قطوف من السعادة (1)
خاص بموقع ( بوابة الشرق الأوسط الجديدة )
السعادة هدف تنشده جميع القلوب وتسعى إليه،وهي شعور رائع يحقق لك سكينة النفس وانشراح القلب وتضمن للعقل أفكاراً إيجابية على الدوام ومن المعروف أن حياة الإنسان لا تخلو من منغصات إما مرض أو فقر ، فقد أناس عزيزين ، أو مشاكل …. إلخ ؛ أضف إلى أننا نمر بظروف قاسية وآلام جسيمة تئن في جسد أمتنا !!
ولكن في خضم أمواج الحياة المتلاطمة علينا تناول رشفات من السعادة لكي نشحذ قوتنا و نتقوى على الاستمرار في العيش ونصمد أمام الصعاب
ونتجاوز كل العقبات ؛ ولذلك سوف أجول بين الفينة والأخرى في بستان السعادة وسأقطف في كل مرة بعض القطوف ؛ وإليكم اليوم مافي سلّتي :
* قمة السعادة أن تكون متصلاً بخالق الأكوان جل وعلا قريباً منه وأن لا تسمح لضجيج الحياة الصاخبة أن تسرق منك لحظات التعبد والطاعة والقرب ؛ فهذه اللحظات كفيلة بإضفاء السلام الداخلي في نفسك وروحك ناشرة في قلبك جو من الطمأنينة والهدوء وهذا ما سيشعرك بسعادة ليس بعدها سعادة رغم وجود أي أحزان أومنغصات !!
* التلذذ بالأخذ شعور يشترك فيه معظم الناس لكن التلذذ بالعطاء لا يعرفه سوى العظماء ومن ينشدون السعادة ؛ فأنفق من وقتك ومالك وعلمك لتصل لهذا الشعور ؛ فمثلاً قم بزيارة دار للأيتام أو دار لرعاية المسنين واِقضِ بعض الوقت معهم مصطحباً بعض الهدايا البسيطة التي سترى من خلالها بريق فرح في عيني طفل يتيم أو نظرة عرفان من مسن كبير نسيه الزمن. ولك في هذه النظرات أو تلك سعادةً وأيّما سعادة.
* قم بنزهة لقلبك : اِفتح النافذة فجراً واستنشق الهواء بعمق و تأمل صفاء السماء واستمع للعصافير واِنظر لحركة أوراق الشجر فأنت بحاجة كل يوم لمراقبة نظام حي تتجدد روحك مع تجدده فأرواحنا كما الأنهار إن لم يتجدد ماؤها باستمرار أصبحت راكدة وفسدت.
* اِكتب قائمة واحصي فيها النعم التي تملكها وستشعر بالسعادة لأنك ستكتشف أنك تملك الكثير لكن لم يكن لديك الوقت لاستشعارها ؛فأنت تمشي وغيرك مشلول ، أنت في صحة جيدة وغيرك يتأوّه في المشافي لديك عمل وغيرك عاطل …. إلخ .قلّما يفكر الناس فيما يمتلكون من نعم لكنهم دائمو التفكير فيما ينقصهم وقد أثبتت الدراسات أن أكثر الناس سعادة من يركزون على مابين أيديهم ويقومون بزيادته وتطويره لا على ما لا يملكون.
* مكتبتك المنزلية هي بستانك الوارف وحديقتك الخضراء فلا تبخل على نفسك برحلة أثيريّة بين دفتي كتاب تتجول فيها مع العلماء والأدباء والحكماء وتنهل من هنا وهناك مالذّ وطاب .
* جدد صداقات قديمة أكل عليها الدهر وبالمقابل قم بعقد صداقات جديدة وفي كلتا الحالتين ستشعر بسرور كبير.
وأخيراً وليس أخراً اِعلموا إخواني وأخواتي أنّ السعادة ليست في غياب المشاكل والأحزان عن حياتنا ولكنها تكمن في التغلب عليها.
واِعلموا كذلك أنّ السعادة لاتأتي لنا من الخارج أي أنها لا تُستورد بل تُولد من داخلنا، وإن كنت تبحث عن السعادة فازرعها وستجد ثمرها زاهياً مورقاً أمام عينيك فكن صانعاً وناشراً لها.
ولكن ماهي الأمور الأخرى التي ستدعم شعورنا بالسعادة ؟؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم بإذن الله تعالى.
تسعدني متابعتكم
لكم مني أطيب التحيات
* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet