قانون العطاء ثم الأخذ !!

لينة محمد مطيط *

خاص بموقع ( بوابة الشرق الأوسط الجديدة )

كنتُ قد وعدت في نهاية المقال السابق أن نتكلّم عن قوانين تحقيق الأهداف وها أنا ذا أُدرج أحد أهم هذه القوانين اليوم ألا وهو قانون ” العطاء ثمّ الأخذ ” أو الزرع ثمّ الحصاد. وهو قانون كوني من قوانين الله عزوجل في الحياة والذي أودع فيه أسرار كثيرة من مكوّنات النجاح والفلاح ففي خباياه عطايا وأيُّ عطايا.

لكن البداية من عندك أيّها الانسان فالقانون يقول : الزرع أولاً ثمَّ الحصاد ..!!

نعم إذ لا يمكن أن نتخيّل مثلاً فلاحاً لم يزرع أي شيء طوال العام ولم يكترث بأرضه ثم يأتي عند الحصاد يقف مبتهلاً إلى الله عزوجل ليعطيه مِثلَ خيرات وثمرات جيرانه ؛ أو أن تنبت في أرضه أشجار وتُثمر هكذا دون أي زرع ولا أي جهد هذا مستحيل . طبعاً .. الله عزوجل قادر على كل شيء لكن يريد منّا أن نعمل ونسعى ثم يأتي العون الإلهي بالتوفيق والنجاح وتحقيق المراد ..!!

حتى في حياة الأنبياء الذين أُعطوا المعجزات هناك شواهد كثيرة على هذا القانون …

فمثلاً أمر الله عزوجل سيدنا نوح عليه السلام ومن معه ببناء سفينة كبيرة مع أنّ الله عزوجل قادر على إنزالها من السماء كما في حالة مائدة بنو اِسرائيل لكنّ التوجيه الإلهي ” عليكم أن تبذلوا الجهد وتعملوا ثمّ يأتي العون وتأتي المعجزة بتحقيق الأمنيات.” ؛ وفي هجرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان من الممكن أن تكون بلمح البصر كما في إسرائه عليه الصلاة والسلام لكن الحكمة الإلهية اِقتضت جهد وتعب وخطة عمل ورحلة شاقّة ثم إصابة الهدف وتحقيق المراد ؛ وهكذا الكثير الكثير من الأمثلة.

* أنت طالب وتريد النجاح والتفوق ؛ هل أعطيت من وقتك وجهدك وأوقات راحتك لكي تحصل على هذا النجاح ؟؟

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا

* تتمنى الحصول على وظيفة معينة في أحد الشركات الكبيرة !!

ماذا أعددت لها من مهارات، ومالذي تزرع لتحصد ما تريد ؟؟ وما الجهد الذي بذلته في سبيل ذلك ؟؟

يقول توماس أديسون : ” يخسر معظم الناس الفرص التي تواجههم لأنّها تأتيهم دائماً بملابس العمل فلا توجد فرصة مجردة من الجهد إلا في الأحلام ولا يقابل الفرص في الأحلام إلا النيام ! ”

* حتى على صعيد الأسرة تود الحصول على الحب والإحترام؛ أعطي ذلك أولاً لتأخذ ما تريد ..!! أنت اِبن أو اِبنة تحبي أن تكوني مميّزة عند أبويك ماذا أعطيت وقدمت لتأخذي هذا الإهتمام ؟؟ أنتِ زوجة وأنتَ زوج وأي شيء تريدون الحصول عليه لا بدّ أن تعطوا لتأخذوا ( قانون العطاء ثم الأخذ ).

* بحاجة لعون أصدقائك أو جيرانك ماذا أعطيت لتأخذ بالمقابل ذلك !!

وهكذا … إلخ؛ قس على ذلك كل أمور حياتك بما فيها أهدافك … فالأهداف التي نصبو إلى تحقيقها لا نستطيع جذبها فقط ونحن نجلس في جلسة تأمل كما شاع مؤخراً وللأسف ولجهل بعض الناس يعتقدون أنّ بإمكانهم جذب ما يريدون من خلال جلسة تأمل واستجماع طاقاتهم.

نعم نحن نزرع الفكرة ونرسم صورة ما نريد في العقل اللاواعي وهذا من الضرورة بمكان لأن هذه الصورة تساعد الدماغ على فتح ملفات من نفس النوع ؛ كما أنّها تُبقي رغبتك في الوصول للهدف مشتعلة، إذن فهي تساعدك لتحقيق هدفك ؛ ولكن ليس دون بذل جهد وتعب إذ أنه لا قانون الجذب ولا مئات القوانين غيره تسطيع أن تحقق لك ما تريد مالم تتحرك وتعمل.

وسيكون لنا مقال خاص عن شرح قانون الجذب بالمعنى الحقيقي العلمي بإذن الله تعالى.

أستغرب من عقول بعض الناس أين ذهبت ؟!! هل إذا جلست كل يوم تتأمل لمدة نصف ساعة وتتخيل نفسك أنّك موظف في شركة كبيرة فهل هذا سيتحقق وأنت في مجلسك ؟؟ وأنت لا تملك شهادات أو مهارات أو لغات معينة ؛ أو دون أن تسعى وتبحث أو أو إلخ !!

طبعاً من المستحيل بل وألف مستحيل أن يحدث هذا ؛ الأمر ليس عصا سحريّة بل هو قانون ” العطاء ثمّ الأخذ ” .

وختاماً أود أن أضيء على جانب رائع في هذا القانون وهو أنّك كما تزرع ستحصد ؛ فإن زرعت ورداً فستجني ورداً ؛ وإن شوكاً فشوكاً وإن حبّاً فحبّاً ؛ وإن بذلاً وجهداً وتصميماً وسعياً حثيثاً فنتائج باهرة وهكذا إلخ ..!!

لكم مني أطيب التحيات

* مدربة تنمية بشرية

www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى