تأجيل قمة الردّ العربي في الرياض على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين

مصدر دبلوماسي عربي يكشف أن دولة خليجية وازنة أبدت امتعاضها لاستبعادها من قمة الرياض ما دفع القيّمين على المؤتمر لضم كافة دول الخليج.
تأجلت إلى يوم الجمعة قمة عربية مصغرة كانت مقررة الخميس في الرياض لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة وتوسعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن، على ما أعلنه دبلوماسيان عربيان اليوم الاثنين.
وكان من المقرر أن يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير/شباط للتوصل إلى رد على خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول مجاورة خصوصا مصر والأردن.
لكنّ مصدرا سعوديا فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له الحديث للإعلام أوضح أنّ “مؤتمر القمة العربية المصغر في الرياض تم تأجيله من الخميس إلى الجمعة 21 فبراير/شباط الجاري”.
وأشار إلى أنّ الاجتماع “سيضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع مصر والأردن لبحث البدائل العربية لخطط ترامب في قطاع غزة”، بينما أكّد مصدر دبلوماسي عربي آخر إرجاء القمة يوما واحدا.
وأفاد المصدر أنّ “دولة خليجية وازنة أبدت امتعاضها لاستبعادها من قمة الرياض ما دفع القيّمين على المؤتمر لضم كافة دول الخليج”، من دون أنّ يسمي الدولة.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قال الثلاثاء الماضي لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض.
وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا الأسبوع الماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر من دون خطة لإعادتهم.
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركا عربيا موحدا نادر الحدوث.
وكثّفت دول عربية نافذة ومن بينها حلفاء تاريخيون للولايات المتحدة، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب ومعارضة اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين أنه يتعيّن عليه أن يلتزم بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما بعد الحرب في قطاع غزة والتي تدعو إلى تهجير سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقال في بيان “كما تعهدت بأنه بعد الحرب في غزة لن تكون هناك لا حماس ولا السلطة الفلسطينية، يتعين علي أن التزم بخطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى”.
بدوره شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن إسرائيل لن توافق أبدا على قيام دولة فلسطينية، وفق موقع “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وتصاعد الحديث الرسمي الإسرائيلي عن رفض قيام دولة فلسطينية، وضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف كاتس “أولويات إسرائيل واضحة: منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة والقضاء على حماس، وإبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية”.
وترهن السعودية إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل بموافقة الأخيرة على قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
واعتبر كاتس أن “خطة ترامب فيما يتعلق بغزة هي الوحيدة التي يمكنها أن تضمن أمن سكان الجنوب وإسرائيل”.
ميدل إيست أونلاين