قراءة في سيناريوهات المنطقة ضمن واقع اسلامي مرتبك (الدكتور عادل رضا)

 

الدكتور عادل رضا

 

" باتت الحركة الإسلامية في هذه المرحلة من الزمن أمام تحدي الواقع الذي يفرض شروطه على النظرية الإسلامية و على أي حركة تنظيرية كانت تعيش الفكرة, و لعل ما يجري حالياً من تغييرات جذرية في العالم العربي قد وضع من يتحرك إسلامياً أمام محك التجربة و أمام امتحان إثبات صحة نظرياته.
في ظل ظروف الصراع و المعركة على أرض الواقع تكون الأمور حساسة و مضطربة, وهذا شي طبيعي لحالة التحفيز والانتظار وما قد يحدث من مفاجآت قد يتم معها تغيير السيناريوهات إلى سيناريوهات أخرى, أو أن تخرج أمور عن نطاق السيطرة, وكل هذا أمر طبيعي . إن نقد الحركة الإسلامية في أي مكان بالعالم هو شي مطلوب وحيوي من باب مبدأ التدافع القرآني الذي يصنع التكامل للحركة في طريق النجاح والوصول إلى النهضة الفردية والرقي الحضاري المجتمعي ولكن النقد من باب إصلاح الحركة وليس إسقاطها, وهناك من يتحرك في النقد من باب الرغبة في الإسقاط، وهؤلاء يتحركون بالتآمر والارتباط بأجهزة استخباراتية أو جهات لديها أجندة مختلفة تتنوع بتنوع الأهداف والخطط الاستراتيجية التي تضعها مراكز الأبحاث للقوى الاستكبارية وتطلب من الاتباع التطبيق على أرض الواقع، وهذا هو دور العملاء الذين يتحركون على الساحة.
إن على المتواجدين في موقع القيادة بالحركات الإسلامية الاقتناع بأن النقد ليس مظهر عداوة بل هو حالة طبيعية مطلوبة، وبفقدانها سيتجمد العقل عن التفكير وستتهرئ أي حركة وسيتم إضعاف أي موقع للقوة. نحن أمام حركة إسلامية في المنطقة العربية في طريقها للسلطة و بعضها قد وصل، ولدينا حالة تاريخية مستمرة إلى الآن كدولة وكنظام تمت إقامته على أرض إيران وتأسس أيديولوجيا على فكرة أن الإسلام هو فكر للحياة وطريق لنهضة المجتمع.
إذن، سننطلق من هذه التجربة الإسلامية الفريدة التي تمت إقامتها على أرض إيران. لا شك أن النظام الإسلامي الذي تمت أقامته على أرض إيران قد مر بمراحل مفصلية في عمر تجربته كتجربة بشرية على أرض الواقع, وحسب رؤية كاتب هذه السطور مرّ النظام الإسلامي بثلاث مراحل مفصلية:
 
المرحلة الأولية:
هي ما قبل التأسيس، حيث نقاوة الحركة الإسلامية من حيث الفكر والإخلاص والحرارة الثورية – إذا صح التعبير- ومن حيث الانطلاق بمحاولات التأسيس في العراق وإيران و لبنان, حيث تميزت المجاميع التي انطلقت في هذه البلدان بتعدد الأساليب ووحدة الهدف النهائي بإقامة نموذج لدولة إسلامية. إن ما قبل التأسيس الذي أنتهى بإقامة النظام الإسلامي على أرض إيران أوصلنا إلى
 
المرحلة الثانية:
حيث تحركت مؤسسات النظام هناك في أكثر من طريقة للعمل لمواجهة تحديات التدمير القادمة من الخارج, حيث واجه الإسلاميون حرباً عبثية و غزواً صدامياً "بكارت أخضر أميركي" تم فيها تصفية الكوادر الحركية الإسلامية المخلصة، وأيضاً حرباً داخلية استخباراتية تم فيها تصفية النخب القيادية الإسلامية, ضمن ما حدث نجح من تبقى من كوادر الحركة الإسلامية من البقاء على الساحة كنظام سياسي و لكن تم القضاء على الثورة الإسلامية، ولكن تم تأسيس دولة مؤسساتية معقدة التشكيل والتنظيم، فارغة من الكثير من الكوادر الإسلامية المخلصة، وبغياب جوهري لقيادات الصفوف الأول التي كانت موجودة في مرحلة ما قبل التأسيس. وكل هذا البينان الدستوري المعقد التشكيل هو واجهة لشبكة استخباراتية أمنية متشابكة تعمل بالخفاء وهي الشبكة نفسها التي تمت صناعتها في مرحلة ما قبل التأسيس، وهي التنظيم السري الذي قام بصناعته الإسلاميون على مدي سنين طويلة ليكون العمود الفقري للنظام الإسلامي. إذن، هناك مؤسساتية تتحرك بالواجهة وتنظيم سري يمثل قاعدة النظام الأساسية, وهذا ما يوصلنا إلى
 
المرحلة الثالثة:
حيث حدث هناك تناقض بين المؤسسة والشخصيات الموجودة فيها، حيث غياب نقاوة الفكر الإسلامي وغياب القيادات المهمة التي كانت موجودة في المرحلة الأولى أيضاً, ويدخل على هذا التناقض ثنائية تتحرك كوحدة واحدة قد تطغي إحدى هذه الثنائيات على الأخرى!! إن هذه الثنائية التي تتداخل مع تناقض المؤسسة والشخصيات تم ترفيعها لغياب وتغييب المؤسسين عن الساحة .
وهذه الثنائية هي ثنائية (الإسلامالقومية) داخل النظام الإسلامي المقام على أرض إيران, حيث قد يقوي الجانب القومي على حساب الجانب الإسلامي، والعكس قد يحدث، ولكن الثنائية تتحرك ضمن الواقع المعاش منذ تأسيس النظام الإسلامي إلى الآن، ومن يحدد أي جانب من ثنائية (الإسلام القومية) يكن أقوى من الآخر هو ما تنتجه المؤسسات الدستورية الموجودة علي الواجهة ومجمل أجهزة التفكير التي تصنع القرار داخل النظام الإسلامي المقام على أرض إيران.
فالذي يحدد الأقوى هو ما تنتجه انتخابات النظام, ناهيك عن الجو العام للشعب الذي يعيش على أرض إيران. فالحماس لأي جانب من الثنائية شعبياً يختلف باختلاف الزمن و الظروف, ناهيك عن التنظيم الأمني الاستخباراتي الذي يشكل القاعدة الخفية لحماية النظام من أي سقوط أو هزة أو محاولات انقلاب. إن منتج هذه المراحل الثلاث هو تحرك النظام الإسلامي براغماتياً وبما يخدم مصالح الثنائية (الإسلامية القومية) ضمن مشروع الجمهورية الإسلامية التي تحمله للمنطقة. إن هذا المشروع الذي يحمله الإسلاميون في إيران أتصور أنه وصل إلى قناعة واقعية تنص على إنشاء ما يشبه نفوذاً إمبراطورياً إقليمياً يتم فيه فرض النظام الإسلامي المقام على أرض إيران، ضمن تحالفات استراتيجية تشمل محيطاً واسعاً يشمل تركيا والعراق ولبنان والأردن، وبالطبع سوريا الحليف القومي العربي الأبرز للإسلاميين الموجودين في إيران. هذا المشروع هو ما يتحرك على خط التطبيق بصبر كبير وتأنٍّ – إذا صح التعبير- لفرض حالة من الأمر الواقع على الإمبراطورية الدولية الأكبر وهي الولايات المتحدة الأميركية. وهنا ننطلق للحديث عن حزب الله وما يمثله من حمل للواء المقاومة الإسلامية التي التزم بها كمشروع يتحرك به في الواقع اللبناني.
ولا شك أن هذا الحزب يُعتبر أحد مكونات الحركة الإسلامية العالمية، وهو مكون أساسي من مكونات الطبقة السياسية اللبنانية وله من السلبيات والإيجابيات كأي حزب أو حالة بشرية أخرى, و لكنه يتشرف بحمل لواء إكمال الانتصار الأول الحقيقي على عدو الأمة العربية والإسلامية، الكيان الصهيوني . لقد هُزم الكيان الصهيوني وفر من لبنان وانكسر, هذه حقيقة صنعتها تضحيات الشهداء والمجاهدين، وهي تتمة لحراك نضالي وجهادي طويل منذ السبعينيات، شاركت فيه مختلف القوى الأخرى من شيوعيين وقوميين، وأشخاص غير مؤدلجين أيضاً.
فقضية تحرير التراب الوطني أتصور أنها قضية شعب ووطن وأمة. ضمن هذا الانتصار حدث هناك انقلاب في للمعادلة الدولية والإقليمية صنعتها المقاومة بشكل أربك مراكز الأبحاث التي تم وضعها في زاوية التحدي لتدمير الحالة الانقلابية الجديدة، مع كل تأثيراتها التي أحدثتها في العالم الشرقي والعقل العربي بالخصوص الذي استسلم لواقع الهزيمة، فإذا به يجد واقع انتصار. إن المقاومة الإسلامية تنوب عن الجميع- إن صح التعبير- في معركتها في لبنان، وتمثل حجر العثرة لكلّ المشاريع المراد تنفيذها في المنطقة، لذلك هناك ضغوط كبيرة تمارس عليها لإسقاطها أو إضعافها، و مسؤوليتها أمام واقعها الداخلي الخاص بها كبير أيضاً.
إن إحدى النقاط الايجابية للمقاومة الإسلامية (حزب الله) هي في حراكها الداخلي الذي انطلق مؤسّسياً نحو عدم استغلال النصر حزبياً، فصانع التحرير في التاريخ هو من ينفرد بالسلطة الكاملة، ولكن هذه الحالة التاريخية لم يطلبها حزب الله، ولكنه تحركت ضمن إطار تعقيدات الواقع اللبناني، مما أدي إلى خلق حالة من الراحة في تعقيدات الوضع اللبناني الداخلي، ومما قوى موقع المقاومة من خلال التحرك المشترك مع مجموع من الأحزاب والقوى الحليفة.
إذن، ما هي المخاوف التي يطرحها المخلصون على المقاومة الإسلامية ومجمل حراكها في الساحة الخارجية والداخلية؟ إن الإسلام يتكون ثلاثة، شعار وفكر وحركة، والأخيرة تمثل ما يتلمسه الناس من واقع ويشعرون به في حياتهم اليومية. فعندما نسأل أين هي الحركة الإسلامية في لبنان علينا أن نجد النموذج الواقعي الملموس والمحسوس والمعاش. أين الإسلام في تصرفات الفرد الذي يعيش ضمن جمهور المقاومة؟ أين هو الإسلام في تعامل من يفترض به أن يحتل موقع القيادة مع قواعده؟ أين هي النماذج الاقتصادية الصانعة لدورة إنتاجية تكفل الحركية الإسلامية بواقع اقتصادي يؤمن له وظيفة ومسكناً وعيشاً كريماً ؟ أين هو الحراك الثقافي وعملية التدافع القرآنية والتحريك العقلي لما هو سؤال ومسائلة وتفكير حر ونقد بناء على جميع المستويات؟ أين هو الرفض المطلوب لعقليات جاهلية تتحرك بذهنية البيك والعبيد، حيث يموت العبد بخدمة البيك؟!
 أين هو الخروج عن أخطاء الآخرين من نماذج قومية فشلت في مشاريعها النهضوية؟ من هذه الأسئلة وغيرها فلنتحرك بالتفكير بصوت عالٍ لنقول: أتصور أن الحركة الإسلامية في لبنان أخذت تتحرك بالسلبيات التي أدت إلى تدمير حركة المقاومة الفلسطينية ومجمل النموذج القومي العربي بالخصوص، ولدينا مثال مشروع القومي في عهد جمال عبد الناصر حيث تكلست القيادات بمواقعها وخلقت مشروع فساد خاص بها.
وما حدث في الواقع السوري مثال آخر, حيث انعدم التدوير وتم خلق شبكة مصالح اجتماعية اقتصادية صنعت واقعاً تجارياً لخدمة مصالح قيادات الأجهزة الأمنية، فأصبح الموقع الأمني خادم للشخص ولعائلته، مما أدي بالشعب السوري إلى الثورة ومحاولة إسقاط كل الدولة السورية التي صنعت له المأساة, وسط واقع متشابك دخلت عليه الخطوط الدولية. وما حدث في الواقع الفلسطيني في لبنان حيث حدثت غربة القيادات عن الواقع الاجتماعي الذي انطلقت منه هو أمر يعرفه الفلسطينيون واللبنانيون, حيث عاشت القيادات أرستقراطياً في الأحياء الغنية واستمرت القواعد الشعبية في مواقع البؤس و الحرمان.
لذلك أتصور أن على المقاومة الإسلامية (حزب الله) تفعيل مبادئ مهمة لعدم إعادة تكرار أخطاء المشاريع القومية التي حدثت بالمنطقة، حيث فرض تدوير القيادات… كل القيادات على كل المستويات و أيضاً المنع الكلي لممارسة التجارة والنشاط الاقتصادي للشخصيات الموجودة في القيادة هم وأقاربهم. أمن الناس الاجتماعي هو من أهم الأمور الواجب التحرك بها والالتزام بتحقيقها. والواجب صناعة "مقاومة اقتصادية" إذا صح التعبير لمحاربة مشروع تجويع اللبنانيين الجاري منذ التسعينيات الذي أضر بكل الشرائح وليس فقط جمهور المقاومة.
تفريغ لبنان من سكانه منتج حالة التجويع المتعمدة التي بدأت أول ما بدأت بربط لبنان كدولة بدين ملياري لم ينتج له شيئاً على أرض الواقع إلا أعادة صناعة الجوع للجائعين والثراء الفاحش للأغنياء. إن تجويع الطبقات الشعبية أمر مطلوب دولياً كعقاب على نصرتهم المقاومة، وهناك من يريد خلق معادلة في اللاوعي اللبناني والعربي وهي أن تكون مقاوماً هي أن تكون فقيراً، جائعاً، ذليلاً، مهاناً، أما العملاء فهم الأغنياء المرفهون ممن يعيشون لذات الدنيا إلى أقصى مدى.
إن الأمن الاجتماعي والاقتصادي وخلق نموذج معيشي مقبول بين جمهور المقاومة هو أمر مفقود و ملغى عند الأحزاب التي تتبنى خط المقاومة للأسف، لذلك على من يحب لبنان واللبنانيين ويحترم دماء الشهداء أن يتحرك للمطالبة بتحقيق انتصار على مستوي الأمن الاجتماعي والمعيشي للناس. إن الاستمرار في خط التجويع المتعمد في لبنان، والذي ابتدأ من خلال فرض حالة مديونية ضخمة تفرض التزامات دولية على الدولة اللبنانية من ناحية، وتخلق حالة معيشية صعبة يتم الانطلاق منها لخلق نوع من الغضب الشعبي على المقاومة، وفرض رسائل في اللاوعي تقول إن أي حركة مقاومة ترتبط بالجوع والحرمان، علي العكس من أي حالة عمالة وخدمة للعدو التي تحصل علي المستوى المعيشي الراقي والبحبوحة في العيش والسعادة.
إن على من يتحرك في خط المقاومة أن يصنع نموذجاً اقتصادياً ونموذجاً معيشياً يكسر هذه المعادلة الأخيرة، المراد تثبيتها في اللاوعي الموجود لدي الشخصية اللبنانية بالخصوص والعربية بالعموم. . لذلك نقول إن على المقاومة الاقتصادية – إذا صح التعبير- أن تتحرك في خط التطبيق والممارسة كما تحركت المقاومة العسكرية الاستخباراتية بخط التطبيق، لأنه بالسقوط الاقتصادي يتم خلق حالة من الكفر الذي لا يفكر كما تم صنعها في الواقع الإيراني والسوري . لهذا، فإن على حزب الله الاستفادة من أخطاء الآخرين، وليست منظمة التحرير وحركة فتح ببعيدة عن واقعنا، حيث دمر المال كل مشاريعها وحرفها عن مسارها المقاوم إلى الذهنية الشبقة للسلطة والمال، وهذا ما يحدث مع بعض المتنفذين داخل الحزب للأسف، فاكتشاف العملاء داخل بنية الحزب هو نتاج هذه الحالة…

للتاريخ نذكر بما قاله منسق أنشطة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان سابقاً، وبعد انسحاب عام 2000، ورداً على سؤال أن إسرائيل هُزمت في لبنان، فقال: سنفعل بحزب الله كما فعلنا بحركة فتح، إلهاؤه بالمال وحياة الترف لاستنزافه والقضاء عليه… إن على حزب الله تحصين جبهته الداخلية اجتماعياً وتنظيف مناطق نفوذه من تجار المخدرات واللصوص، ومن الذين يفرضون الخوات على المواطنين بغير وجه حق… بيئة المقاومة وحاضنته هما درعها الحصينة، فأي ضعف يؤدي لهلاكها… وللتذكير أيضاً فإن على حزب الله التخلي عن عقلية إلغاء الآخر وممارسة بعض الديكتاتورية في الفكر، فالنموذج الإيراني لا يطبق في لبنان… ولا بد لحزب الله أن يعترف بوجود الآخر وخاصة في البيئة الشيعية، ليس بالكلام فقط وإنما بالممارسة أيضاً…
إن أحد المخاوف على المقاومة الإسلامية هو سعي حزب الله لفرض التعامل معه والتحرك علي خطه السياسي بواسطة فرض واقع دولي يُلزم من هم ضده بالقبول بالأمر الواقع الدولي، وهذا كله يرتبط بنجاح المشروع التي يتبناه النظام الإسلامي المقام على أرض إيران بفرض منطقة نفوذ إقليمية خاضعة له. من باب أن لبنان يقع على خط تقاطع مصالح إقليمية ودولية تصنع الواقع الداخلي الخاص به. وهذا تحرك يعيش الوهم السياسي أكثر مما هو حقيقة، وهذا خطأ استراتيجي تعايشه وتعانيه المقاومة الإسلامية منذ ما يسمى التحالف الرباعي، حيث تحالفت المقاومة مع رموز و"بيكوات" وأحزاب لبنانية تعاملت تاريخياً مع الصهاينة، وتتحرك بخدمة أعداء لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين.
إن هذا الخط الذي سارت عليه المقاومة الإسلامية(حزب الله) وحلفاوها بالواقع اللبناني أدى بها إلي تقديم تنازلات غير مستحقة لأطراف تتحرك ضمن واقع دولي يريد إسقاط المقاومة ومشروعها. كاتب هذه السطور لديه قناعة تقول: إن الابتعاد عن الخط الأيديولوجي والالتزام ببراغماتية مصلحية خالصة يضر بالحركة الإسلامية في لبنان، لأنها بذلك تسجل على نفسها نقاطاً تاريخية تستخدم لاحقاً ضمن الخطاب الدعائي المضاد الساعي لإسقاط كل الحركة أو إضعافها على الأقل.
إن المنطقة العربية قادمة علي مشروع فوضي مدمر، يتم فيها تفجير الصراعات المذهبية، والصراعات الإسلامية المسيحية، و تفجير كل ما يسمى هوية، ما يصنع دوائر صغيرة تتقاتل مع بعضها البعض بعبث يبعد كل جهود المنطقة عن النهضة الحضارية المطلوبة، ويخلق كيانات صغيرة ضعيفة أمام الكيان الصهيوني، يتم في كل هذا ضمان استنزاف ثروات المنطقة و من أهمها النفط إلى أن ينتهي في ظل أجواء صراع مدمر للجميع. إنها لعبة الأمم وسيناريوهات المنطقة في واقع إسلامي يريد إعادة النهضة، فماذا سيحدث؟ إنه الزمن الذي سيحمل لنا الإجابة… إنها كلمات ناقدة لتصويب بعض ما انحرف عن السكة الصحيحة، والسير على خطى الرسول والأئمة في الإصلاح… فالحسين خرج للتغيير، وحزب الله يحتاج لبعض التغيير للبقاء والاستمرار… وآخر كلامنا… فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين…

صحيفة شباب مصر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى