“فويجر 2” يواصل كشف الأسرار بعد 42 عاماً في الفضاء

 

أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بعد أربعة أيام على وفاة إلفيس بريسلي قبل 42 عاما مسبارا كشف كنوزا من البيانات من وراء الغلاف الشمسي الذي يلف الأرض والكواكب المجاورة.

لكن في مقابل كل لغز سمح “فويجر 2” بكشفه بشأن الرياح الشمسية والحقول المغنطيسية والأشعة الكونية التي تضرب الحدود بين مجال النجوم ومجال الشمس، برز لغز آخر.

وغادر “فويجر 2” مدار الأرض العام 1977 قبل شهر من المسبار “فويجر 1” لكنه احتاج إلى سبع سنوات إضافية للوصول إلى الحدود الخارجية للغلاف الشمسي على بعد 18 مليار كيلومتر.

والغلاف الشمسي مؤلف من الحقول المغنطيسية للشمس والرياح الشمسية التي قد تصل سرعتها إلى ثلاثة ملايين كيلومتر في الساعة.

حاجز مغناطيسي عند حدود الشمس

وأمل العلماء من خلال المسبارين في إيجاد أجوبة عن أسئلة كثيرة بمقارنة البيانات التي يرسلها المسباران اللذان خرقا الغلاف الشمسي من زوايا مواقع مختلفة.

وقال إدوارد ستون، الاستاذ في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا المشرف الرئيسي على واحد من 5 مقالات نشرت في مجلة “نيتشر أسترونومي”: “لم يكن لدينا كمية كبيرة من البيانات حول حجم الغلاف الشمسي الذي تشكله الشمس حول نفسها”.

وأكد “فويجر 2” على سبيل المثال وجود “حاجز مغنطيسي” عند الحدود الخارجية للغلاف الشمسي كان متوقعا نظريا، ورصده “فويجر 1”.

وأوضح ليونارد بورلاغا، العالم في مركز غودارد الفضائي التابع لناسا المشرف الرئيسي على أحد المقالات: “لكن خلافا للتوقعات فإن وجهة الحقل المغنطيسي لم تتغير عندما تجاوز فويجر 2 حدود الغلاف الشمسي وصولا إلى مجال النجوم”.

وحدود الغلاف الشمسي هي منطقة تماس رقيقة نسبيا تتصادم فيها الرياح الشمسية المشحونة بجزئيات بالرياح النجمية.

وفوجئ العلماء أيضا باجتياز “فويجر 2” هذا الحاجز المغنطيسي في 80 يوما فيما احتاج “فويجور 1” إلى أقل من يوم.

ويضاف إلى ذلك لغز التسرب، فعندما عبر “فويجر 1” حدود الغلاف الشمسي، رصد جسيمات من الفضاء الخارجي خصوصا إشعاعات كونية تتحرك في الاتجاه الآخر.

وأوضح ستون أنه “مع فويجر 2 حصل عكس ذلك تماما. ما إن غادر الغلاف الشمسي، استمررنا برؤية جسيمات تتسرب من الداخل إلى الخارج”.

وقال توم كريميغيس، العالم في مختبر العلوم التطبيقية في جامعة جونز هوبكينز والمعد الرئيسي لدراسة حول قياس الجسيمات المشحونة، للصحافيين إن “هذا أمر غريب جدا. عملية الاجتياز الأولى حصلت خلال دورة الشمس الدنيا عندما يكون النشاط في أدنى مستوى له والثانية خلال ذروة الشمس”.

وتابع” “لو اتكلنا على نتائج المحاكاة التي نقوم بها، كان ينبغي أن يكون الفرق أكبر”. ويمر نشاط الشمس بدورات من 11 سنة.

وقام المسبار أيضا بقياس الأشعة الكونية الوافدة والتي ازدادت قوتها مع اقتراب المسبارين من حدود الغلاف الشمسي مع تأثيرات مباشرة على صحة طواقم مهمات الفضاء المأهولة في الفضاء البعيد.

وكشف ستون أنه “إذا أردنا لرواد الفضاء الاقتراب أكثر من مصدر الأشعة الكونية، ينبغي فهم قوتها فعلا”.

وبني المسباران ليستمرا خمس سنوات في دراسة الكواكب الخارجة عن النظام الشمسي.

لكن بعد 42 عاما على اطلاقهما، لا يزالان ينشطان مع أن الوقود سينفد منهما في غضون 5 سنوات.

العربية.نت

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى