اقتصاد

قطاع الطيران يفرد أجنحته بدبي في أول ملتقى دولي بعد الجائحة

يفتتح معرض دبي للطيران أبوابه الأحد في أول تجمع واسع ينظم منذ جائحة كوفيد-19، مع بدء تعافي قطاع الطيران الذي يواجه معضلة صعبة بسبب الضغوط البيئية.

وألحق شلل الحركة الجوية في ربيع 2020 أضرارا جسيمة بشركات الطيران وتسبب بخسائر مالية وضغوط على الشركات التي أوقفت مئات الرحلات بسبب نقص المسافرين.

بحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” ، ستتكبد شركات الطيران العالمية خسارة عالمية قدرها 51.8 مليار دولار هذا العام بسبب وباء كوفيد-19 وستواصل تسجيل النتائج السلبية في 2022 لكن بخسارة أقل تقدر ب11.6 مليارا.

وتأثرت حركة الطيران العالمية بفعل فرض قيود مختلفة من الدول الأكثر تأثرا بالوباء (-69%) مقابل حركة الطيران المحلي (-24%).

حتى الآن، تعافى السفر الداخلي بسرعة أكبر بكثير من السفر الدولي، وهو ما يعكس التباين في القيود المفروضة على السفر.

ويرى المدير العام للاتحاد ويلي والش أن “هذا يعزز وجهة نظرنا أنه بمجرد إزالة قيود السفر، سنتمكن من رؤية طلب قوي من المسافرين”.

ومن المتوقع أن تعود حركة المرور الجوي إلى مستوياتها قبل الأزمة بين 2023 و2025.

ومن غير المرجح أن يشهد المعرض في دبي طلبيات ضخمة للطائرات كما هو المعتاد في هذه المعارض الضخمة.

وقال والش إن “هناك دائما بعض المفاجآت في معارض الطيران ولكن لا اتوقع الإعلان عن أمر غير عادي”.

منافسة

وستقوم شركتا “بوينغ” الأميركية ومنافستها الاوروبية “ايرباص” بإحضار طائراتهما إلى دبي.

وستعرض “ايرباص” طائرتها “ايه321 نيو”- وهي آخر نموذج لها و”ايه350″.

وستعرض بوينغ “787 دريم لاينر” و 737 ماكس، التي عادت مؤخرا إلى الخدمة إذ تحطّمت طائرتان من هذا الطراز عامي 2018 و2019 في حادثين أسفرا عن مقتل 346 شخصا وتسببا بوقف تسيير الطائرة لمدة 20 شهرا.

وستحضر الشركة الاميركية طائرات “777 إكس” للمسافات الطويلة. وطائرة “777-إكس” التي تتراوح سعتها بين 384 و426 راكباً مصممة لمنافسة طائرة إيرباص “إيه350”. ولم تحصل هذه الطائرة على التراخيص بعد.

ويعد الشرق الأوسط سوقا ضخما لهذه الطائرة التي أطلقت عام 2013 خلال معرض دبي للطيران، وجاء ثلثا طلبات هذه الطائرة من طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية.

وأكد ميشيل مرلوزو من الشركة الاستشارية “ايه آي ار” أن “بوينغ بحاجة إلى أخبار سارة وللإعلان عن أمور” بعد سلسلة من الازمات التي عصفت بها.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة “طيران الإمارات” أعلن مؤخرا أن المجموعة ستجري محادثات مع شركة “بوينغ” الأميركية بشأن طائرات “777 إكس” التي تأخّر تسليمها، قبل وأثناء معرض دبي للطيران.

وقد يشكل المعرض أيضا فرصة لإطلاق نسخة للشحن من “777 اكس” لمنافسة إعلان “ايرباص” إطلاق طائرة شحن من طراز “إيه 350”.

ومع اضطراب سلاسل التوريد اللوجيستية، يبدو قطاع الشحن في وضع جيد ويشكل مصدر دخل مرحب به للشركات.

وبالإضافة إلى ذلك، يلقي دور الطيران في التغير المناخي بظلاله على معرض الطيران في دبي الذي ينظم بعد اختتام قمة كوب26 للمناخ في غلاسكو.

وستقدم بوينغ طائرة “ايكو ديمونسترايتر” التي ستكون نسخة عن 737 ماكس كاختبار لاستخدام تقنيات جديدة أكثر مراعاة للبيئة.

أما مجموعة الصناعات الجوية العملاقة “ايرباص” فستقدم نموذجا عن طائرتها “زيرو” التي قد تكون جاهزة بحلول عام 2035، ولن تصدر ثاني اكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لدفيئة، لأنها ستحرق الهيدروجين بدلا من الكيروسين.

في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، التزمت الرابطة الدولية للنقل الجوي بجعل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 050، “صفرا” في حين كانت تنوي في السابق تخفيضها إلى النصف. وقد حذت بذلك حذو الشركات الجوية والمطارات والصناعيين في أوروبا.

ويشكل معرض دبي للطيران أيضا فرصة لصناعات الدفاع لعرض منتجاتها الجديدة، بينما ستقوم دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا بعرض مروحيات للنقل أو الهجوم ومقاتلات قاذفة.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى