تحليلات سياسيةسلايد

في مجلة ‘ذي نايشن’: إسرائيل تخسر الحرب في غزة

خبراء يشبهون عملية السابع من أكتوبر بهجوم تيت في 1968 والذي نفذه المتمردون الفيتناميون ضد القواعد الأميركية وانتهت بهزيمة واشنطن رغم خسائر كبيرة تكبدها المسلحون.

 

أفاد الكاتبان توني كارسون ودانييل ليفي في مقال لهما نشر في مجلة “ذو نايشن” الاميركية إلى إن إسرائيل تقترب من خسارة المعركة التي تقودها ضد حماس في قطاع غزة مؤكدين أن الفصائل الفلسطينية مع قلة عديدها وعتادها أضحت قادرة على الوقوف ندا للند مع الدولة العبرية التي تمتلك أسلحة متطورة وتحظى بدعم غربي كبير.

ويقول الكاتبان ان “إسرائيل تواجه احتمال خسارتها الحرب ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية رغم حربها المدمرة وعدم امتلاك المسلحين أسلحة متطورة ودعم دولي واقليمي على غرار ما تمتلكه الدولة العبرية.

ويحذران في التقرير من أن إسرائيل قد تخسر هذه الحرب على الفلسطينيين على الرغم من الهجمات الكثيفة على غزة والتي أدت لمقتل وجرح الالاف من الفلسطينيين بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويقولان ان كلا من حماس وإسرائيل تسعيان لفرض شروطهما ورؤيتهما ما سيؤدي الى تغيير سيكون الأبرز ربما منذ حرب 1948 مشددين على ان الوضع في المنطقة لا يمكن ان يعود كما كان قبل اندلاع الحرب.

وتحدثا عن صدمة هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الاول خاصة قدرة الحركة على تحييد المنشآت العسكرية الإسرائيلية، وكسر بوابات أكبر سجن مفتوح في العالم وقتل نحو 1200 من الإسرائيليين واسر 240 اخرين.

وذكر الهجوم وفق التقرير بهجوم تيت سنة 1968 والتي شنها المتمردون الفيتناميون ضد القواعد الأميركية والتي خلفت قتلى اميركيين لكن خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين وفي النهاية كان لها تثير كبير في الحرب التي انتهت بهزيمة واشنطن وانسحابها.

ورغم الاختلاف بين الحالتين باعتبار ان عملية تيت كانت ضمن حرب التدخل الأميركية في أرض بعيدة بينما حرب إسرائيل للدفاع عن احتلالها في الداخل، والتي يشنها جيش من المواطنين مدفوعاً بإحساس بالخطر الوجودي لكن في النهاية يمكن القياس عليها في أهدافها السياسية بعيدة المدى.

ويؤكد التقرير انه رغم خسارة الثوار الفيتناميين للهجوم بسقوط عبير من القتلى وتدمير بنيتهم التحتية وقواهم السياسية والعسكرية السرية التي بنوها بصبر على مدار سنوات. ومع ذلك، كان هجوم تيت لحظة أساسية في هزيمتهم للولايات المتحدة وإن كان ذلك بتكلفة باهظة في أرواح الفيتناميين.

ويقول المحللان أن شن هجمات دراماتيكية رفيعة المستوى في وقت واحد على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء الفيتنام في يوم واحد كان عملا فريدا حيث حطمت الجماعات الفيتنامية المسلحة بأسلحة خفيفة وهم النجاح الذي روجت له إدارة الرئيس الأسبق جونسون للشعب الأميركي.

ويضيفتان ان العملية المفاجئة أوضحت للأميركيين أن الحرب التي طُلب منهم التضحية بعشرات الآلاف من أبنائهم من أجلها لا يمكن الفوز بها وهو ما ينطبق على الصراع بين اسرائيل وحماس.

وقامت القيادة الفيتنامية بقياس تأثير أعمالها العسكرية من خلال آثارها السياسية وليس من خلال التدابير العسكرية التقليدية مثل خسارة الرجال والعتاد أو اكتساب الأراضي.

وهذه المقاربة فسرت مقولة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الذي قال تعليقا على الحرب ” لقد خضنا حرباً عسكرية؛ خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا النفسي. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر”.

وتعليقا على ذلك قال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن إسرائيل معرضة لخطر وجودي كبير اذا خسرت امام حركة حماس.

ويقول الترمان “إن مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد مضيفا “ان حماس لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني ويزيد من عزلة إسرائيل”.

وتابع ” في هذا السيناريو تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة حولها بغضب وتساعد في انهيار حكومة السلطة الفلسطينية من خلال ضمان أن ينظر الفلسطينيون إليها على أنها ملحق ضعيف للسلطة العسكرية الإسرائيلية”.

وأضاف “في الوقت نفسه، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا عن قبول تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أميركي حول إسرائيل، مما يؤدي إلى تدمير الدعم الذي تتمتع به إسرائيل هنا منذ أوائل السبعينيات”.

ويقول ألترمان أن حماس تسعى إلى “استغلال عنف الجيش الإسرائيلي لتجنيد الفلسطينيين” قائلا ” إن قوة إسرائيل تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي النداءات العالمية لضبط النفس. كل هذه الأمور تعزز أهداف حماس الحربية”.

وتقول المجلة ان الأسابيع التي تلت 7 تشرين الأول/أكتوبر أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائما من قبل. ومن المرجح أن يكون هذا هو هدف حماس من شن هجماتها القاتلة.

وتضيف “كثيرون في القيادة الإسرائيلية يدعون علناً إلى استكمال النكبة أي التطهير العرقي في فلسطين والآن تم تضخيم تلك الأصوات”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى