اقتصاد

قطر تمول تدفق الغاز الاذربيجاني الى سوريا

الدعم سيساهم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى 5 ساعات يوميا، بما يعادل تحسنا بنسبة 40 بالمئة يوميا لأكثر من 5 ملايين مشترك في سوريا.

 

أعلنت السفارة الأميركية في دمشق عن تمويل قطري كامل لمبادرة تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، مشيرة إلى أنه سيبدأ السبت، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حادّ في موارد الغاز المحلي.

وقالت السفارة في منشور عبر منصة إكس الجمعة “خالص الشكر لدولة قطر على تمويلها الكامل لمبادرة الغاز الحيوية لسوريا”، وأضافت “اعتبارا من 2 أغسطس/ آب سيبدأ تدفّق الغاز الطبيعي الأذربيجاني عبر تركيا لتوليد 800 ميغاواط من الكهرباء، وسيوفر الإنارة لنحو 5 ملايين منزل” في سوريا.

واعتبرت أن هذا التدفق “خطوة جوهرية نحو التخفيف والاستقرار في لحظة حرجة، وتجسيد جريء للشراكة والصداقة من قبل قطر وقيادتها”.

وقال صندوق قطر للتنمية الخميس “استكمالا لدعم جهود دولة قطر للأشقاء بالجمهورية العربية السورية لقطاع الكهرباء، يعلن صندوق قطر للتنمية البدء بالمرحلة الثانية بدعم الطاقة الكهربائية بطاقة استيعابية 800 ميغاواط”.

ودمّرت الحرب التي شهدتها سوريا مدى 14 عاما، بنيتها التحتية الطاقوية، ما أدى إلى انقطاع التغذية بالتيار الكهربائي لمدد تصل إلى 20 ساعة في اليوم.

وكانت المرحلة الأولى من الخطة القطرية لتمويل إمدادات الغاز لتوليد الكهرباء والتي جرى تنفيذها في آذار/مارس عبر الأردن أمّنت 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا.

وتابع بيان الصندوق القطري “سيسهم هذا الدعم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى 5 ساعات يوميا، بما يعادل تحسنا بنسبة 40 بالمئة يوميا لأكثر من 5 ملايين مشترك في سوريا، كما يعزز استدامة الطاقة في المناطق التجارية والخدمية والمصانع”.

وقطر وتركيا هما من أبرز داعمي الحكومة الانتقالية التي شكلّها تحالف فصائل إسلامية في سوريا بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

والأربعاء، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، أنه اعتبارا من 2 أغسطس سيبدأ تصدير الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى محافظة حلب شمالي سوريا، عبر ولاية كيليس التركية.

وأشار بيرقدار، إلى أن خط الغاز الطبيعي الممتد من ولاية كيليس إلى محافظة حلب اكتمل في مايو/ أيار الماضي، وأن التدفق الأول للغاز سيبدأ عبر هذا الخط. وبيّن أن تركيا ستتعاون مع أذربيجان وقطر في هذه المرحلة.

وفي 12 يوليو/ تموز الماضي، وقعت دمشق مذكرة تفاهم مع شركة النفط الأذربيجانية “سوكار” (حكومية) لتوريد الغاز الطبيعي، على هامش زيارة رسمية أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى باكو.

وعقب التوقيع، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير عبر منصة إكس “ناقشنا سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سوريا، وتم توقيع اتفاق مع شركة سوكار بخصوص توريد الغاز الطبيعي إلى سوريا في خطوة نحو الاستقلال بالطاقة وبناء شراكات استراتيجية تخدم الوطن والمواطن”.

وتمتد الاتفاقية لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وتُعد خطوة مهمة لدعم استدامة الخدمة الكهربائية.

ويعاني قطاع الكهرباء في سوريا واقعا هشا جراء تدمير معظم محطات توليد الطاقة خلال الحرب التي شنها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على السوريين 14 عاما.

وكشف مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة أحمد سلمان، عن تفاصيل الاتفاق الموقّع مع أذربيجان لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا، عبر الأراضي التركية.

وقال، إن هذه الخطوة ستُسهم في تحسين عدد ساعات التشغيل الكهربائي إلى نحو 10 ساعات يوميًا، مقارنة بـ5 ساعات حاليًا.

وتأتي هذه التطورات وسط جهود حكومية لإعادة تأهيل البنى التحتية للطاقة، وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجددة.

وقال المسؤول السوري، إن البلاد كانت تنتج قبل الأزمة ما يزيد على 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، وهو ما كان يغطي كامل الاحتياجات الكهربائية، إلا أن الإنتاج تراجع إلى 6 ملايين متر مكعب فقط حاليًا، ما دفع الحكومة إلى البحث عن مصادر بديلة، في مقدمتها الغاز الأذربيجاني.

وأكد أنه يجري النظر في خيار شراء الغاز نقدًا مستقبلًا، الأمر الذي قد ينعكس على أسعار الكهرباء في سوريا، إذا لم تُقر آليات دعم موازية.

ويرى سلمان أن أسعار الكهرباء في سوريا حاليًا شبه مجانية، في وقت تتحمّل فيه الدولة تكاليف الاستيراد والصيانة والتشغيل. وتابع “الدراسات جارية لإقرار تعرفة جديدة تراعي دخل المواطن، ولن تُعتمد قبل التحقق من ملاءمتها للأوضاع المعيشية”.

وأشار إلى أن التعديل سيبدأ على الأرجح بالقطاع المنزلي، ثم يُطبّق تدريجيًا على قطاعات أخرى، في خطوة تُعدّ جزءًا من سياسة ترشيد الدعم وتحقيق توازن مالي.

ويُرجّح أن تتأثر أسعار الكهرباء في سوريا سلبًا بارتفاع تكلفة الغاز المستورد، ما لم تُعزَّز الإيرادات أو تُوفَّر مصادر تمويل بديلة لخفض العبء على الخزينة.

وأوضح أن مذكرة التفاهم التي وُقِّعت مؤخرًا مع أذربيجان تنصّ على تزويد سوريا بـ3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، تُنقل عبر خط أنابيب يمتد من ولاية كلس التركية إلى مدينة حلب.

وتابع أن البنية التحتية داخل سوريا، خصوصًا خط كلس-حلب، قادرة على استيعاب هذه الكميات وتوجيهها إلى محطات حلب وحمص حسب الضغط، مؤكدًا أن استعمال الغاز سيكون حصرًا لأغراض توليد الكهرباء.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى