قصة امرأة سورية اسمها ((سوريا)): سوريا حبيب محمود.. هذه هويتي!

الصورة تقول إن الأم اسمها ((سوريا))، وهذه ليست قصة قصيرة، ففي بلادنا أسماء كثيرة من هذا النوع ، يمكن مشابهتها باسم: شام . وبين ((شام)) و((سوريا)) لاتفترق هوية الأسماء، فسجلات الحرب تبين ببساطة أن أسماء الضحايا متشابهة، وأن أسماء الحارات المدمرة متشابهة، وأن تصاميم البيوت التي هدمتها الحرب متطابقة، فهناك بين السوريين الضحايا جاء في سجلات الأسماء أنهم :

آدم .. ابراهيم .. واسماعيل، ويعقوب، وداود، ويوسف، وعيسى، ومحمد، وعلي، وعمر، وعثمان، وهشام، ووليد، وجورج، والياس، ومحمود، وعليكو، و ..إلخ.
ليست الأسماء بكافية لدلالة على الانتماء لوطن واحد،
ولا للدلالة على كل تلك التشابهات التي مرت في السطور السابقة .. هناك شيء واحد يكفي للدلالة على الوطن هو اسمه .. !

وهذه المرأة التي في الصورة اسمها ((سوريا)) !

وإذا كانت مفبركة، كما قد يخطر ببال الكثيرين، فهي تحمل الكثير من المعاني الرمزية والفنية في فبركتها، فكيف إذا كانت حقيقية ؟!

نعم هي امرأة سورية اسمها : سوريا !

اسمها : ((سورية حبيب علي))!!

دققوا في ملامحها جيدا :

لقد انحنى ظهرها، ومتى ينحني الظهر؟ ينحني ظهر الأم نتيجة مرور السنين أو المرض أو الحزن!!

لقد تغضن وجهها، ومتى يتغضن وجهها؟ يتغضن وجهها نتيجة مرور السنين أو المرض أو الحزن!!

الحزن في عينيها، ومتى يكون يكون الحزن في عينيها؟!

إنها تحمل ورقة في يدها.. كتب على الورقة أسماء ستة أشخاص من أولادها أو أحفادها، وجاء فيها :

أنا المواطنة سوريا حبيب علي والدة الشهداء :

الشهيدة فداء محمد سكاف .
الشهيد بسام محمد سكاف .
الشهيد حسن بسام سكاف .
الشهيد حسن بسام سكاف .
الشهيد سمير محمد سكاف.
الشهيد فادي محمد سكاف.

يعم الحزن أنحاء سورية، فالضحايا كثيرون .. أسماء لاتنتهي أسماء تحمل دلالات الألم والحزن والمعنى والانتماء ، وتحمل أيضا هاجسا وطنيا يقول :
متى تنتهي الحرب؟!

ليس هناك من أجوبة ، الجواب الوحيد هو في سجلات وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والبحوث التي تتابع الحرب في سورية، وفي واحدة من الإحصاءات الأخيرة أكد تقرير صادر عن المركز السوري لأبحاث السياسات، وهي منظمة غير حكومية أن عدد الضحايا وصل في فبراير/ شباط 2016 إلى 470 ألفا، مشيرا إلى أن ما يقرب من 11.5 % من السكان السوريين قتلوا أو أصيبوا في هذا الصراع. ووفقا للمنظمة فإنه يوجد نحو 70000 شخص معرضون للموت جراء العنف وافتقاد الخدمات الصحية والغذاء ومياه الشرب.

وفي غضون خمس سنوات، أكثر من نصف السوريين فروا من القتال، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أي أن هناك أكثر من 12 مليون نازح سوري معظمهم داخل البلاد (7.3 مليون).

وذكرت الوكالة الدولية، أن 4.7 مليون فروا للخارج، وخاصة في الدول المجاورة، حيث تعد تركيا ملاذا رئيسيا لهؤلاء المهاجرين، إذ يعيش هناك حوالي 2.8 مليون، لبنان نحو 1.5 مليون نسمة، إضافة إلى الأردن والعراق ومصر، لكن أغلب السوريين يخاطرون بحياتهم للسفر إلى أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى