علوم وتكنولوجيا

فيسبوك تضاعف الرهان على بناء كون رقمي بتغيير جلدها

أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا في إعادة لإطلاق علامتها التجارية بالتركيز على طموحات تتعلق ببناء “ميتافيرس” وهو بيئة للواقع الافتراضي المشترك تراهن الشركة على أنها ستكون المنصة الكبرى المقبلة.

واختار مؤسس شبكة فيسبوك التي اتهمتها موظفة سابقة بأنها تغلب الربح المادي على سلامة المستخدمين، اسم “ميتا” الذي يعني باللغة اليونانية القديمة “ما بعد” ليظهر أن “ثمة أشياء إضافية ينبغي بناؤها”.

وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في مؤتمر الشركة عن البث الافتراضي الحي والواقع المعزز إن الاسم الجديد يعكس طموح شركته لبناء عالم جديد من الواقع الافتراضي بدلا من أن تكون خدمة تواصل اجتماعي فقط.

ومصطلح ميتافيرس الذي ظهر للمرة الأولى في رواية قبل ثلاثة عقود ويجتذب الآن اهتماما كبيرا في وادي السليكون يشير بشكل عام إلى فكرة البيئة الافتراضية المشتركة التي يمكن لأشخاص الدخول إليها رغم استخدامهم لأجهزة مختلفة.

ومن المفترض أن تتيح تقنية “ميتافيرس” زيادة التفاعلات البشرية عبر الإنترنت من خلال تحريرها من القيود المادية بفضل تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وقال زوكربيرغ “حاليا كانت علامتنا التجارية مرتبطة بشدة بمنتج واحد لا يمكنه بأي حال أن يعكس كل ما نفعله الآن ناهيك عن المستقبل”.

وأشارت الشركة إلى إن تغيير الاسم سيضم كل التطبيقات والتكنولوجيات التابعة لها تحت الاسم الجديد لكنه لن يغير هيكل الشركة او اسم الشبكات المختلفة فيها.

وكانت الشركة أعلنت الاثنين الماضي أنها تعتزم توظيف عشرة آلاف شخص في غضون السنوات الخمس المقبلة في أوروبا للعمل على هذا الـ”ميتافيرس”، ما سيشكل خصوصا وحدتيها للواقع المعزز والافتراضي، كماركتها “أوكولوس” للخوذات الانغماسية على سبيل المثال.

ويأتي تغيير الاسم في وقت تكافح فيه أكبر شركة في العالم للتواصل الاجتماعي في مواجهة انتقادات من مشرعين وجهات تنظيمية بشأن قوتها السوقية وقراراتها الرقمية والرقابة على الانتهاكات على منصتها بعد تسريبات داخلية خلطت كل اوراقها.

وكتب المحلل المستقل المتخصص في شركات التكنولوجيا الكبرى بنديكت إيفانز عبر تويتر “إذا ما أطلقتم اسما جديدا على منتج لم يعد يحقق نجاحا، سيفهم الناس سريعا أن الماركة الجديدة تعاني المشكلات نفسها”.

وأضاف “يمكن اعتماد مقاربة أفضل تقوم على حل المشكلة من ثم إطلاق ماركة جديدة تعكس المنتج الجديد”.

وقالت جمعية مناهضة لفيسبوك تطلق على نفسها اسم “ريل فيسبوك أوفرسايت بورد” (مجلس الرقابة الحقيقي على فيسبوك)، إن “فيسبوك تظن أن تغيير الاسم قد يساعدها على تغيير الموضوع”.

وأضافت “هذا مؤشر إلى أنها مستعدة لفعل أي شيء من أجل حرف الأنظار عن فشلها في الإشراف على منصاتها المليئة بالكراهية. أيا كانت تسميتها، ستبقى المشكلة على حالها،… هم بحاجة إلى قواعد حقيقية ومستقلة بصورة فورية”.

وتغيير فيسبوك اسمها ليس الأول من نوعه لدى مجموعات الإنترنت العملاقة.

ففي 2015، أعادت غوغل تنظيم أنشطتها من خلال إنشاء مؤسسة أمّ تحمل اسم “ألفابت” تدير خدمات الشبكة بينها محرك البحث ومنصة يوتيوب وخدمة وايمو للسيارات المستقلة.

غير أن مراقبين كثراً يؤكدون أن اسم غوغل لم يتغير إلى ألفابت في وسائل الإعلام أو لدى الرأي العام.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى