قمة طهران : سوريا واستقرار المنطقة ؟!
لم يكد يصل الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة حتى أعلن الرئيس الروسي أنه سيزور طهران ويعقد قمة مع الرئيسيين الإيراني والتركي هذا الأسبوع، فهل هي قمة رد على قمة بايدن الخليجية؟؟ أم أنها بالفعل تتعلق بالملف السوري أساساً؟؟ وهل العملية العسكرية التركية التي أعلنها أردوغان هي الموضوع؟؟ أم أنه بالفعل هناك مساع روسية إيرانية لإنجاز مصالحة بين سوريا وتركيا؟؟ا
في المواقف المعلنة روسيا ترى أن العملية العسكرية التركية ستتفجر المنطقة، وإيران مع تقديرها للهواجس التركية، كما قال عبد اللهيان، إلا أنها لا تؤيد عملاً عسكرياً تركياً في سوريا.. إذا كان موقف روسيا وإيران ضد العمل العسكري فماذا لديهما ليقدماه لأردوغان غير عرض شكل من أشكال الاتفاق بين سوريا وتركيا يلبي هواجس تركيا الأمنية ويستجيب لضرورات السيادة السورية على كامل اراضيها؟؟؟ا
في المعلومات فإن إيران وروسيا كل على حدة قامت بجهود كبيرة للتقريب بين سوريا وتركيا حتى قيل عن زيارة عبد اللهيان الأخيرة لدمشق قادماً من أنقرة أنها كانت تحمل شيئاً من توجهات هذه الوساطة، وإذا صحت هذه المعلومات فإن منطق تطور الأمور الجيوسياسية في المنطقة، وطبيعة التعاون بين البلاد الثلاثة يقول أن روسيا وإيران تريدان جمع مساعيهما في قمة طهران، أولاً: لوقف واستبعاد أي عمل عسكري تركي، وثانياً: تحقيق المطالب السورية السيادية وتلبيه الهواجس الأمنية التركية عبر اتفاقية سورية/ تركية تطور اتفاقية أضنه بما يضمن ضرورات حسن الجوار، وثالثاً: إيجاد حل للاجئين السوريين في تركيا يضمن لهم عودة كريمة وآمنة إلى الأراضي السورية وبإدارة الحكومة السورية. رابعاً: توجه الطرفان التركي والسوري لتجاوز صفحة الحرب بإزالة آثارها تمهيداً لاستعادة العلاقات الطبيعية بينهما… هذا ما تسعى له إيران وروسيا في قمة طهران فإن لم يتحقق كله فلابد أن يتحقق الأهم فيه…لينفذ طبعاً برعاية وضمان روسيا وإيران.
هذه القراءة لإمكانيات قمة طهران ولمدى نجاح الوصول إلى تفاهم يتضمن كل التفاهمات المأمولة، أو الأساسي والضروري منها، يتوقف احتمال نجاحها على أمرين اثنين : الأول اقتناع أردوغان أن لا أمن قومي تركي إلا باستعادة الحكومة السورية لسيادتها على كامل ترابها حتى آخر نقطة على الحدود التركية، والامر الثاني نجاح الرئيسان بوتين و رئيسي في أن المنطقة كلها دخلت في مرحلة جديدة مما يستلزم استقراراً لا يمكن إنجازه الا بعودة سوريا إلى طبيعتها ضمن حدودها… بالمقابل فإن السؤال الذي يطرح هل يمكن أن تقبل سوريا بمثل هذا الحل بعد كل ما فعلته تركيا أثناء الحرب الإرهابية. الأكيد أن الاستراتيجية السورية التي تبني سياساتها حالياً على مبدأ ( المضي قدماً على أساس التمسك بالسيادة واستقلالية القرار) ستتجاوز آلام الماضي والحرب و تتطلع للمستقبل..
السؤال المفتاح هل يتخلى أردوغان عن أحلامه في السيطرة على شمال سوريا والعراق؟؟ وهل لدى بوتين ورئيسي ما يجعله ينخرط في نظام اقليمي يقوم بالفعل على وحدة وسيادة سوريا؟؟ أم أن القمة لن تصل إلى تحقيق كل ذلك بل ستكتفي بما يمكن أن يوقف العملية العسكرية التركية؟؟..المشكلة هي في تقلبات أردوغان و مناوراته!!!