«كان يا ما كان» المجموعة القصصية السابعة لمحمد عبد النبي
«كان يا ما كان» هي التجربة القصصية السابعة للكاتب محمد عبد النبي، التي يقترب في بعض نصوصها من عالم قصص الأطفال والحكايات الخرافية الذائعة، ليعيد إنتاجها بما يتوافق مع قسوة وقبح عالمنا الراهن، بينما يختلق عوالمه الخرافية المستقلة في قصص أخرى، في أجواء مغلفة بالسحر الذي يحلّق بجناحي اللعب والخيال.
يستهل محمد عبد النبي مجموعة «كان يا ما كان» الصادرة حديثاً عن «دار العين» في القاهرة، بالإهداء التالي: «إلى حكايتي الأولى، وديدة إبراهيم، أمي»، ثم اقتباس من هانز كريستيان أندرسن: «الحياة نفسها هي أروع حكاية خرافية».
وهانر كريستيان أندرسن؛ هو كاتب وشاعر دنماركي يعد واحداً من الكتّاب البارزين في مجال كتابة الحكاية الخرافية، ويُعتبر شاعر الدنمارك الوطني، واختير يوم ميلاده ليكون يوماً عالمياً لكتب الأطفال.
ويشير عبد النبي في نهاية الكتاب وتحت عنوان «شكر وتنويه» إلى أنه استلهم من أندرسن قصته «العندليب» في «مهمة البحث عن العندليب»، وأيضا قصته «جندي الصفيح الصامد» في «حديث الجندي الصفيح وفي السياق ذاته، يؤكد عبد النبي امتنانه للعمل قبل نحو عشر سنوات في إحدى شركات الترجمة، إذ ترجم عشرات قصص الأطفال العالمية، كما أعد ولخص بعض كتب الأطفال عنها وعن مصادر أخرى مثل «ألف ليلة وليلة» و«نوادر جحا»، مشيراً إلى أنه «لولا تلك التجارب ما كان هذا الكتاب».
وتبدأ مجموعة «كان يا ما كان» بمدخل، جاء فيه: «يبدو أنني كنت شارداً أو ثملاً فلم أتبين العنوان، لكن الباب الأمامي كان على هيئة غلاف كتاب، أو كان الغلاف الأمامي على هيئة باب كبير.. المهم أنني فتحته ودخلت.. انغلق الباب من خلفي بصوت كأنه ضحكة مكبوتة، فقلت: إنه لن يفتح بعد ذلك أبداً، ولست سجينا رغم هذا، وكل ما أحتاج إليه حتى أجد طريق الخروج أن أستريح وأقرأ ثم أنام».
وتضم المجموعة 15 قصة، وتنتهي بـ «مخرج»، يتساءل فيه السارد: «هل نجوت أم غرقت؟»، ويضيف: «يبدو أنني كنت نائماً في بطن السفينة عندما ضربتها العاصفة وتحطمت أمام شواطئكم ليلة أمس.. لماذا عندكم السماء هنا والأرض هناك؟ أجيبوا، تكلموا أنتم ولو قليلاً، احكوا حكاية».
محمد عبد النبي كاتب ومترجم ومدرب كتابة، اُختيرت مجموعته «كما يذهب السيل بقرية نائمة» أفضل مجموعة قصصية في «معرض القاهرة الدولي للكتاب» في عام 2015، ونالت روايته «في غرفة العنكبوت» المركز الأول في «جائزة ساويرس» العام 2017، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة «بوكر العربية».
صحيفة الحياة