قطار الزبداني هل سيصفر فعلا ؟!

دمشق ــ خاص ببوابة الشرق أوسط الجديدة

مناطق : مضايا، بقين، سرغايا، بلودان، والجبل الشرقي، والتي تتكثف بمنطقة الزبداني في ريف دمشق أصبحت آمنة بشكل كامل، وأعلنت من قبل الحكومة أنها خالية من المسلحين، وعند المساء عرض التلفزيون السوري لقطات من الزبداني صوّرها الإعلام الحربي، فإذا الزبداني خربة كاملة مطبّقة فوق بعضها البعض، كما يقولون باللهجة العامية!

ومع ذلك لاقى الخبر اهتماما كبيرا عند أبناء مدينة دمشق، فهذا يعني أن الطريق إلى المصايف الغربية صار مفتوحا، ولابد أن يكون ذلك مؤشرا لنهاية الحرب التي دخلت سنتها السابعة قبل أكثر من شهر!

هل صحيح فعلا أن الحرب تنتهي على هذا النحو؟

حقيقة الأمر أن كثيرين يعرفون أن الأمور أعقد بكثير من أن يتفاءل الناس على هذا النحو، بل وهؤلاء الذين يعرفون ذلك، وصلوا إلى قناعة بأنه يجب التعايش مع الحرب حتى ولو استمرت إلى الأبد، وكدليل على ذلك، كان يمكن مشاهدة الحالة التي تتركها لحظات الاحتدام في المعارك التي تدور في محيط المدينة، فترى الناس يتحركون وكأن شيئا لم يكن، وعندما تسقط القذائف تنقل الجثث وينقل المصابون ثم تعود الحركة كما كانت !

في سر هذه المسألة أن سكان دمشق ومنذ عام 2013 يعيشون حالة صعبة، فهم مسجونون في مساحة ضيقة من المدينة، وانتشرت بين أبناء السوريين من الجيل الجديد حالات من اليأس كثيرة جدا، بل إن ثمة أعراضا لأمراض نفسية في داخل الأسرة الواحدة من بينها الكآبة والقلق والأعصبة الشديدة ، وفي أغلب الأحيان يسمع الأب في بيته يوميا دعوات للهجرة وأحاديث عن الانتحار!

في الآونة الأخيرة ، كسر الدمشقيون كثيرا من الحواجز، فعادت (السيارين) تنتشر في المساحة الضيقة المتبقية (آمنة) بدمشق، وهي الربوة ، وفيها راح الكثيرون ينتشرون على الأرصفة وفي المطاعم يشربون الشاي ويدخنون الأراكيل وكأن الربوة تحولت إلى نوع من اختصار كل الأماكن الأخرى كالمصايف وطريق المطار والغوطة ..

عندما أعلنت مصايف الزبداني منطقة آمنة شعر الدمشقيون أن المساحة اتسعت، وأن زمنا قصيرا سيمر، ثم يشدون الرحال إلى هناك وتكتمل الصورة مع فتح طريق وادي بردى بعد الاتفاقات التي تمت في عين الفيجة..

وسريعا تذكر الدمشقيون أغنية قديمة كان يغنيها رفيق سبيعي وهو فنان عرف بأدائه الفولكلوري وباسمه الشعبي (أبو صياح)، وكانت تلك الأغنية تقول :

صفّر .. صفّر يابابور وخدنا ع الزبداني
ببقين بنعمل فطور والغدا ببلودان ..

والبابور هو قطار يربط بين دمشق والزبداني ويمر بكل تلك المصايف، وله محطة معروفة في الزبداني نفسها لانعرف إذا مادمرتها الحرب . والمفيد هنا أن نذكر أنه وخلال ساعات على الاعلان المتعلق بإنجاز اتفاق الزبداني نشر خبر محلي يقول إن المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي تعمل على صيانة وإعادة تأهيل الخط باتجاه محطة الفيجة وتقوم كوادر المؤسسة بإعادة تأهيله تمهيداً لتسيير الرحلات قريبا عليه، فهل سيصفر قطار الزبداني قريبا ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى