطبيعية مع العدو الصهيوني، ربح منطق المقاطعة جولة جديدة في الحرب الثقافية الطويلة والمستمرة مع «إسرائيل». خلال الأيّام الماضية، بُذلت جهود حثيثة من قبل «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI) و«حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» ــ لبنان» ومجموعة من الأفراد والفنانين والمثقفين الداعمين لهذه القضية، للتحاور مع الفنانين العرب المشاركين في مهرجان Pop-Kultur الفنيّ في برلين، الذي ترعاه سفارة العدو الإسرائيلي.
أوّل المستجيبين لهذه الأصوات كانت فرقة «مزاج راب» السورية التي اتخذت قرارها تلقائياً، تبعتها فرقة «إسلام شيبسي» المصرية.
ثم جاء دور الدي. جاي الحلبي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية Hello Psychaleppo. ولم يمض وقت طويل قبل أن تُعلن المغنية التونسية الشابة آمال مثلوثي انسحابها من الحدث الضخم الذي سيجري في العاصمة الألمانية بين 23 و25 آب (أغسطس) الحالي.
عبر بوست باللغة الإنكليزية نشرته على صفحتها الرسمية على فايسبوك، أكدت صاحبة أغنية «أنا حُرّ وكلمتي حرّة»، أوّل من أمس أنّها كانت تتوق إلى الغناء في برلين، قبل أن تكتشف أنّ «الحدث مدعوم من السفارة الإسرائيلية. الآن، وبعدما صرت على علم بهذا، عليّ الانسحاب»، عازية تأخرّها في إعلان موقفها إلى انشغالها بالحفلة التي أحيتها ضمن «مهرجان قرطاج الدولي» في 12 آب. وتابعت الفنانة البالغة 35 عاماً أنّها عندما «وافقت على المشاركة في Pop-Kultur، لم تكن لائحة الداعمين قد أُعلنت بعد.
أشكر كل المعجبين والناشطين الذي لفتوا النظر إلى الموضوع، وأعتذر من الناس الذين كانوا يرغبون في لقائي في برلين. على أمل أن نلتقي هناك قريباً». وختمت مثلوثي قائلة: «في الوقت الذي تزداد الأمور فيه صعوبة في فلسطين، على كل واحد منّا التعبير عن تعاطفه وتضامنه. وبالنسبة إلى الفنانين، يبدأ الأمر بأن نكون حقيقيين ومخلصين».
وتثميناً للاستجابة «السريعة» التي أبداها الفنانون الأربعة، أصدرت PACBI بياناً شكرتهم فيه، لا سيّما أنّ المهرجان «أعلن عن مشاركة السفارة الإسرائيلية في رعايته على موقعه الرسمي قبل أيام قليلة من انطلاقته»، معتبرة أنّ هذا الموقف «مشرّف ويدلّ على التزام بمبادئ العدالة والحرّية والمساواة والكرامة التي يناضل شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية كافة من أجل تحقيقها. كما تشكّل نموذجاً لكل فنان/ة عربي/ة يعبّر عن رؤية إنسانية وفنية ملتزمة بحقوق الإنسان عالمياً، في مواجهة الاستبداد والاستعمار والعنصرية والاضطهاد بكل أشكاله».
وفي بيان آخر، أدانت PACBI قبول Pop-Kultur برعاية العدو، واضعة هذه الخطوة في خانة «التواطؤ من أجل تلميع صورة نظام الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري»، داعية جميع الفنانين المشاركين في هذا المهرجان إلى الوقوف في «الصف الصحيح من التاريخ، أي إلى جانب المظلومين… عبر إلغاء حفلاتهم في حال ما لم يلغ المهرجان هذه الرعاية المُخزية»
صحيفة الأخبار اللبنانية