افتتاحية الموقع

قراءة سريعة عن تاريخ القضية الفلسطينية من المنظور العالمي والعربي منذ بداية النكبة عام 1948 والى الان !

د. ماهر عصام المملوك

القضية الفلسطينية تُعد واحدة من أطول وأعقد الصراعات في التاريخ الحديث.

منذ النكبة عام 1948، التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وسرقة وطنهم فلسطين وإقامة دولة إسرائيل على أنقاضها  تعاطت دول العالم والمنطقة العربية مع هذا الصراع بطرق متنوعةومتعددة ،مسلطة الضوء على التحولات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي شهدها هذا الصراع.

فالتعاطي العالمي مع القضية الفلسطينية في مرحلة ما بعد النكبة بين عامي (1948-1967)

بعد النكبة، كانت فيها القضية الفلسطينية محورًا للسياسات الدولية، حيث سعت الأمم المتحدة ودول العالم إلى معالجة تداعيات الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل وعليه تم إنشاء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عام 1949، لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.

اما تداعيات بعد حرب 1967 فلقد أسفرت حرب  الخامس من حزيران 1967 عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان أعادت هذه الحرب القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، حيث أصدرت الأمم المتحدة القرار 242، الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة والاعتراف بحق جميع الدول في المنطقة بالعيش في سلام.

لتنتقل الأحداث في فترة السبعينيات والثمانينيات إلى اعترافات متزايدة بالقضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

وفي عام 1974، اعترفت الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ومنحتها صفة مراقب. كما شهدت هذه الفترة جهودًا دبلوماسية متزايدة لحل الصراع، كان أبرزها اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978.

من بعدها توجت الجهود الدولية بتوقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، التي مهدت الطريق لإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن انهيار مفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000 واندلاع الانتفاضة الثانية أعادا القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية من جديد، حيث تصاعدت الدعوات لضرورة إيجاد حل عادل ودائم.

اما في العقدين الأخيرين، شهد التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية تحولاً كبيرًا. تزايدت جهود بعض الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس في خطوة أثارت جدلاً واسعًا. كما برزت مبادرات مثل “صفقة القرن” التي قدمتها إدارة ترامب، التي قوبلت برفض فلسطيني واسع وتأييد محدود من بعض الدول العربية.

أما من حيث التعاطي العربي مع القضية الفلسطينية فلقد كان

في المرحلة المبكرة بين (1948-1967) ومنذ بداية النكبة،كان القضية المركزية للعالم العربي فلقد قامت الدول العربية بالمشاركة في حروب 1948 و1967 و1973 ضد إسرائيل، دعمًا للفلسطينيين واستردادًا للأراضي المحتلة.

لتبرز في هذه المرحلة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل رئيسي للشعب الفلسطيني في الستينيات، وحصلت على دعم سياسي وعسكري من الدول العربية.

عُقدت عدة قمم عربية لدعم القضية الفلسطينية، كان أبرزها قمة الخرطوم عام 1967 التي رفعت شعار “لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض” مع إسرائيل.

فلقد كان لتوقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978 في تغيير كبير في الموقف العربي. انقسمت الدول العربية بين مؤيد ومعارض لهذه الاتفاقيات، وتأثرت وحدة الصف العربي تجاه القضية الفلسطينية.

أدت الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) إلى تجديد الدعم العربي للقضية الفلسطينية. تزامن ذلك مع توقيع اتفاقيات أوسلو، التي حظيت بتأييد بعض الدول العربية وتحفظ البعض الآخر.

أثارت الانتفاضة الثانية موجة جديدة من التضامن العربي مع الفلسطينيين، وشهدت المنطقة مظاهرات شعبية واسعة. ومع ذلك، فإن الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، والحروب المتكررة في غزة، أثرت سلبًا على الدعم العربي الموحد.

أما في العقد الأخير، فلقد شهدت المنطقة تحولات جذرية مع موجات الربيع العربي وتغير الأولويات الإقليمية.

فقد قامت بعض الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما أثار جدلاً واسعًا حول تأثير ذلك على القضية الفلسطينية. ورغم ذلك، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في وجدان الشعوب العربية إلا ان فوجىء العالم في السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ بأحداث وحرب غزة التي مازلت رحاها قائمة لحين كتابة هذه اللمحة السريعة عن الصراع الفلسطيني الصهيونى .

في ختام القول كانت النكبة في فلسطين في عام 1948 هي محور القضايا السياسية والمصيرية ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لجميع الشعوب المنطقة العربية وبالخصوص منطقة الشرق الأوسط .

علما ًان المنطقة العربية بكاملها  شهدت تحولات وتغيرات كبيرة، من حروب وصراعات إلى مفاوضات واتفاقيات على مدى مايقرب من ست وسبعون عاماً منذ بدء الاستقلال من المستعمر الأجنبي لحين إقامة الكيان الصهيونى

بكل مافي هذه التحديات الداخلية والخارجية من معنى .

وبالمختصر ما زالت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على الساحتين الدولية والعربية على وجه الخصوص حيث يستمر الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل كسب حقوقه المشروعة التي أوصت بها الأمم المتحدة  والمواثيق والأعراف الدولية .

 

موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى