تحوّل وزير الأمن الإسرائيليّ الجديد، إسرائيل كاتس، لمادة للتندّر من قبل الصهاينة في دولة الاحتلال بعدما ارتكب سلسلة من الأخطاء في مقابلاتٍ تلفزيونيّةٍ، حيثُ أكّد عدم إلمامه، لا بلْ جهله حتى في الرتب العسكريّة، ناهيك أنّ العديد من وسائط التواصل الاجتماعيّ نشرت له مقاطع وهو يتحدّث اللغة الإنجليزيّة بلكنةٍ إسرائيليّةٍ ويستخدم كلمات تبعد عن الإنجليزيّة ألف سنة ضوئيةٍ. والمُبكي أوْ المُضحِك أنّ الوزير كاتس قال في لقاءٍ تلفزيونيٍّ مع القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ، وهو يستعرض نجاحات الجيش: لقد قتلنا هنية في غزّة، ليتدّخل مُقدّم البرنامج ويقول له تقصد السنوار!
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، فقد أعلن كاتس أمس أنّ إسرائيل انتصرت على (حزب الله) ليتعرّض لانتقاداتٍ واسعةٍ من مسؤولين أمنيين في الكيان، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، والتي أكّدت أنّ التصريح لا يمُتُّ للواقع بصلةٍ.
إلى ذلك، أكّد جيش الاحتلال الإسرائيليّ رسميًا أنّ (حزب الله) اللبنانيّ أمطر الكيان أمس بأكثر من 200 صاروخ وصلت إلى مناطق عديدةٍ في الشمال، وطالت أيضًا منطقة (الكرايوت) بين عكا ونهاريا، كما أصابات صواريخ الحزب مدينة حيفا نفسها، بحسب المتحدّث العسكريّ الإسرائيليّ، وبموازاة ذلك، أقّر الاحتلال بأنّ أربعة جنودٍ وضابط من جيش الاحتلال قُتِلوا أمس في قطاع غزّة بعد اشتباكهم مع المقاومة الفلسطينيّة، لافتةً إلى أنّ الضابط قُتِل بعد إصاباته بصاروخٍ ضدّ الدبابات.
وذكر مركز (علما) للدراسات الجيوسياسية والأمنية، في دولة الاحتلال، أنّ حزب الله شنّ في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت أربع هجمات هي الأقوى على إسرائيل مقارنةً بأشهر الحرب السابقة.
من ناحيته نشر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ بيانات أرقام أحصاها المركز بشأن تطوّرات الجبهة الشمالية، وجاء فيها أنّ حزب الله أعلن مسؤوليّته عن 694 من أصل 1158 حادثة مُسجّلة ضد إسرائيل، مضيفًا: “منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، شُنّت 3235 هجمة بمُعدّل 270 هجمة شهريًا، بينما أسفرت هجمات حزب الله في تشرين الأول (أكتوبر) 2024 عن مقتل 54 شخصًا في الجبهة الشمالية: 40 جنديًا من الجيش الإسرائيليّ، و10 مستوطنين، و4 عمّال أجانب”.
بالإضافة إلى ذلك، أشار مركز (علما) إلى أنّ 54 بالمائة من الهجمات كانت تستهدف مناطق بالقرب من الحدود على مسافة تصل إلى 5 كيلومترات، بينما كانت 18.6 بالمائة منها ضد قوات الجيش الاسرائيليّ التي كانت تعمل في جنوب لبنان. وتابع المركز: “حزب الله وسّع نطاق قصفه، إذ سقطت 296 من قذائفه على مسافة تزيد عن 5 كيلومترات من الحدود، مقارنةً بـ 160 قذيفة في أيلول و45 في آب”.
بدورهما، ذكر الباحثان الإسرائيليان في مركز (علما) تال باري ودانا فولك أنّ “توسيع نطاق الهجمات جاء ردًا على ما أسمياه نشاط الجيش الإسرائيليّ الهجوميّ في لبنان، وأنّ الصواريخ أصبحت السلاح الرئيسي لحزب الله ضد الجبهة “المدنية الإسرائيلية”، بحسب تعبيرهما.
وبحسب المركز، أطلق حزب الله ما لا يقلّ عن 2291 صاروخًا باتجاه الكيان في تشرين الأول (أكتوبر) 2024. ولفت إلى أنّ معظم الهجمات كانت موجّهة نحو مستوطنات حدودية.
كما بيّن المركز أن شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2024 شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الهجمات على مناطق بعيدة مقارنةً بالأشهر السابقة؛ لافتًا إلى أنّ هجمات (حزب الله) طالت أيضًا مطار اللد الدوليّ (بن غوريون) ومدينة تل أبيب ومنطقة (غوش دان)، أيْ مركز الدولة العبريّة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، رأى الباحثان الإسرائيليان، في مركز (علما) تال باري ودانا فولك، أنّ: “منظومة المُسيّرات هي الورقة الرابحة لحزب الله”، ولفتا إلى أنّ “الطائرات المُسيّرة تخدم إستراتيجية الاستنزاف التي يتبعها حزب الله، حيث يدخل عشرات الآلاف وأحيانًا أكثر من ذلك بكثير إلى الملاجئ عند تحليق طائرة مُسيّرة واحدة، ما يخلق له رواية نصر واستنزاف”.
ووفقًا لتقدير الباحثين في المركز، سيواصل حزب الله استنزاف إسرائيل وسعيه لتحقيق صورة نصر ميدانية وإعلامية، مع تزايد التقارير عن احتمالية التوصل إلى تسوية سياسية قريبة.
ختامًا، ذكّر المركز بحادثة شهدت استهدافًا ناجحًا لمعسكر (غولاني) في مدينة بنيامينا، جنوب حيفا، بواسطة طائرة مُسيّرة، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات، كما لحقت أضرار مادية بمنزل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو في قيساريا، حيثُ أصابت الطائرة دون طيّار التي أرسلها حزب الله غرفة نوم رئيس الوزراء نتنياهو، وفق ما أكّده مركز الأبحاث الإسرائيليّ.
على صلةٍ بما سلف، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن أنّه بحسب تقديرات الجيش الإسرائيليّ فإنّه حاليًا ينقصه نحو 10,000 جندي في الخدمة النظاميّة لتلبية احتياجات بناء القوة، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه “بالطبع، سيكون حجم القوات التي سيتّم تخصيصها للجبهات القتاليّة أكبر بكثير ممّا كان عليه قبل عام”.
وفي تقرير للمُحلِّل السياسيّ بن كاسبيت في (معاريف) العبريّة، جاء أنّ الاحتلال الإسرائيليّ يخوض منذ أكثر من عامٍ حربًا إقليميّة على سبع جبهات، تكبّد فيها جيش الاحتلال خسائر تُقدَّر بحوالي فرقتيْن من الجنود، في وقت يعاني فيه من نقصٍ حادٍّ في أعداد الجنود، حتى قبل احتساب القتلى والجرحى، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية