فيتو أمريكي يُجهض مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن وقف النار في غزة.. “حماس”: ضوء أخضر للمجازر واستمرار الإبادة

فشل مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، في تبني مشروع قرار بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، جراء استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض (الفيتو).
وصوّتت 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي صاغته الجزائر، بينما رفضته الولايات المتحدة، وفق وكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
ويطالب مشروع القرار بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ويصف الوضع الإنساني فيها بأنه “كارثي”.
ويدعو إسرائيل إلى رفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
بدورها أدانت حركة حماس، الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة ذلك يمثل دعمًا مباشرًا للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وقالت حماس، إن “الفيتو الأمريكي يجسد انحياز واشنطن الأعمى لحكومة الاحتلال الفاشية، ويؤكد دعم جرائمها ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة”.
وأعربت عن استهجانها لمعارضة الولايات المتحدة لمشروع القرار، واعتبرته “موقفًا متعجرفًا يعكس استهتار واشنطن بالقانون الدولي، ورفضها التام لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.
وشددت حماس، على أن الموقف الأمريكي “يشكل ضوءًا أخضر لمجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لمواصلة حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، بما يؤكد شراكتها الكاملة في هذه الجريمة المستمرة”.
وأضافت أن “ما قدمته المندوبة الأمريكية خلال جلسة التصويت ليس سوى استمرارا لنهج التضليل وقلب الحقائق الذي تنتهجه واشنطن، وتنكّرا لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في مقاومة الاحتلال وتقرير المصير”.
وأكدت حماس، أن “فشل مجلس الأمن في وقف الحرب المستمرة منذ عشرين شهرًا، وعجزه عن كسر الحصار أو إدخال المواد الغذائية، يثير تساؤلات جوهرية حول دور مؤسسات المجتمع الدولي، وجدوى القوانين والمواثيق الدولية التي يواصل الاحتلال انتهاكها يومًا بعد يوم دون أي مساءلة أو تحرك فعلي”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لتدارك هذا الانهيار الأخلاقي والسياسي، والضغط من أجل وقف فوري لحرب الإبادة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا الفلسطيني”.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن واشنطن استخدمت “الفيتو” ضد مشروع القرار، بداعي أنه لا يربط وقف إطلاق النار بـ”إطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)”.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
الوكالة، أشارت إلى أن مشروع القرار “لم يدن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (…) أو ينص على وجوب نزع سلاح الحركة وخروجها من غزة، وهما مطلبان أمريكيان آخران”.
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية