
قاعدة أميركية في المزة: دمشق تحت ظلّ واشنطن : ترسّخ واشنطن وجودها العسكري في مطار المزة قرب دمشق، لتكريس وصايتها على المرحلة الانتقالية ودفع سوريا نحو تطبيع أمني وسياسي مع إسرائيل.
بخطى مستعجلة، تمضي الولايات المتحدة في تمهيد الأرض لحصد أقصى نجاح ممكن من استقبالها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في العاشر من الشهر الجاري.
ويتجلّى ذلك في سلسلة من الإجراءات السياسية والعسكرية والميدانية أيضا. التي تهدف في محصّلتها إلى تحصين حكم الشرع، وضمان ولائه لواشنطن. كما وانخراطه في رؤيتها للمنطقة أيضا.. ولعلّ من بين تلك الإجراءات توسيع الحضور العسكري الأميركي، وقوننته ليصل إلى تخوم دمشق. توازياً مع دفع السلطات الانتقالية نحو توقيع اتفاقية أمنيّة بينها وبين إسرائيل، قد تتطوّر إلى تطبيع كامل في مراحل لاحقة.
قاعدة أميركية جوّية على أبواب دمشق الجنوبية
الإجراءات الأميركية الجديدة التي كشف عنها بعد أيام من إعلان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك. انضمام السلطات الانتقالية الوشيك إلى «التحالف الدّولي ضدّ داعش» الذي تقوده واشنطن. تتضمّن توسيع الحضور العسكري للأخيرة عبر تموضع قواتها في قاعدة جوّية على أبواب دمشق الجنوبية. حسبما نقلت وكالة «رويترز» عن ستة مصادر مطّلعة.
وفي وقت لم تسَمَّ فيه القاعدة لـ«أسباب أمنيّة وعملياتية». تشير المعطيات المتوفّرة – بما فيها تلك المتصلة بإجراء اختبارات على الموقع والتأكّد من سلامة مرافقه – إلى أنّ الاختيار وقع على مطار المزة العسكري. أحد أبرز المطارات العسكرية في سوريا، والذي أدّى دوراً كبيراً في أثناء مدّة النظام السابق. وكان أحد المواقع التي استخدمتها روسيا وإيران، وتعرّضت مراراً لقصف إسرائيلي أيضا.
وإلى جانب مكانه الاستراتيجي، يكتسب اختيار «المزة» بالتحديد أبعاداً سياسية. وذلك في إطار التحول السوري الكامل والانضواء تحت جناح الولايات المتحدة.
وتشير التسريبات التي تحدّثت عنها «رويترز». إلى أنّ المطار سيؤدّي دوراً محورياً في إطار «مراقبة أي اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا». وهو الاتفاق الذي نصّت مسوّدته السابقة – التي وافقت عليها السلطات الانتقالية – على إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوبي سوريا. ومنطقة حظر جوّي للطائرات العسكرية أيضا. تمتدّ من تخوم دمشق حتى المنطقة العازلة مع الأراضي المحتلة، والتي وسّعتها إسرائيل بعد احتلالها مناطق جديدة وفرضها سيطرة أمر واقع على أنحاء واسعة. منها القنيطرة وقمة جبل الشيخ الاستراتيجية أيضا.
وكان التوقيع على الاتفاقية قد فشل في أيلول الماضي، حسبما كان مقرّراً، بعد أن أضافت تل أبيب بنداً يتيح فتح طريق من الأراضي المحتلة نحو السويداء. التي باتت تحت إدارة حكم ذاتي للمكوّن الدرزي بدعم إسرائيلي. ولا يزال يلفّ الغموض مصير هذا البند في الاتفاقية الجديدة التي ترعاها واشنطن، والتي يتوقّع التوصّل إليها في أثناء زيارة الشرع إلى البيت الأبيض، بصفته أول رئيس سوري يقوم بهذه الزيارة.
صحيفة الأخبار اللبنانية
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر



