في المعادلة النفطية الإقليمية… منتجو الخليج يستفيدون من تقلص إنتاج إيران (أجاي ماكان)

 

أجاي ماكان

باستثناء إيران الخاضعة للعقوبات، حققت البلدان الأعضاء في منظمة أوبك 982 مليار دولار من صافي إيرادات الصادرات النفطية في السنة الماضية، وهو أعلى رقم منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة بتسجيل البيانات في 1975.
في السنة الماضية، شهدت الكويت والإمارات إيرادات من التصدير تتجاوز أو تساوي المستويات العالية لما بعد 2004 بالمعدلات الحقيقية. أما السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، والقائد الفعلي لمنظمة أوبك، فقد حققت إيرادات تقدر بحدود 312 مليار دولار، وهو رقم قياسي اسمي، يكاد يلامس مستوى الذروة في 2008 بالمعدلات الحقيقية.
وكان العراق هو البلد الآخر الوحيد في أوبك الذي شهد ذورة لما بعد 2004 بالمعدلات الحقيقية في إيرادات التصدير، حيث كان الإنتاج والصادرات يتعافيان بسرعة.
تشير البيانات إلى اختلافات حادة في حظوظ أعضاء أوبك، في الوقت الذي يندفع فيه الإنتاج الأمريكي، ما يقلص الطلب على بعض أنواع الخام من أوبك من أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتستمر الصادرات الإيرانية في التراجع.
تشهد البلدان المنتجة للنفط طلباً قوياً على خامها المتوسط والحامض، وذلك بفضل غياب الخام الإيراني المماثل من الأسواق الدولية. لكن أعضاء آخرين في أوبك، مثل نيجيريا وأنجولا، التي تنتج الخام الخفيف والحلو، المشابه للخام الصخري في الولايات المتحدة، شهدت تراجعاً في صادراتها إلى الولايات المتحدة. وفي السنة الماضية تراجعت الإيرادات من صادرات نيجيريا وأنجولا بالمعدلات الحقيقية، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة.
وفي التقرير السنوي الذي نشرته أوبك في أوائل هذا الشهر قالت إن الأسعار التي يحققها الخام من الأعضاء المختلفين في المنظمة في الأسواق الدولية تباعدت في السنة الماضية.
وفي حين أن سعر الخام العربي الخفيف، الذي تنتجه السعودية، قفز بنسبة 2.2 في المائة في 2012، وقفز خام التصدير من الكويت بنسبة 3.1 في المائة، إلا أن سعر خام بوني الخفيف من نيجيريا تراجع بنسبة 0.4 في المائة، وارتفع خام جيراسول من أنجولا فقط بنسبة 0.6 في المائة.
إلى جانب الأسعار المتدنية، تأثرت البلدان الإفريقية الأعضاء في أوبك من المخاوف الأمنية، بما في ذلك سرقة النفط في نيجيريا والاضطرابات الأمنية في ليبيا، التي أحدثت الاضطراب في الإنتاج. وفي التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة في أوائل هذا العام حول سوق النفط على الأمد المتوسط، قالت إنها لا تتوقع أن تقوم البلدان الإفريقية الأربعة في أوبك بزيادة الإنتاج على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي حين أن إدارة معلومات الطاقة توقفت عن إعطاء تقديرات حول الإيرادات من إيران، حيث تجعل العقوبات من الصعب بصورة متزايدة تتبع الدفعات، فقد عمل الهبوط الحاد في الصادرات على تقليص حاد في أرباح إيران.

فاينانشال تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى