قاسم حسين صالح يقدم مقاربة جديدة عن ‘إشكالية السلطة والدين’ في العالم العربي
ما تزال إشكالية السلطة والدين تثير جدلاً واسعاً في العالم العربي، يتحدد هذا في الكتابات القديمة والحديثة، من نقد الدين إلى نقد النص إلى نقد العقل إلى نقد المشاريع الأصولية والعقائد الاصطفائية.. وسواها من أفكار وطروحات شائكة، ولكن الدكتور قاسم حسين صالح اختار أن يقدم مقاربة جديدة عن “إشكالية السلطة والدين” تستند إلى (تحليل سيكوبولتك)، يحاول من خلاله تفسير العلاقة بين السياسي والديني عبر “تساؤلات محرجة” الأولى: في ماهية الله والدين، والثانية: في الدين والصحة النفسية.. وتساؤلات أخرى؛ ليست – كما يقول المؤلف – “موقفاً شخصياً” وإنما هي “ضمن مشروع كتاب يسهم في تحريره أصحاب التعليقات عليه”. ما يعني أن المؤلف يفتح باب النقاش على مصراعيه ليتسع لكل معتنقي الديانات السماوية الثلاثة والمؤمنون وغير المؤمنون وحتى الملاحدة.
وحول إشكاليات في الدين والسلطة يقول الدكتور قاسم حسين صالح: “قد يثير هذا الموضوع انزعاج وربما غضب المتطرفين من المتدينين وغير المتدينين. وعليه نرجو كلا الفريقين التحلي بالصبر وسعة الصدر. فالكاتب هنا أشبه بحكم في لعبة كرة القدم، غير أنه يدير لعبة فكرية، الكرة فيها هي “الكلمة”، والرابح فيها هو من يلعب بنزاهة.
صحيح أن بعض “الضربات” الفكرية قد يعدّها الآخر تجاوزاً، لكن أصول اللعبة تسمح لكل فريق أن يستخدم كل مهاراته الفكرية. والهدف الأساسي هو إمتاع الجمهور “القراء” والتعلم المعرفي من كلا الفريقين، لاسيما جيلاً يعاني من إرباك فكري وعدم استقرار نفسي، وصولاً إلى أن نعيش حياة أجمل ونتعامل بسلوك مهذب رغم اختلافاتنا في الفكر والدين، بعيداً عن لغة التهديد والتشهير التي يلجأ إليها من تعوزه الحجة وأولئك الذين يقعون ضمن صنف ذوي التفكير الجامد من كلا الفريقين”.
يضم الكتاب مقالات ومقاربات ودراسات وحوارات وتحليلاً معمقاً لمفاهيم يتم خلالها شرح ما يعنيه المؤلف بالسلطة والدين والتعصب والإسلام السياسي وغيرها، ولهذا اشتملت موضوعات الكتاب على عناوين، مثل: “المشترك بين الإسلاميين والعلمانيين في ثورة الحسين”، و”الدوغمائية.. مرض العقل العربي”، و”السلطة وثنائية السادية والمازوشية”، ومستخلص لدراسة حول “الشخصية الإرهابية وأسباب الإرهاب من وجهة نظر الأكاديميين والسياسيين والصحافيين ورجال الدين والمدانين بجرائم الإرهاب في العراق”، وأخرى حول “الشخصية العربية تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك”، و”المواطنة.. في تحليل للشخصيتين المصرية والعراقية”.
وغير ذلك من العناوين التي تحمل مضامينها مكاشفات صريحة وجريئة مثل: “على مسؤوليتي السياسيّون العراقيون.. مرضى نفسياً”، و”سياسيو شيعة العراق و.. خيانة الذمة”، “حدث (30 نيسان).. ثورة جياع أم فوضى رعاع؟”، “سايكس بيكو (2).. الطائفيون أبطالها!”، “من يخاف الموت.. الدينيون أم الملحدون؟”، “انتحار الأدباء.. أزمة حياة أم دين أم خلل عقلي؟!”، “حوار مع فرويد” وعناوين أخرى ذات صلة.
صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم ناشرون ودار العرب للنشر والتوزيع في 224 صفحة.
ميدل ايست أونلاين