كبير المُحلّلين في “يديعوت أحرونوت”: شعبية نتنياهو سجلّت رقمًا قياسيًا بفضل بن سلمان
يُعتبر كبير المُحلّلين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ناحوم بارنيع من أشّد المُعارضين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ولا ينفّك عن مهاجمته بشكلٍ سافرٍ، ولكن، مع الحقائق على أرض الواقع لا يُمكن للإنسان العاديّ أنْ يبتدع ويبتكر لدحض الإجماع في دولة الاحتلال أنّ رئيس الوزراء نتنياهو يتمتّع اليوم بشعبيّةٍ فاقت كلّ التصورّات، وتحديدًا في الحلبة الدوليّة والإقليميّة وحتى العالميّة.
وعلى الرغم من تورّطه في أربع قضايا جنائيّة خطيرة، تشمل تلقّي الرشاوى، خيانة الأمانة والاحتيال، على الرغم من ذلك، فقد تأكّد أنّ الإسرائيليين لا يُعيرون لذلك اهتمامًا، وما زالوا ينظرون إلى نتنياهو بأنّه “سيّد الأمن”، لا بل “المسيح المُنتظر”، فقد بينّ استطلاع للرأي العام أجرته شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 و13 في التلفزيون العبريّ) ارتفاع شعبية نتنياهو بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ، وشدّدّت شركة الأخبار على أنّ الاستطلاع المذكور أُجري عقب إعلان الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المُتحدّة من الاتفاق النوويّ مع إيران.
وأظهر الاستطلاع أنّ حزب الليكود بقيادة نتنياهو سيحصل على 35 مقعدًا في الكنيست الإسرائيليّ في حال جرت الانتخابات العامّة للكنيست في هذه الأيّام، أمّا حزب البيت اليهوديّ، اليمينيّ-الدينيّ المُتشدّد، فقد حصل في الاستطلاع على ثمانية مقاعد فقط، حزب (يوجد مُستقبل) بقيادة وزير المالية السابق، يائير لبيد، ضعُف هو الآخر، مُقارنة بالاستطلاع الذي سبقه، حيث حصل على 18 مقعدًا فقط. أمّا حزب (المُعسكر الصهيونيّ)، الذي يحتّل المرتبة الثانية اليوم في الكنيست، فقد هبط إلى 14 مقعدًا فقط، وزير الأمن الإسرائيليّ، اليمينيّ والمُتشدّد، أفيغدور ليبرمان، وهو زعيم حزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يُطالب بطرد سكان المثلث إلى مناطق السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، فقد حصل على ستّة مقاعد فقط، وبذلك حافظ على عدد المقاعد في الكنيست الحاليّة، في حين أظهر الاستطلاع حصول حزب (شاس) بقيادة وزير الداخليّة، آريه درعي، وهو يُمثّل اليهود الشرقيين الذين استُجلبوا إلى فلسطين من المغرب، حصل على أربعة مقاعد، فيما حصل حزب (ميريتس) المحسوب على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ الإسرائيليّ على خمسة مقاعد فقط، في حين أنّه يُمثّل اليوم في الكنيست الحالية بستة نوابٍ.
وأوضحت شركة الأخبار في تعقيبها على نتائج الاستطلاع بالقول إنّ الحديث يدور عن ارتفاعٍ مُذهلٍ في قوّة حزب الليكود بقيادة نتنياهو، إذْ أنّه سجلّ ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالاستطلاعات التي جرت مؤخرًا، ففي شهر شباط (فبراير) الماضي، حصل الليكود بقيادة نتنياهو على 26 مقعدًا، وفي شهر آذار (مارس) الفائت حصل الحزب على ثلاثين مقعدًا.
المُحلّل بارنيع رأى في مقاله الذي نشره اليوم في الصحيفة العبريّة، أنّ نتنياهو يتمتّع بعلاقاتٍ ممتازةٍ مع كلٍّ من الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، ومع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الذي يستخدم معه مبدأ التملّق والمُداهنة، أمّا في المملكة العربيّة السعوديّة، أضاف المُحلّل فإنّ الحاكم الفعليّ، وليّ العهد محمد بن سلمان يرى بنتنياهو شريكًا في السياسة الإستراتيجيّة للبلدين، وتحديدًا في قضية إيران، حيث يعتبران التهديد الـ”شيعيّ” الإيرانيّ، العدّو الأوّل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ شعبية نتنياهو وصلت في هذه الفترة بالذات إلى أعلى نقطةٍ في حياته السياسيّة، على حدّ تعبير بارنيع.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، قال المُحلّل الإسرائيليّ أنّه إضافةً إلى ما ذُكر علاه، فإنّ الشيطان الأكبر، إيران، يُعاني من العقوبات الاقتصاديّة والسياسيّة، وبات بلدًا معزولاً، أمّا فيما يتعلّق برئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، الشيطان الأصغر، فقال المُحلّل الإسرائيليّ إنّه أصبح مشلولاً من الناحية السياسيّة.
وأقّر المُحلّل أنّه وفق كلّ الدلائل والمؤشّرات والقرائن، فلا يوجد اليوم في إسرائيل أيّ سياسيّ، من اليمين أوْ من اليسار قادرٌ على مُواجهة نتنياهو في الانتخابات العامّة، إذْ أنّه بالإضافة لتفوقه الكبير على مُعارضيه من الأحزاب السياسيّة، فقد تمكّن من إسكات أيّ صوتٍ في حزب (الليكود)، إذْ لا يجرؤ أيّ وزيرٍ على معارضته، فكم بالحري الإعلان عن ترشيح نفسه لقيادة الحزب، على حدّ تعبيره.
وخلُص المُحلّل إلى القول إنّه بدون تشكيل ائتلافٍ أوْ تكتّلٍ من قوى المعارضة المُختلفة في إسرائيل لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال الفوز على نتنياهو، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ قائد حزب (يوجد مُستقبل) يائير لبيد، وبدلاً من مهاجمة نتنياهو، يُركّز جلّ اهتمامه في الطعن بحزب العمل بقيادة آفي غبّاي، والأخير يفعل الشيء عينه.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية